تشهد بعض المخيمات الفلسطينية في لبنان موجة نزوح غير مسبوقة جراء العدوان "الإسرائيلي" على لبنان والمتواصل لليوم الـ 16 على التوالي، حيث فرغت مخيمات من معظم سكانها، وأخرى بدأت تشهد نزوحاً عكسياً رغم مخاطر العودة، وإلى مخيمات أكثر أمناً كنهر البارد شمالي لبنان ومار الياس وسط بيروت يتدفق النازحون الفلسطينيون والسوريون واللبنانيون، وسط تصاعد سخط النازحين تجاه فشل وكالة "أونروا" في الاستجابة الطارئة وتلبية احتياجاتهم، فيما يعاني من بقوا في المخيمات التي يتعرض محيطها للقصف "الإسرائيلي" من انعدام للخدمات بسبب وقف الوكالة عملها.

نسبة نزوح كبيرة في مخيم برج البراجنة ولا خدمات لـ"أونروا"

في مخيم برج البراجنة، أكد عيسى العضبان، مسؤول اللجنة الشعبية للمخيم لبوابة اللاجئين الفلسطينيين، أن المخيم صار شبه خالٍ من العائلات، حيث لم يبق فيه سوى حوالي ألف شخص، غالبيتهم من الشباب وكبار السن المصابين بأمراض مزمنة.

وأوضح الغضبان، أن معظم اللاجئين غادروا إلى مناطق أكثر أماناً خوفاً من توسع العمليات العسكرية التي صارت تهدد المخيم بشكل مباشر، خاصة مع سماع أصوات الانفجارات القريبة، علماً أنّ المخيم موجود في قلب الضاحية الجنوبية التي تتعرض لعدوان عنيف ومتصاعد.

وأوضح مسؤول اللجنة الشعبية، أن المنازل في المخيم تعرضت لأضرار كبيرة، خصوصاً تلك القريبة من الضاحية، مشيراً إلى أن "أونروا" لم تتخذ أي خطوات لإصلاح أو تفقد هذه المنازل، كما حذر العضبان من احتمال انهيار بعض المنازل القديمة، التي تآكلت بفعل الزمن دون تعرضها لأي قصف مباشر.

ورغم النزوح الكبير، لا تزال فرق الدفاع المدني والجمعيات الإنسانية تقدم المساعدات للفئة القليلة التي لم تغادر المخيم، فيما أكد العضبان على ضرورة تدخل الوكالة بشكل عاجل لتقديم المساعدة لهذه الفئة، مشيراً إلى أن أوضاع من بقوا في المخيم أسوأ بكثير من أولئك الذين نزحوا.

نزوح عكسي إلى مخيم شاتيلا

أما في مخيم شاتيلا، أوضح ناجي دوالي، مسؤول اللجنة الشعبية، لبوابة اللاجئين الفلسطينيين، أن النازحين بدؤوا بالعودة تدريجياً إلى المخيم "بعد أن ذاقوا مرارة نقص الخدمات في مراكز الإيواء التي وفرتها وكالة (أونروا)".

وأضاف دوالي: أن نسبة 60% من الفلسطينيين في المخيم نزحوا عند بدء القصف، إلا أن 40% منهم عادوا لاحقًا، فيما لا يزال 20% فقط خارج المخيم.

وأشار دوالي إلى أن الحركة داخل المخيم بدأت تعود إلى طبيعتها، مع عودة المحلات التجارية للعمل وفتح المؤسسات المختلفة، وأكد أن خطة "أونروا" الطارئة قد فشلت بشكل كامل، متهماً مديرة شؤون الوكالة في لبنان "دورثي كلاوس" بالتلاعب بمصير اللاجئين الفلسطينيين وعدم تقديم الدعم الكافي لهم.

اقرأ/ي أيضاً: "أونروا": الغارات "الإسرائيلية" تعطل الإغاثة وتجبر آلاف الفلسطينيين على النزوح في لبنان

نازحون إلى مخيم مار الياس دون مراكز إيواء

وفي مخيم مارالياس، قالت غادة عثمان، العاملة في لجنة الطوارئ: إن المخيم استقبل 250 عائلة، معظمهم من الفلسطينيين الذين نزحوا من مخيمات الجنوب اللبناني، بالإضافة إلى عدد قليل من العائلات اللبنانية.

وأشارت إلى أن "أونروا" لم تفتح أي مراكز إيواء في المخيم، رغم الحاجة الملحة لذلك، وعبرت عن استيائها من تذرع الوكالة بأسباب أمنية لعدم فتح مدرسة الكابري داخل المخيم كمركز إيواء.

وعلى الرغم من تقديم العديد من الجمعيات، مثل جمعية المساواة وأحلام لاجئ وجمعية المرأة، مساعدات مهمة، إلا أن النازحين ما زالوا بحاجة إلى دعم أكبر، ولفتت عثمان إلى أن النازحين يعتمدون حالياً على المساعدات التي يقدمها المطبخ الميداني داخل المخيم، والذي يوفر 1500 وجبة يومياً.

تضاعف أعداد النازحين إلى مخيم نهر البارد شمالي لبنان

وفي شمالي لبنان، يعاني مخيم نهر البارد من ضغط هائل نتيجة تدفق أعداد كبيرة من النازحين إليه، حسبما أفاد عبد السلام السعيد، أمين سر اللجنة الشعبية في المخيم.

وقال السعيد: إن اللجنة سجلت وصول 1783 عائلة فلسطينية من مناطق يستهدفها القصف "الإسرائيلي" جنوبي وشرقي لبنان وضاحية بيروت الجنوبية، بالإضافة إلى 146 عائلة فلسطينية من سوريا، و213 عائلة لبنانية، و15 عائلة سورية.

وأوضح أن الأهالي فتحوا منازلهم لاستضافة النازحين، بينما استقبلت مراكز الإيواء التي افتتحتها "أونروا" في المخيم 2300 شخص، بين فلسطينيين وسوريين ولبنانيين.

ورغم هذه الجهود، فإن الأوضاع في المخيم لا تزال صعبة للغاية، بسبب نقص الخدمات الأساسية وتباطؤ وكالة "أونروا" في تقديم الدعم المطلوب.

 

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد