ارتقت طفلة فلسطينية جراء سوء التغذية ونقص العلاج، اليوم السبت 7 أيلول/ سبتمبر، إثر حرب التجويع التي يشنها الاحتلال "الإسرائيلي" موازاة مع حرب الإبادة التي دخلت شهرها الثاني عشر ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، فيما أشار تقرير دولي إلى أن القطاع يشهد الأزمة الغذائية الأكثر خطورة بين الأقاليم في العالم.

ويرفع استشهاد الطفلة عدد ضحايا سوء التغذية ونقص العلاج في القطاع المحاصر إلى 37 فلسطينياً معظمهم أطفال ارتقوا نظراً لاستمرار إغلاق المعابر الحيوية، ومنع الاحتلال إدخال شحنات الغذاء والمستلزمات الطبية ما تسبب بانتشار سوء التغذية والجفاف لدى الأطفال والبالغين.

ويعاني قطاع غزة من تدهور إنساني وصل إلى أقصى درجاته وسط ظروف إنسانية غاية في الصعوبة أدت لانتشار المجاعة بين السكان والنازحين مع الشح الشديد الذي يعاني منه القطاع في الغذاء والماء والدواء والوقود الذي أدى نقصه إلى تعطل عمل العديد من المستشفيات والمراكز الصحية.

قطاع غزة يشهد الأزمة الغذائية الأكثر خطورة

وفي السياق، أضاءت منظمة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية "أوتشا" في منشور لها على منصة (X) على التقرير العالمي حول الأزمات الغذائية 2024 الذي ركز على أزمة الجوع في قطاع غزة.

وقال التقرير: "لا يزال قطاع غزة (فلسطين) يمثل الأزمة الغذائية الأشد خطورة في تاريخ التقرير العالمي حول الأزمات الغذائية (GRFC) حيث لا يزال جميع السكان البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة في حاجة ماسة إلى المساعدات الغذائية وسبل العيش".

ويشير التقرير إلى أن ما بين آذار/مارس ونيسان/إبريل 2024 اشتدت أزمة الجوع في قطاع غزة، حيث تعرض نصف السكان لكارثة تمثل (المرحلة 5 من التصنيف الدولي للبراءات) خلال هذه الفترة، مسجلة ارتفاعًا من الربع السنوي (ديسمبر 2023 - فبراير 2024).

ويوضح التقرير أن خطر المجاعة لا يزال قائماً، بعدما لم تتحقق التوقعات بأن تنخفض نسبة الجوع إلى 22 % من (يونيو - سبتمبر 2024)

ويرى التقرير العالمي أن "الصراع" هو المحرك الرئيسي لانعدام الأمن الغذائي الحاد لافتاً إلى العمليات العسكرية المكثفة التي يشنها الاحتلال في جميع أنحاء فلسطين المتمثلة في قطاع غزة والضفة الغربية.

وسلط التقرير الضوء على أن قطاع غزة يوجد فيه من السكان النازحين، حيث يعاني تسعة من كل عشرة أشخاص من النزوح الداخلي، ويعاني بعضهم من النزوح حتى عشر مرات، وفقاً لبيانات سابقة وردت عن وكالة "أونروا".

أكثر من 50 ألف طفل يعانون من سوء التغذية الحاد

مدير تغذية الطفل ونمائه في منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" "فيكتور أغوايو" قال في هذا الصدد: إن الهزال هو أكثر أشكال سوء التغذية تهديدًا للحياة، وما نشير إليه على أنه سوء تغذية حاد، ولا يزال الهزال مرتفعًا للغاية بين الأطفال الذين يعيشون في البلدان التي تعاني من أزمات غذائية".

وأضاف: "وصف زملائي من منظمة الأغذية والزراعة وبرنامج الأغذية العالمي الوضع في غزة بأنه أحد أشد الأزمات الغذائية والتغذوية في التاريخ، ومن المهم أن نتذكر أن ما يقرب من نصف سكان غزة الذين يعانون من هذا الدمار هم من الأطفال".

وتابع: ""لقد كنت في غزة الأسبوع الماضي ورأيت كيف أدت أشهر الحرب على المدنيين والقيود الصارمة المفروضة على الاستجابة الإنسانية إلى انهيار أنظمة الغذاء والصحة والحماية، مع عواقب كارثية على تغذية الأطفال".

وأكد "فيكتور أغوايو" أن الأنظمة الغذائية للأطفال الصغار - الأكثر عرضة لسوء التغذية الحاد - سيئة للغاية، حيث يتناول أكثر من 90 % منهم في أفضل الأحوال نوعين من الطعام يوميًا - يومًا بعد يوم - لأسابيع وأشهر وتندرج في سياق الأغذية السامة.

الإجهاد وعدم الحصول على المياه الصالحة للشرب والصرف الصحي، أحد أبرز الأسباب التي ذكرها المسؤول الأممي بالإشارة إلى تقديرات أممية بأن أكثر من 50 ألف طفل يعانون من سوء التغذية الحاد ويحتاجون إلى علاج منقذ للحياة الآن.

وطالب المسؤول الأممي بوقف إطلاق النار في قطاع غزة بوصفها الطريقة الوحيدة لمنع انتشار المجاعة ووصول المساعدات الإنسانية بشكل مستدام وواسع النطاق إلى القطاع بأكمله.

وأضاف: أن ذلك سيسمح للعائلات بالحصول على الغذاء بما في ذلك التغذية المتخصصة للأطفال الصغار، والمكملات الغذائية للنساء الحوامل، وخدمات الصحة والمياه والصرف الصحي لجميع السكان.

بوابة اللاجئين الفلسطينيين/ متابعات

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد