شهد لبنان سلسلة غارات إسرائيلية مدمرة أسفرت عن استشهاد عدد من الفلسطينيين، بينهم الأستاذ فتح الشريف، مسؤول اتحاد المعلمين لدى وكالة "أونروا" في لبنان إلى جانب زوجته وابنه وابنته بعد استهداف منزله في مخيم البص جنوب لبنان، كما ارتقى قياديون في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين جراء عملية اغتيال في منطقة الكولا بمدينة بيروت.
واستهدفت طائرات الاحتلال، منزل الأستاذ فتح داخل مخيم البص، وأسفرت الضربة عن ارتقاء الأستاذ فتح وعائلته، وقبل ذلك، أغارت طائرة مسيرة على شقة سكنية في منطقة الكولا وسط العاصمة اللبنانية بيروت، ما أدى إلى ارتقاء 3 شهداء اثنان قياديان في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
من جانبها، نعت حركة حماس، قائدها في لبنان وعضو قيادتها في الخارج الأستاذ فتح أمين شريف (أبو الأمين)، وزوجته أُميّة إبراهيم عبد الحميد، وولديه أمين ووفاء فتح شريف.
وقالت الحركة في بيان، إنّه سيجري التشييع اليوم الاثنين، وينطلق موكب التشييع من أمام مدرسة دير ياسين، الساعة الحادية عشر قبل الظهر، حيث يُصلى عليه، ويوارى الثرى في مقبرة المعشوق.
من جهتها، أعلنت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، في بيان لها استشهاد ثلاثة من قادتها، وهم: محمد عبد العال، عضو المكتب السياسي ومسؤول الدائرة العسكرية الأمنية، وعماد عودة، قائد الجبهة العسكري في لبنان، وعبد الرحمن عبد العال، الذين ارتقوا في منطقة الكولا ببيروت إثر عملية اغتيال نُفذت عبر طائرات الاحتلال.
وأكدت الجبهة الشعبية أن قادتها الشهداء سيصلى على جثامينهم اليوم الاثنين بعد صلاة العصر في مسجد القدس في مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين شمالي لبنان، وسيجري الدفن في مقبرة خالد بن الوليد.
وفي منطقة عين الدلب شرق مدينة صيدا، استهدف القصف "الإسرائيلي" مبنى سكنياً يؤوي نازحين جنوبيين وفلسطينيين، ما أسفر عن وقوع مجزرة استشهد فيها أكثر من 35 شخصاً، من بينهم فلسطينيون، عُرف منهم الشهيد اللاجئ من عين الحلوة رضوان عبد الله والطالبة الفلسطينية إيمان مرضعة فيما يزال باقي الشهداء مجهولي الهوية لم تُحدد هوياتهم بعد، فيما أصيب عشرات آخرون.
فرق الإسعاف والطوارئ التابعة لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، عملت حتى أوقات متأخرة من الفجر، انتشال المصابين من تحت أنقاض المبنى السكني الذي دمره طيران الاحتلال، فيما أفاد الدكتور زياد أبو العينين، مسؤول وحدة الإسعاف والطوارئ في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني لبوابة اللاجئين الفلسطينيين: "لدينا شهداء وجرحى في مستشفى الهمشري، بما فيهم اللاجئ الفلسطيني رضوان عبد الله، الذي استشهد في غارة عين الدلب، كما تستمر العمليات الجراحية داخل المستشفى لعلاج المصابين".
وأضاف: "تواجدنا هناك من أول لحظة، ونقلنا بعض الإصابات لمستشفى الهمشري، وأعلنا حالة الطوارئ وحاليا نجري 3 عمليات جراحية داخل قسم العمليات إضافة التعامل مع بعض الإصابات الطفيفة داخل قسم الطوارئ، ويوجد حاليا في البراد 4 شهداء، ويوجد في قسم الطوارئ 4 إصابات يتلقون الإسعافات اللازمة.
وأضاف أبو العينين أن فرق الإسعاف ما زالت تعمل في مكان الحادث لانتشال المزيد من العالقين تحت الأنقاض، مشيراً إلى أن أعداد الشهداء قد ترتفع مع استمرار عمليات البحث والإنقاذ، لافتاً إلى أنّ استهداف المبنى خلّف أكثر من 40 شهيداً.
تأتي هذه الجرائم، في ظل تصعيد الاحتلال "الإسرائيلي" غاراته ومجازره بحق المدنيين في لبنان، منذ الاثنين 28 أيلول/ سبتمبر، ما أدى إلى استشهاد أكثر من 1600 مدني وجرح آلاف آخرين ونزوح أكثر من مليون إنسان.