رحل الروائي والكاتب اللبناني إلياس خوري عن عالمنا، اليوم الأحد 15 أيلول/ سبتمبر، عن عمر يناهز 76 عاماً بعد صراع مع المرض دام عامين تاركاً خلفه إرثاً من الأدب والفن، وبعد مسيرة حافلة بالصحافة والأدب ملتصقة بالقضية الفلسطينية.

وعرف الأديب اللبناني بارتباطه الوثيق بالقضة الفلسطينية الذي أكثر ما تجسد في روايته "باب الشمس" الصادرة عام 1998، وتحولت إلى فيلم سينمائي عام 2002، وشكلت تأريخاً للنكبة الفلسطينية، وإعادة قراءة لمأساة اللاجئين الفلسطينيين في لبنان ضمن حياة اللجوء والشتات.

وتدور الرواية حول النكبة الفلسطينية عام 1948 متجسدة في شخصية "يونس الأسدي" الذي ينزح إلى لبنان، بينما بقيت زوجته في فلسطين، وهكذا فرق الاحتلال بين الزوجين، ولكن يونس ينجح في العبور مجدداً إلى فلسطين كفدائي، وينجب أطفالاً دون أن يتمكن الاحتلال من اعتقاله، فيما يدور جزء آخر من الرواية حول حياة اللجوء في المخيمات الفلسطينية بلبنان ويرافقها من أحداث سياسية وعمل للفصائل الفلسطينية حتى خروج منظمة التحرير من البلاد عام 1982.

وظل الكاتب الراحل مرتبطاً بالقضية التي آمن بها قبل 50 عاماً حتى آخر أيام حياته.

وولد خوري في بيروت عام 1948 ودرس التاريخ في الجامعة اللبنانية كما حصل على الدكتوراة في التاريخ الاجتماعي، وكتب إلياس خوري عشرات الروايات التي تُرجمت إلى العديد من اللغات، بالإضافة إلى سيناريوهات ومسرحيّات وكتابات نقديّة، كما عمل في تحرير عدّة صحف لبنانيّة، وشغل سابقًا منصب رئيس تحرير الملحق الثقافيّ الأسبوعيّ لصحيفة النهار اللبنانيّة اليوميّة، كما شغل منصب رئيس تحرير مجلّة الدراسات الفلسطينيّة.

وكان خوري قد انضمّ إلى هيئة تحرير مجلّة مواقف عام 1972، كما ترأّس تحرير مجلّة شؤون فلسطينيّة جنبًا إلى جنب مع الشاعر الفلسطينيّ محمود درويش منذ عام 1975 إلى عام 1979، كما كان مدير تحرير مجلّة الكرمل في عامي 1981 و1982.

وتُرجمت أعمال الراحل إلياس خوري إلى الإنجليزيّة والفرنسيّة والألمانيّة والهولنديّة والإيطاليّة والبرتغاليّة والنرويجيّة والإسبانيّة.

وقاد خلال عمله في مؤسسة الدراسات الفلسطينية دورات تدريبية سنوية للجيل الشاب من الفلسطينيين في لبنان، حول الكتابة الأدبية والصحفية.

وأصدر الروائي الراحل روايته الأولى (لقاء الدائرة) عام 1975، وكتب سيناريو فيلم (الجبل الصغير) عام 1977، الذي تناول الحرب الأهلية في لبنان ومن أبرز مؤلفاته (رحلة غاندي الصغير) و(مملكة الغرباء) و(يالو) و(أولاد الغيتو- اسمي آدم)

ونعى خوري أدباء وكتاب وفنانون من مختلف الدول العربية، كما نعت حركة فتح الروائي في بيان قالت فيه: "تسجل الحركة فخرها واعتزازها بهذه القامة الروائية وبما جسدته من إرث سيكون وثيقة لكل الأجيال السابقة واللاحقة ولسان حق فلسطيني بلغات الإنسانية المؤمنة بنضال شعبنا الفلسطيني وصولا للحرية والخلاص".

المجلس الوطني الفلسطيني نعى أيضاُ خوري في بيان على لسان رئيسه روحي فتوح الذي أعرب عن حزنه العميق على رحيل الروائي، معبراً بأنه "من أصدقاء القضية الفلسطينية الدائمين".

وأشاد فتوح بما قدمه خوري من دعم كبير للقضية الفلسطينية، مشيراً إلى أن كتاباته لم تكن مجرد أعمال أدبية، بل كانت تجسيداً لمعاناة الشعب الفلسطيني وآماله.

ووصف فتوح إلياس خوري بأنه أكثر من مجرد روائي بارز حيث كان مناضلاً فكرياً ومثقفاً عميقاً، وأمضى حياته في خدمة القضايا العادلة ودعم حقوق الشعب الفلسطيني لافتاً إلى أنه ترك بصمة واضحة في الرواية العربية، وأثرت أعماله في الوعي الثقافي والسياسي على مستوى واسع.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد