قال نائب المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف": "هناك الحاجة إلى وقف إطلاق النار، لوضع حد لقتل وتشويه الأطفال وتمكين إيصال المساعدات المنقذة للحياة إلى غزة والإفراج غير المشروط عن الرهائن".

وحث المسؤول الأممي "تيد شيبان" نائب عبر مؤتمر صحفي على ضرورة التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار من أجل حماية الأطفال وتحقيق الاستقرار.

ودعا شيبان سلطات الاحتلال إلى زيادة إمكانية الوصول للإمدادات الإنسانية والتجارية لتحسين تدابير الأمن وإجراءات التشغيل بالنسبة للعاملين في المجال الإنساني وتسهيل حركة الأطفال المنفصلين عن ذويهم.

وحذر شيبان من "خطر ضياع جيل" مشيراً إلى فقد الأطفال في غزة والضفة الغربية شهورا من التعلم في غزة، مع استمرار الهجمات المدمرة على المدارس والمستشفيات ومواقع النازحين داخليا، حيث استشهد أكثر من 14 ألف طفل، وفقا لوزارة الصحة الفلسطينية.

وزار المسؤول الأممي مستشفى كمال عدوان شمال مدينة غزة، حيث كانت شدة الأزمة الإنسانية واضحة بشكل صارخ ضمن وحدة العناية المركزة للأطفال في المستشفى – وهي الوحدة الوحيدة المتبقية في المنطقة – حيث رأي شيبان طفلة مصابة بجروح خطيرة، وكانت والدتها الناجية الوحيدة من إحدى الغارات. 

كما التقى الطفلة فرح البالغة من العمر سبعة أشهر، والتي تعاني سوء التغذية الحاد والتهابات الجهاز التنفسي، إلى جانب العديد من الآخرين الذين يكافحون سرطان الدم وغيره من الحالات الصحية الخطيرة.

ومنذ زيارته الأخيرة في كانون الثاني/يناير الماضي، أكد تيد شيبان أن الوضع ساء بشكل كبير، حيث ارتفع عدد النازحين من 1.7 مليون إلى 1.9 مليون. وتعرضت المناطق التي كانت تعتبر آمنة في السابق للقصف، ولم يبق فيها ملجأ آمن.

وقد أدى تراكم النفايات غير المعالجة والظروف غير الصحية إلى زيادة خطر الإصابة بالأمراض، وخاصة مع لجوء الأسر إلى الحفر في القمامة بحثا عن مواد الطهي.

كما أفاد المسؤول الأممي بانخفاض تدفق المساعدات الإنسانية إلى حد بعيد، حيث انخفضت عمليات دخول الشاحنات من 100 شاحنة يوميا في آب/أغسطس إلى 15 شاحنة فقط في أيلول/سبتمبر؛ بسبب التهديدات الأمنية، وقد أدى هذا إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية ونقص التنوع في الوجبات الغذائية.

وشدد شيبان على الحاجة إلى تنسيق أقوى فيما يتعلق بالعمليات الإنسانية وأهمية الحفاظ على الإمدادات الطبية المنتظمة ومنتجات النظافة لتخفيف المعاناة في المجتمعات المتضررة في غزة.

ومن جهة أخرى، تطرق المسؤول الأممي إلى الأوضاع المتدهورة في الضفة الغربية والتي وصفها ب"برميل بارود"، مشيرا إلى أن العملية العسكرية (الإسرائيلية) تسببت في تضرر أو تدمير العديد من المنازل، وتزايد العنف والقيود المفروضة على الحركة منذ تشرين الأول/أكتوبر الماضي.

ويشير شيبان إلى أن هذه الاعتداءات غير المسبوقة أدت إلى خلق حواجز تعليمية جديدة حيث استشهد 166 طفلا فلسطينيا منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر لافتاً إلى أن الأطفال باتوا خائفين في المنازل وخائفين من الذهاب إلى المدرسة، مشدداً على أن هذا الأمر لا يمكن تحمله، ويجب أن يكون هناك خفض للتصعيد وضبط النفس.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد