رفعت حكومة النظام السوري، أسعار وقود التدفئة "المازوت" المدعوم من قبل الدولة بنسبة 150%، ما أخرجه من نطاق القدرة الشرائية للاجئين الفلسطينيين في سوريا الذين يعيشون نسب فقر تتعدى 93% بحسب ارقام وكالة "أونروا".
وأعلنت الحكومة السورية، رفع سعر المازوت المدعوم من 2000 ليرة للتر الواحد، إلى 5000 ليرة سورية، ما أدى الى حالة من الصدمة نتيجة قرار الحكومة السورية الأخير، ما يعني زيادة التحديات في شراء ما يكفي من الوقود للتدفئة، خصوصاً مع اقتراب فصل الشتاء.
وبحسب مراسل بوابة اللاجئين الفلسطينيين في درعا، أصبح سعر 50 لتراً من المازوت، الذي لا يكفي لأكثر من شهر ونصف في ظل الشتاء القاسي، 250 ألف ليرة سورية.
في المقابل، بلغ سعر اللتر الواحد في السوق السوداء 17 ألف ليرة، ما يزيد من أعباء الأهالي الذين يعتمدون في الغالب على المساعدات المحدودة التي تقدمها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا".
وأشار مراسلنا إلى أن هذا الارتفاع الكبير في أسعار الوقود المدعوم يعني أن تكلفة 50 لتراً من مازوت التدفئة، صارت تعادل الراتب الشهري لموظف حكومي، ما يجعل الوقود يقضم الدخل الشهري لمعظم الأسر، في حين تظل معونات وكالة "أونروا" غير كافية لتلبية احتياجاتهم الأساسية، بما في ذلك شراء مازوت التدفئة.
وتعود آخر دفعة صرفتها وكالة "أونروا" للاجئين الفلسطينيين إلى شهر نيسان/إبريل الماضي، حيث غطت المساعدة أربعة أشهر من كانون الثاني/يناير إلى نيسان/إبريل.
وتم صرف المعونة وفق السعر الرسمي للدولار الأمريكي البالغ 12 ألفاً و500 ليرة سورية مقابل الدولار الواحد، وقد حصلت الفئات الأكثر ضعفاً على 750 ألف ليرة، بينما تلقت الفئات العادية 500 ألف ليرة.
ومع تأخر صرف المعونة لأكثر من ستة أشهر، فإن قيمتها المتدنية لم تعد تلبي احتياجات الأسر المتزايدة في ظل ارتفاع الأسعار، وسط أنباء عن المزيد من التقليصات في قيمة المعونة المادية، جراء الأزمة المالية التي تعانيها الوكالة.
وبحسب مراسلنا، فإن الأسر الفلسطينية في مخيم درعا تحتاج إلى حوالي 100 لتر من المازوت خلال أسابيع الشتاء الباردة، ما يزيد من معاناتهم في ظل انخفاض درجات الحرارة وعدم قدرتهم على شراء ما يكفي من الوقود، في الوقت الذي تتفاقم فيه نسب الفقر في البلاد.
تأتي هذه الأزمة في وقت يعتمد فيه الكثير من سكان المخيمات الفلسطينية بشكل شبه كامل على مساعدات الوكالة، التي لا تغطي حتى أبسط الاحتياجات الأساسية، ما يزيد من الضغوط المعيشية على اللاجئين الذين يعيشون في أوضاع قاسية.
اقرأ/ي ايضاً: معونة "أونروا" في سوريا لم تعد عاملاً مساعداً في المعيشة