أرجأت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" صرف المساعدة المالية المخصصة للاجئين الفلسطينيين في سوريا، وحددت العاشر من تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل موعداً جديداً لذلك، ما أثار موجة من الاستياء الواسع بين اللاجئين، حسبما أفادت مصادر محلية.
وتعتمد العديد من العائلات على هذه المساعدة لتأمين احتياجاتها الأساسية، رغم قلة قيمتها، ما جعل قرار التأجيل محل انتقاد واسع بين الأهالي في المخيمات.
اللاجئ علي موسى، من أبناء مخيم جرمانا، أعرب عن استيائه الشديد، قائلاً: إن قيمة المعونة تساعده على تأمين تكاليف علاجه الشهري من مرض السرطان، ومنذ شهر أيلول/سبتمبر الماضي، لم يتمكن من تأمين ثمن الجرعات الضرورية.
من جانبها، أشارت اللاجئة آلاء حجو إلى أنها تجمع المساعدة لتوزعها على أبنائها كتكاليف مواصلات، موضحةً أن لديها ابنة تدرس في الجامعة وتحتاج إلى مصاريف إضافية، بالإضافة إلى ابن يعمل في منطقة بعيدة عن المخيم، ويعتمد على المعونة للتنقل.
وكانت "أونروا" قد وعدت في وقت سابق بصرف المياعدة منتصف شهر أيلول/ سبتمبر الماضي، لمدة شهرين فقط بدلاً من أربعة أشهر كما كان معتمداً سابقاً.
وذكرت الوكالة أن قيمة المساعدة ستبلغ 300 ألف ليرة للحالات العادية و400 ألف ليرة للحالات الأكثر احتياجاً، وهو ما يمثل تقليصاً ملحوظاً مقارنة بالدورات السابقة.
اقرأ/ي الخبر: "أونروا" تصرف المساعدة المالية في سوريا منتصف أيلول بتقليص ملموس
وأرجع مدير شؤون الوكالة في سوريا، "أمانيا مايكل-إيبي"، خلال اجتماع عُقد في 26 آب/أغسطس الماضي مع أعضاء هيئة اللاجئين الفلسطينيين العرب، أن تقليص المعونة يعود لعدم وصول الدعم المالي بالقدر المطلوب لبرنامج المعونات.
يأتي هذا القرار في ظل أوضاع معيشية صعبة غير مسبوقة يعيشها اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، حيث يعانون من انهيار العملة المحلية وارتفاع الأسعار وزيادة معدلات الفقر والبطالة.
وتشير أرقام "أونروا" إلى أن 90% من فلسطينيي سوريا يعيشون تحت خط الفقر المطلق، ما يزيد من تحديات الحياة اليومية ويضع آلاف الأسر أمام ضغوط معيشية قاسية.