شارك مئات الفلسطينيين في تشييع حاشد لعشرة شهداء ارتقوا خلال العدوان "الإسرائيلي" الأخير على مدينة ومخيم جنين شمالي الضفة الغربية والذي استمر طيلة عشرة أيام، بينهم ثمانية شهداء من المخيم.
وخرج التشييع من أمام مستشفى جنين الحكومي، حيث حمل المشيعون جثامين الشهداء على الأكتاف، وجابوا شوارع المدينة ومخيمها، وصولاً إلى منازل عائلاتهم في المخيم والمدينة لإلقاء نظرة الوداع عليهم.
وانطلق موكب تشييع جثامين 8 شهداء قبل ظهر اليوم، من أمام مستشفى جنين الحكومي باتجاه مخيم جنين، حيث ألقت عائلتهم نظرة الوداع الأخيرة عليهم، ثم أُديت صلاة الجنازة على جثامينهم وحملهم المشيعون على الأكتاف وجابوا بهم شوارع مخيم جنين، وصولاً إلى مقبرة شهداء المخيم، حيث ووريت جثامينهم في الثرى. والشهداء هم قسام محمد جبارين، وعاصم وليد تركمان، وسعيد علي وهدان، وأحمد مؤيد الصوص، ومحمد نضال "أبو زميرو"، وفراس بسام تركمان، ومحمد زكريا زبيدي، ومحمد نظمي أبو زاغة.
كما شُيِّع جثمان الشهيد المسن توفيق أحمد يونس قنديل (83 عاما)، ووري في المقبرة الشرقية في المدينة، وجثمان الشهيد محمد بسام فؤاد العرابي (32 عاما)، ووري في المقبرة الغربية.
وخلال موكب التشييع الذي حمل الشهداء العشرة، رفعت الأعلام الفلسطينية وردد المشيعون هتافات منددة بجرائم الاحتلال، وداعية إلى تعزيز الوحدة الوطنية للرد عليها.
وخلال اجتياح مدينة ومخيم جنين الذي استمر عشرة أيام، استشهد 21 فلسطينياً، احتجزت قوات الاحتلال "الإسرائيلي" جثامين خمسة منهم وهم: أمجد القنيري، ميسرة مشارقة، عرفات العامر، وسام خازم، ومحمد أبو الطلال (حربوش)، وشيع اليوم جثامين عشرة منهم، والبقية شيعوا خلال الأيام الماضية في قراهم وبلداتهم.
وفجر اليوم أعلن الاحتلال "الإسرائيلي" سحب آلياته وقواته الخاصة من مدينة ومخيم جنين دون الإعلان عن انتهاء العملية العسكرية في ظل مخاوف من إعادة الاجتياح، حيث واصل جنود الاحتلال وجودهم عند الحواجز المحيطة بالمخيم، فارضين إجراءات أمنية على حركة الفلسطينيين، فيما دمّر الاحتلال نحو 70% من البنى التحتية والخدمية وعدداً من المنازل.
اقرأ/ي أيضاً: انسحاب الاحتلال من جنين وطولكرم بعد 10 أيام من العدوان والتدمير الواسع
وفي مدينة طولكرم شيع الفلسطينيون جثمان الشهيد الطفل محمد عبد الله محمد كنعان (15 عاما)، الذي ارتقى برصاص قناصة الاحتلال خلال اقتحاماته للمدينة ومخيمها.
وانطلق موكب التشييع من مستشفى الشهيد ثابت ثابت الحكومي، وسط التكبيرات والهتافات الوطنية الغاضبة المنددة بجرائم الاحتلال بحق الفلسطينيين.
وسار المشيعون إلى منزل ذويه في مخيم طولكرم لإلقاء نظرة الوداع الأخيرة عليه، ومن ثم الصلاة على جثمانه في مسجد الشهداء في المخيم، ومواراته الثرى في مقبرة الشهداء في ضاحية ذنابةـ
وشهدت مدينة طولكرم هي الأخرى انسحاب آليات الاحتلال "الإسرائيلي" الذي خلف دماراً هائلاً طال البنى التحتية وشوارع وأحياء المخيم ومئات المنازل والمحال التجارية حتى أعلنت بلدية المدينة أنها صارت منطقة منكوبةـ
وبلغت حصيلة الشهداء في العدوان الواسع الذي شنه الاحتلال فجر 28 آب/ أغسطس 39 شهيداً، إضافة إلى 145 جريحاً، حيث وزع الشهداء كما يلي: 19 شهيداً في جنين ومخيمها، 5 شهداء في طوباس، 5 في مخيم الفارعة، 4 في مخيم نور شمس، شهيد في مخيم طولكرم، وشهيدان في مدينة طولكرم، و3 شهداء في الخليل، بينهم ثمانية أطفال واثنان من المسنين.