انسحبت قوات الاحتلال "الإسرائيلي" فجر اليوم الجمعة 6 أيلول/ سبتمبر، من مدينة جنين ومخيمها بعد 10 أيام من العمليات العسكرية المكثفة، التي أسفرت عن ارتقاء عشرات الشهداء والجرحى، وتدمير واسع للبنية التحتية.
وسحب جيش الاحتلال آلياته وقواته الخاصة والقناصة التي تمركزت على أسطح الأبنية من عموم مدينة جنين ومخيمها، لكنه واصل تواجده عند الحواجز المحيطة بالمخيم، فارضاً إجراءات أمنية على حركة الفلسطينيين.
وأفادت مصادر فلسطينية، أنّ الاحتلال ما زال يحتجز جثامين عدد من شهداء مدينة ومخيم جنين، وهم: أمجد القنيري، ميسرة مشارقة، عرفات العامر، وسام خازم، ومحمد أبو الطلال (حربوش)، وهم من بين 21 شهيداً من أبناء جنين ارتقوا خلال العدوان، فيما دمّر الاحتلال نحو 70% من البنى التحتية والخدمية وعدداً من المنازل.
وأعلن جهاز الدفاع المدني الفلسطيني، أن قوات الاحتلال "الإسرائيلي" دمّرت ما يزيد عن 25 كيلومتراً من شوارع وأحياء مدينة جنين ومخيمها، خلال العمليات العسكرية التي استمرت نحو 10 أيام.
وأكد الدفاع المدني في بيان وصل لوكالة الأناضول أن التدمير طال البنية التحتية الأساسية، بما في ذلك شبكات المياه والكهرباء والصرف الصحي.
ووفقاً لتقييم الأضرار الأولي، أكد البيان أن هذا الدمار الكامل طال شوارع وأحياء رئيسية في المدينة والمخيم، ما أدى إلى تعطيل الحياة اليومية للسكان وتفاقم الأوضاع الإنسانية.
وقد بدأت طواقم الدفاع المدني، بالتعاون مع مؤسسات شريكة، العمل على إعادة تأهيل ما دمرته قوات الاحتلال، إلا أن البيان أوضح أن تقدير حجم الأضرار بالكامل يحتاج إلى المزيد من الوقت؛ نظراً لاتساع رقعة الدمار.
وأشار الدفاع المدني إلى أن الدمار شمل أيضاً المنازل والمحال التجارية، التي تعرضت لتدمير جزئي، مما زاد معاناة الفلسطينيين في هذه المنطقة التي تعاني أصلاً من ضغوط اقتصادية وحياتية كبيرة جراء الاقتحامات المتكررة.
في طولكرم ومخيمها، انسحبت قوات الاحتلال مخلفةً دماراً بأكثر من 100 منزل بشكل كامل خلال اجتياحها لمخيم طولكرم، وفقاً لما صرّح به رئيس لجنة الخدمات في المخيم للتلفزيون العربي.
كما تم تدمير حوالي 1000 منزل بشكل جزئي، فيما أصبح 200 منزل غير صالح للسكن، ودُمرت شبكة الكهرباء والاتصالات في مساحة تصل إلى 2 كيلومتر مربع.
وأضاف رئيس اللجنة أن 300 محل تجاري في المدينة والمخيم تعرضوا للتدمير، ليصبح المخيم "منطقة منكوبة".
ووفقاً للمصادر المحلية، يعاني 40% من سكان المخيم من البطالة حتى قبل بدء الاقتحام، ما يجعل الأوضاع المعيشية في المخيم أكثر صعوبة بعد هذا التدمير.
وفجر 28 آب أغسطس، أطلق الجيش "الإسرائيلي" عملية عسكرية واسعة في شمال الضفة الغربية، شملت مدن جنين ومخيمها، وطولكرم ومخيميها، إضافة إلى مدينة طوباس ومخيم الفارعة.
ومنذ ذلك التاريخ، نفذ الجيش سلسلة من الاقتحامات والانسحابات المتكررة في منطقتي طولكرم وطوباس، شملت عمليات قتل واعتقالات طالت العديد من الفلسطينيين.
وبلغت حصيلة الشهداء في هذا العدوان الواسع الذي بدأ في 28 أغسطس 39 شهيداً، إضافة إلى 145 جريحاً. توزع الشهداء كما يلي: 19 شهيداً في جنين، 5 شهداء في طوباس، 5 في مخيم الفارعة، 4 في مخيم نور شمس، شهيد في مخيم طولكرم، وشهيدان في مدينة طولكرم، و3 شهداء في الخليل، بينهم ثمانية أطفال واثنان من المسنين.