أعلنت اللجنة الشعبية في مخيم برج الشمالي للاجئين الفلسطينيين جنوبي لبنان عن خطتها الطارئة لمواجهة الاحتكار وارتفاع الأسعار داخل المخيم، وذلك في ظل تصاعد وتيرة العدوان "الإسرائيلي" على مناطق الجنوب اللبناني وتصاعد موجات النزوح، فيما أكد مسؤول اللجنة الشعبية في المخيم محمد رشيد، أن هذه الخطة تأتي في إطار التنسيق الكامل مع بلدية البرج الشمالي والمؤسسات المحلية، بهدف حماية سكان المخيم من تداعيات الأزمة المتفاقمة.
وحدة طوارئ وجولات ميدانية
أوضح رشيد لبوابة اللاجئين الفلسطينيين، أن اللجنة الشعبية قد أنشأت وحدة طوارئ لمتابعة الأوضاع بشكل مستمر، وتنسيق جهود مختلف الأطراف من أجل تأمين احتياجات الأهالي خلال هذه الظروف الصعبة.
كما أشار إلى أن اللجنة ستقوم بجولات ميدانية على أصحاب المحلات التجارية في المخيم لضمان التزامهم بقراراتها، ومنع أي استغلال تجاري للوضع الراهن.
وأضاف: "سنتخذ إجراءات صارمة ضد أي تاجر يخالف هذه القرارات، بما في ذلك تنظيم حملات مقاطعة ودعوة الأهالي لعدم التعامل مع من يستغل الأزمة لرفع الأسعار".
تأتي هذه الإجراءات، بعد أن رفع أهالي المخيمات في لبنان أصواتهم، ضد تجاز الأزمات، حيث بدأت في لبنان عمليات استغلال للنازحين والمهجرين، عبر رفع إيجارات المنازل، فضلاً عن رفع أسعار السلع واحتكار بعضها، في ظل أوضاع اقتصادية ومعيشية مزرية للأهالي والنازحين.
توقف العمل ونزوح عائلات
من ناحية أخرى، تحدث رشيد عن توقف عمل عدد كبير من اللاجئين الفلسطينيين في المخيم، خاصة العاملين في مجالات الزراعة وأعمال المياومة، مشيراً إلى أن البساتين الواقعة في الجنوب اللبناني، حيث يعمل العديد من سكان المخيم، أصبحت مناطق مستهدفة بشكل مباشر، ما أدى إلى فقدان مصدر رزقهم اليومي.
ومن بين المتضررين أبو يوسف، وهو أب لثلاثة أبناء، أحدهم من ذوي الاحتياجات الخاصة، وكان يعمل في جمع الخردة.
يقول أبو يوسف لموقعنا: "أعيش يوماً بيوم على ما أجنيه من عملي، لكن مع التصعيد الأخير، لا أستطيع الخروج من المخيم، وابني يحتاج إلى مستلزمات طبية لا أستطيع تأمينها الآن".
ما قاله "أبو يوسف" يوضح بداية التبعات السلبية للعدوان "الإسرائيلي" اقتصادياً ومعيشياً على الأهالي، ما يحتم وجود خطط طوارئ، ومكافحة للاستغلال والاحتكار، فيما يشدد أهالي المخيم على ضرورة الحزم في إجراءات المتابعة والمراقبة، حسبما نقل مراسل بوابة اللاجئين الفلسطينيين.
وعلى جانب حالات النزوح، حيث تتفاقم الأوضاع الإنسانية والمعيشية، أشار مسؤول اللجنة الشعبية لموقعنا، أن نحو 100 عائلة نزحت من المخيم يوم أمس الثلاثاء بسبب حالة التوتر والخوف المتزايدة.
وأشار إلى أن اللجنة الشعبية تعمل بالتعاون مع عدد من المؤسسات المحلية على عقد اجتماعات مستمرة لتنسيق الجهود وتوحيدها من أجل خدمة سكان المخيم وتخفيف الضغط عنهم.
من جانب آخر، أعرب عدد من التجار عن دعمهم لقرارات اللجنة، ومنهم صلاح صاحب أحد المحال التجارية، والذي أكد على أهمية هذا القرار لمنع أي تلاعب بالأسعار، قائلاً: "لن أضطر إلى رفع أسعار أي سلعة تجارية لدي، فالمساعدة في هذه الأزمة هي مسؤولية جماعية".
يُذكر أن مخيم برج الشمالي، الذي يضم نحو 22 ألف نسمة من اللاجئين الفلسطينيين، يقع على مرتفع شرق مدينة صور جنوبي لبنان، على بعد حوالي 24 كيلومتراً من الحدود الفلسطينية اللبنانية، ويُعتبر ثاني أكبر المخيمات الفلسطينية في جنوب لبنان، وقد تعرض محيطه للقصف العنيف منذ يوم الاثنين الماضي، ما أدى إلى تزايد المخاوف بين السكان، خاصة وأن اثنين من اللاجئين الفلسطينيين في المخيم ارتقيا جراء القصف "الإسرائيلي" على جنوبي لبنان، أحدهما لاجئ فلسطيني من مخيم السيدة زينب في سوريا.
ومنذ اليوم الأول للعدوان "الإسرائيلي" الموسع على لبنان الاثنين الفائت 23 أيلول/ سبتمبر، فعّلت مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، خططاً لاستقبال النازحين عن المناطق المستهدفة، فيما كثّفت اللجان الشعبية جهودها لاستقبال النازحين اللبنانيين والسوريين داخل المخيمات وتوفير الاحتياجات الأساسية لهم، وأعلنت عن إجراءات تنظيمية لاستقبالهم في المخيمات.
اقرأ/ي ايضاً: المخيمات الفلسطينية في لبنان بحالة طوارئ واستعدادت لاستقبال النازحين جراء العدوان