شيّع مئات الفلسطينيين واللبنانيين، أمس الثلاثاء 1 تشرين الأول/ أكتوبر، جثامين 15 شهيداً من ضحايا مجزرة عين الدلب التي ارتكبتها قوات الاحتلال "الإسرائيلي" شرقي مدينة صيدا يوم الأحد الفائت 27 أيلول/ سبتمبر.

وجاء تشييع الشهداء، في وقت ما زالت فرق الإنقاذ تعمل على البحث عن المفقودين بين أنقاض المبنى السكني الذي استهدفته غارة جوية "إسرائيلية"، حيث كان يؤوي لاجئين فلسطينيين ونازحين لبنانيين من مناطق جنوبية، بالإضافة إلى بعض العائلات السورية. ويُتوقع أن يرتفع عدد الشهداء الذي تجاوز بالفعل 71 شهيداً.

بوابة اللاجئين الفلسطينيين، واكب مراسم التشييع، حيث عبر المشاركون عن استنكارهم الشديد لجرائم الاحتلال بحق المدنيين العزّل، مؤكدين أن إسرائيل تستهدف دائماً الفئات الأكثر ضعفاً مثل الأطفال والنساء وكبار السن، وأنهم لن يتخلوا عن المقاومة التي تمثل صمام الأمان أمام آلة الحرب "الإسرائيلية".

ونقل مراسلنا، أنّ المشهد المؤلم داخل مقبرة سيروب، لم يكن مألوفاً من قبل، حيث امتلأت الوجوه بالحزن والأسى مع انطلاق نداء التكبيرات ورفع النعوش التي حملها الأهالي والأقارب لـ 15 شهيداً دفنوا في آن واحد، في صورة تُذكّر بحروب غزة، إلا أنّ هذا المشهد يتجدد اليوم في لبنان.

أحد المشاركين في التشييع، الشيخ حسام العيلاني، قال لبوابة اللاجئين الفلسطينيين: "حجم المجزرة كبير جداً والصدمة كانت أكبر علينا، وعلى ذوي الشهداء، حيث أبيدت عائلات بأكملها، وهذا ليس جديداً على العدو الصهيوني الذي يرتكب أبشع الجرائم في غزة، ويستهدف المدنيين حتى في مراكز الإيواء التي من المفترض أن تكون آمنة. كل هذا يحدث أمام مرأى المجتمع الدولي الذي يقف متفرجاً".

وأشار العيلاني إلى أن "لبنان اليوم يمر بنفس المحنة التي عاشتها غزة لمدة عام، حيث تعرضت لنار المحرقة الإسرائيلية، لكننا واثقون بالمقاومة القادرة على رد اعتبار الشهداء والجرحى في لبنان وفلسطين".

من جانبه، قال ناصر ميعاري، أمين سر حركة فتح في مخيم عين الحلوة لموقعنا: "ما يحدث من مجازر دموية سواء في لبنان أو فلسطين، هو بفعل عدو واحد والدم واحد، سواء كان الشهيد فلسطينيًا أو لبنانيًا. جئنا للمشاركة في تشييع الشهداء الذين سقطوا في اعتداء جبان على مدنيين عزل، العدو "الإسرائيلي" لا يحتاج مبرراً لارتكاب المجازر، فهو دموي وحشي، ويقود المنطقة إلى حرب شاملة".

وأعرب القيادي عن استغرابه من "صمت المجتمع الدولي" تجاه المجازر التي تُرتكب في لبنان وفلسطين، مشدداً على أن الفلسطينيين واللبنانيين "لن يستسلموا مهما كانت التضحيات"، وسيظلون متمسكين بقضيتهم حتى لو تطلب الأمر تقديم الأرواح والأبناء.

كما استذكر القيادي الشهيد رضوان عبد الله، الذي وصفه بالشهيد المثقف والأديب، مشيراً إلى أنه "لا يوجد أي مبرر لاستهدافه".

اللاجئ الفلسطيني نحيب قاسم عبّر عن غضبه قائلًا: "إسرائيل هي عدو مجرم، إذا توقعنا منه غير ذلك فسنكون مخطئين، فقد ارتكبوا آلاف المجازر في فلسطين ولبنان، ولديهم تاريخ عظيم في الإجرام".

أما أبو علي طقش، النازح من ضيعة كفر شوبا، والذي شارك في تشييع الشهداء، عبر عن حزنه الشديد لفقدانه جيرانه وأقاربه في المجزرة، وقال: "منذ عام 1967 ونحن نحمل القضية الفلسطينية، فهي قضيتنا جميعاً، وهي على عاتق كل مسلم عربي، واليوم قدّمنا 50 شهيداً، ونحن مستعدون لتقديم 50 آخرين في سبيل نصرة أهلنا وقضيتنا في غزة".

 

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد