في خطوة تصعيدية جديدة ضمن إطار الهجوم الموسع الذي يشنه جيش الاحتلال "الإسرائيلي" على مدن ومخيمات الضفة الغربية، وبدأ يطال مدن الجنوب، فرضت قوات الاحتلال "الإسرائيلي" حصاراً مشدداً على نحو 800 ألف فلسطيني في محافظة الخليل جنوبي الضفة الغربية، وذلك من خلال نصب ست بوابات حديدية على مداخل البلدات والمدن في المحافظة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.
هذه الإجراءات تأتي ضمن سياسة العقاب الجماعي التي يتبعها الاحتلال منذ الأحد الماضي، وتستهدف قطع أوصال مدينة الخليل وفصلها عن القرى والبلدات المحيطة بها، ما يزيد من معاناة الأهالي ويعزلهم بشكل كامل، حسبما بيّن تقرير نشرته صحيفة "العربي الجديد" اليوم الثلاثاء 3 أيلول/ سبتمبر.
الحصار على الخليل جاء بعد سلسلة من عمليات المقاومة التي أدت إلى مقتل وإصابة عدد من "الإسرائيليين"، أبرزها العملية التي نفذها الشهيد مهند العسود من بلدة إذنا، والتي أدت إلى مقتل ثلاثة جنود "إسرائيليين" عند حاجز ترقوميا، حسبما أشار التقرير.
وأولى خطوات الحصار بدأت بإغلاق الطريق الواصل بين مدينة الخليل وقرى الخط الغربي، ما منع نحو 100 ألف فلسطيني من الوصول إلى مدينة الخليل، فيما شمل الإغلاق قرى مثل إذنا وترقوميا وبيت أولا وخاراس وبيت كاحل، حيث انتشرت قوات الاحتلال على الطرق الواصلة بين هذه البلدات ومنعت عبور المشاة والمركبات.
وفي تصريحات لـ"العربي الجديد"، أكد نائب رئيس بلدية إذنا، علي أبو جحيشة، أن البوابة التي نصبتها قوات الاحتلال على مدخل البلدة تهدف إلى السيطرة على الطرق التي لا تخضع للسيطرة الأمنية "الإسرائيلية"، ما يشكل تعديًا على صلاحيات السلطة الفلسطينية ويفرض واقعاً جديداً على الأرض. وأوضح أن الاحتلال يسعى لتحويل الوضع القائم إلى أمر دائم، ما يعيد إلى الأذهان مشهد الإغلاق التام الذي عاشته البلدة خلال الانتفاضة الثانية.
وفي جنوبي الخليل، نصب الاحتلال بوابات أخرى على مداخل بلدات "أمريش عبده"، "كرمة"، و"الكرمل"، ما يعمق من الحصار المفروض على سكان تلك المناطق ويعزلهم عن مدينة الخليل.
هذه الإجراءات تأتي في إطار سياسة العقاب الجماعي والتحكم الكامل بحياة الفلسطينيين، وتساهم في تسريع ربط المستوطنات المحيطة بالتجمعات الاستيطانية في المنطقة.
وفي سياق متصل، نصبت قوات الاحتلال بوابة حديدية في منطقة "واد السمن" على الطريق الواصلة بين المنطقة الجنوبية من مدينة الخليل والشارع الالتفافي، بالإضافة إلى بوابة أخرى على مدخل بلدة بني نعيم شمالي المدينة. هذه البوابات تغلق الطرق الرئيسية، ما يجبر السكان على عبور الأراضي الوعرة مشيًا على الأقدام، وهي طرق خطرة بسبب انتشار المستوطنين.
ومنذ بدء الحرب على قطاع غزة، كثف الاحتلال من إجراءاته التعسفية في الخليل، حيث نصب نحو 70 حاجزاً في البلدة القديمة وحول المسجد الإبراهيمي، ما يزيد من معاناة الفلسطينيين الذين يعيشون تحت حصار خانق، وهذه الإجراءات تأتي كجزء من سياسة أوسع تهدف إلى تشديد الخناق على سكان الخليل بالتزامن مع الحرب على غزة، ما يجعل حياتهم اليومية أكثر صعوبة وخطورة.