عام كامل مرّ على حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال "الإسرائيلي" على قطاع غزة، منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 الفائت، كان مليئاً بالدماء والدمار، لكن رغم كل هذا، يُصرّ الشعب الفلسطيني على التشبث بأرضه ومواصلة مقاومته، على أمل أن تكون حرب (طوفان الأقصى) بدايةً لتحقيق حلم التحرير.

في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، نفذت المقاومة الفلسطينية إحدى أضخم العمليات ضد الاحتلال "الإسرائيلي" منذ بداية احتلاله لفلسطين عام 1948.

 في هذا اليوم، باغتت المقاومة الاحتلال براً وبحراً وجواً، حيث تسللت إلى عدة مستوطنات محاذية لقطاع غزة، ما أدى إلى مقتل مئات "الإسرائيليين" بين جنود ومستوطنين، بالإضافة إلى أسر وفقدان أكثر من 200 آخرين.

ردت "إسرائيل" بهجمة عسكرية إبادية مدمرة ما زالت متواصلة حتى الآن، أسفرت عن أكثر من 41 ألف شهيد خلال عام واحد، معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى قرابة 100 ألف جريح وآلاف المفقودين، إضافة إلى تهجير مئات الآلاف من منازلهم، في حرب تهدف إلى إبادة قطاع غزة بأسره، ولكنها أظهرت للعالم مدى هشاشة الكيان "الإسرائيلي" وضعفه أمام إرادة المقاومة الفلسطينية.

في مخيم البداوي بلبنان، يعيش اللاجئون الفلسطينيون معاناة مزدوجة، بين معاناة لجوئهم، ومعاناة ما يشاهدونه يومياً من تدميرٍ وإبادةٍ لشعبهم في قطاع غزة.

فريق "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" جال في المخيم راصداً آراء اللاجئين حول معركة طوفان الأقصى، وكيف أثرت في حياتهم وأملهم في العودة إلى ديارهم.

أحد اللاجئين قال لموقعنا: "طوفان السابع من أكتوبر كان حدثاً تاريخياً، ولكنه أثر فينا سلباً بعد ما رأيناه من حرب وتدمير لشعبنا في غزة".

ولفت إلى أن الاحتلال استخدم أسلحة غير قانونية لإبادة أهالي غزة، مؤكداً أن ما عاشه القطاع خلال هذه السنة لا يمكن لأي بلد أو بشرية أن تتحمله.

لاجئة أخرى تحدثت عن الأثر العميق الذي تركه السابع من أكتوبر في حياتها: "ما شاهدته من إنجاز للمقاومة أعطاني أملاً كبيراً بالعودة والتحرير" وأضافت: "صحيح أن أهلنا في القطاع دفعوا الثمن غالياً، ولكنهم صامدون ومترابطون. تذكرني أم استشهد جميع أبنائها أمامها وهي تقول: 'فدا فلسطين وفدا المقاومة."

اللاجئون في المخيم يجمعون على أن ما سطرته المقاومة في السابع من أكتوبر، وما تحمّله أهل غزة من مجاعة وحصار وتنكيل، هو بداية لتحرير فلسطين كاملةً من النهر إلى البحر.

لاجئ آخر تساءل بحرقة: "أين الأمة الإسلامية؟ أين العرب؟ لماذا يعيش أهل القطاع هذه المأساة؟" وشدد على أن الفلسطينيين في الداخل والشتات هم مشروع شهادة، وكل تضحياتهم فداء لفلسطين والقدس وغزة.

أبو القاسم، وهو فنان فلسطيني ملتزم، عبّر عن حزنه من خلال قصيدة قال فيها: "أنا شعبي حزين لإنه مات خله، بالله امسحو الدمع عن خده يا عالم ما تخلوه". وأشار مستهزئاً: "والله العالم عن شعبنا ما تخلو، هذا استنكر وهذا صمت، وهذا شجب يا هلي".

حتى الأطفال في مخيم البداوي لم يغفلوا عن توجيه رسائل لأطفال غزة، وقالت طفلة لاجئة: "أقول للأطفال في غزة اصبروا، صحيح تم حرمانكم من اللعب والطعام، لكن الله وعدنا بالنصر".

بينما قالت طفلة أخرى: "وإن سألوك عن غزة، قل لهم بها شهيد يسعفه شهيد ويصوره شهيد، ويصلي عليه شهيد". الطفل كريم مقدادي علق قائلاً: "أنا طفل شبعت وجع وخوف، أطفال غزة متلنا بشر، يا الله شو هالقوة والصبر".

يجمع اللاجئون الفلسطينيون في مخيم البداوي على أن طوفان الأقصى لم يكن مجرد عملية عسكرية، بل كان بداية لتحطيم أوهام الاحتلال، ورغم كل ما حدث، فإنهم يرون أن صبر غزة وتضحياتها ستثمر نصراً قريباً لفلسطين.

شاهد/ي التقرير 
 

 

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد