أعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" عن إجرائها الاستعدادات لتنفيذ الجولة الثانية من حملة التطعيم ضد شلل الأطفال في قطاع غزة، والتي من المتوقع أن تتم في منتصف تشرين الأول.
وأكدت "أونروا" في تقريرها الذي يرصد أبرز الأحداث خلال الفترة الواقعة بين 27 أيلول – 3 تشرين الأول بما يتعلق بالأوضاع في قطاع غزة في ظل الحرب المستمرة، أن أكثر من مليون شخص لم يحصلوا على حصص غذائية في شهر آب، وفي شهر أيلول، ارتفع العدد إلى أكثر من 1,4 مليون شخص.
وسلطت "أونروا" الضوء على تصريح المفوض العام فيليب لازاريني الذي كشف أن أكثر من 100 ألف طن متري من الإمدادات الغذائية ما زالت تنتظر خارج غزة بسبب القيود المفروضة على الوصول وانعدام الأمن والطرق المتضررة، إضافة إلى انهيار القانون والنظام.
وأشار تقرير الوكالة الأممية إلى أن الجوع ينتشر في غزة مرة تلو المرة حيث دمر ما يقرب من 70% من المحاصيل الزراعية بفعل غارات الاحتلال؛ مما يضطر السكان جميعهم إلى الاعتماد حصريا على المساعدات الإنسانية.
وأوضح التقرير الأممي أن القيود والتأخيرات في تسليم المساعدات تؤدي إلى تفاقم الوضع المتردي أصلا للأسر النازحة، لا سيما مع اقتراب فصل الشتاء وتدهور الأحوال الجوية، فإن نقص الإمدادات الإنسانية الكافية لن يؤدي إلا لمزيد من المعاناة.
وشددت "أونروا" على الحاجة العاجلة إلى وقف إطلاق النار لإنهاء معاناة الناس في غزة من خلال الإرادة والقيادة السياسية عن طريق فتح معابر إضافية، ووصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن وغير مقيد إلى الأشخاص المحتاجين للمساعدة.
ولفت تقرير "أونروا" إلى تصريحات برنامج الأغذية العالمي، بشأن عدد الأشخاص الذين تم الوصول إليهم بالمساعدات الغذائية في أيلول أنهم أقل بكثير من العدد المعتاد للأشخاص الذين يصل إليهم البرنامج، وذلك بسبب ما وصفته بــ"العقبات البيروقراطية" التي تفرضها "إسرائيل".
كما نوهت إلى عدم وجود ضمانات أمنية داخل غزة، وعدم كفاية نقاط العبور الحدودية وخطر نهب العصابات الإجرامية لقوافل المساعدات الإنسانية في جنوب غزة، كما أن حركة السكان القسرية بفعل أوامر الإخلاء "الإسرائيلية" أدت إلى تعطيل قدرة الشركاء على مواصلة العمليات والتوزيع على المحتاجين.
وبحسب التقرير الأممي تقف العديد من التحديات في طريق جمع الإمدادات الإنسانية التي تشتد الحاجة إليها من معبر كرم أبو سالم في جنوب غزة، وتشمل هذه التحديات تدهور القانون والنظام والحرب وانعدام الأمن والبنية التحتية المتضررة ونقص الوقود والقيود المفروضة على الوصول.
ووفقا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، لم يدخل قطاع غزة في أيلول 2024 سوى 52 شاحنة مساعدات إنسانية في المتوسط في اليوم الواحد حيث يقل هذا المعدل كثيرا عن المتوسط الذي كان سائدا قبل الأزمة والبالغ 500 شاحنة في اليوم الواحد.
وذكر التقرير أن الأضرار التي لحقت بمدارس وكالة "أونروا" حيث وجد التحليل المستمد من الأقمار الصناعية في 6 أيلول أن ما لا يقل عن 71 مدرسة قد دمرت، فيما فقدت 48 مدرسة أخرى نصف مبانيها على الأقل.
كما تعرض نحو 161 مبنى مدرسي تابع لـ"أونروا" إما لإصابة مباشرة، أو لحق به الأضرار منذ 7 تشرين الأول 2023 وحتى 6 أيلول 2024، وهذا يمثل 86,1% من جميع المباني المدرسية التابعة ل"أونروا" في غزة، بما فيها المباني التي استخدمت كملاجئ طارئة لإيواء عدد كبير من النازحين.
وقالت "أونروا" في تقريرها: "حتى تاريخ 3 تشرين الأول، بلغ العدد الإجمالي للزملاء في الأونروا الذين قتلوا من 7 تشرين الأول 225 زميلا وزميلة". وقد تعرضت 190 منشأة تابعة ل "أونروا" للتأثر بسبب الذخائر أو بسبب تعرضها لتدخل فاعل مسلح من خلال هذه الحوادث الناتجة عن غارات الاحتلال.
وقدرت "أونروا" أنه بالإجمال، استشهد ما لا يقل عن 563 نازحاً يلتجئون في ملاجئها فيما أصيب 1,790 آخرين على الأقل منذ بدء الحرب، ولا تزال الوكالة الأممية تتحقق من عدد الإصابات التي وقعت بسبب الحوادث التي أثرت في مرافقها.