أطلقت جمعية "ديارنا" في مخيم البرج الشمالي في مدينة صور جنوب لبنان، مبادرة إنسانية تهدف إلى تقديم الدعم النفسي للأطفال، وذلك في ظل استمرار العدوان "الإسرائيلي" على جنوب لبنان وما يصاحبه من أصوات الطائرات والقصف وأجواء الحرب التي ترهب الأطفال، وتؤثر في توازنهم النفسي.
ويتولى فريق من متطوعي الجمعية تنظيم سلسلة من الأنشطة الترفيهية للأطفال، تسعى من خلالها إلى توفير بيئة آمنة ومساحة من اللعب والفرح بعيداً عن الضغوط التي يخلفها العدوان "الإسرائيلي" على الأطفال، وما خلفه من غياب مساحات اللعب الآمنة.
يقول أحمد دحويش، مدير جمعية "ديارنا" في حديث لبوابة اللاجئين الفلسطينيين: "لقد أخذت الجمعية على عاتقها مسؤولية دعم الأطفال في المخيم وتخفيف آثار الحرب عليهم، بعيدًا عن أجواء الحرب وأصوات الطائرات التي تسبب الرعب والخوف للأطفال".
ويضيف: "نقوم يومياً بتحديد مناطق مختلفة في المخيم، ونجتمع بالأطفال لنقدم لهم أنشطة وألعابًا ترفيهية متنوعة، بهدف تفريغ الطاقات السلبية لديهم وإدخال السعادة إلى قلوبهم".
كما أشار دحويش إلى أن الجمعية تعمل حالياً على إعداد مجموعة من المسرحيات وعروض الدمى الخاصة بالأطفال، والتي ستكون جاهزة قريباً للعرض، لتكون جزءاً من سلسلة الأنشطة المستمرة التي تساهم في تحسين الحالة النفسية للأطفال وتخفيف آثار العدوان عليهم.
من جانبها، تحدثت بتول، إحدى المتطوعات في الجمعية، عن جهودها وزملائها في توفير الدعم النفسي للأطفال، قائلة: "نسعى جاهدين لتخفيف أعباء الحرب النفسية على الأطفال من خلال الأنشطة الترفيهية التي نقدمها لهم يومياً."
وأضافت: "نحن نحاول أن نصنع لهم لحظات من الفرح تعينهم على التغلب على مشاعر الخوف والقلق التي تلاحقهم".
أهمية الدعم النفسي للأطفال في أوقات الحرب
ومع استمرار العدوان "الإسرائيلي" على لبنان عموماً، وغياب المرافق الترفيهية في المخيم، تبرز الحاجة الماسة لوجود فرق متخصصة في الدعم النفسي والترفيهي للأطفال.
فالأصوات المستمرة للطائرات والقصف المتواصل على القرى والبلدات الجنوبية تؤثر بشكل كبير على نفسية الأطفال، مما يجعل مثل هذه المبادرات ضرورة ملحة للتخفيف من مخاوفهم، وإعادة بعض من الحياة الطبيعية لهم في ظل ظروف استثنائية.
من خلال هذه المبادرة، تؤكد جمعية "ديارنا" على أهمية دور الدعم النفسي للأطفال وتوفير المساحات التي تتيح لهم فرصة للعب والابتسام، رغم الأوضاع الصعبة التي يعيشها سكان المخيم.
يُذكر أن مخيم برج الشمالي، يضم نحو 22 ألف لاجئ فلسطيني، نزح منهم مئات العائلات إلى خارج المخيم ومراكز الإيواء خلال التصعيد الحالي، في ظل ظروف معيشية صعبة وانعدام القدرة على تأمين إيجارات منازل بديلة في مناطق آمنة، فيما يعاني من تبقوا داخله من غياب دعم وكالة "أونروا" بعد أن أغلقت مراكزها في المخيم.