أثارت أوامر الاحتلال "الإسرائيلي" بإخلاء مخيم الرشيدية للاجئين الفلسطينيين إلى جانب بعض القرى والبلدات في جنوبي لبنان حالة من الهلع والتوتر بين الأهالي الذين شرع بعضهم بالنزوح فيما فضلت أعداد كبيرة الصمود داخل المخيم رفضاً للنزوح والتهجير القسري رغم تهديدات سلطات الاحتلال.
أصدرت سلطات الاحتلال "الإسرائيلي"، اليوم الخميس 31 تشرين الأول/ أكتوبر، أوامر إخلاء إلى قرى وبلدات جنوب لبنان أبرزها كان مخيم الرشيدية للاجئين الفلسطينيين وهو أول مخيم فلسطيني يتلقى أوامر تهجير قسري إضافة إلى قرى: "الحوش، البازورية، البرغلي، بستيات، الحميري، ارزي، مطرية الشومر، الخرايب، أنصار".
زعم المتحدث باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي عبر منصة (إكس) قائلاً: "إن هذه المناطق تشهد نشاطات لحزب الله تجبر الجيش الإسرائيلي على العمل ضده بقوة في هذه المناطق، ولا ننوي المساس بكم". وهو ما ينفيه أهالي المخيم، الذين أكدوا أن المخيم منطقة معزولة، ولا تضم سوى المدنيين من اللاجئين الفلسطينيين.
شهد مخيم الرشيدية نزوح عدد من الأهالي نحو وجهات غير معروفة خوفاً من عدوان الاحتلال فيما فضّل الكثيرون البقاء والصمود داخل المخيم بعد أن عاشوا معاناة متكررة مع النزوح القسري لعدة مرات متتالية وما صاحبه من ظروف قاسية، ونقلت مصادر محلية، عن وجود نحو 3 آلاف مدني في مخيم الرشيدية يرفضون ترك منازلهم ومغادرته.
من جهته، قال الناشط الفلسطيني محمود عطايا، من داخل مخيم الرشيدية، لـ"بوابة اللاجئين": هناك نزوح لعدد من أهالي المخيم عقب تهديدات الاحتلال بإخلاء المخيم، فيما لا يزال عدد كبير من السكان متمسكين بالبقاء في منازلهم ورافضين مغادرة المخيم.
وأكد عطايا على حالة الاستنفار المستمرة لطواقم إسعاف الهلال الأحمر الفلسطيني وفوج الإطفاء الفلسطيني في المخيم، تحسباً لأي طارئ وسط توتر يسود المخيم.
استنفار طواقم الهلال الأحمر الفلسطيني وسط استعدادات للطوارئ
وبدوره، أكد مسؤول الهلال الأحمر الفلسطيني بالجنوب اللبناني، د. عماد الحلاق لـ"بوابة اللاجئين الفلسطينيين": ان طواقم جمعية الهلال الأحمر الإسعافية والطبية أجرت منذ الساعات الأولى بعد تلقي التهديدات تجهيزاً لسيارات الإسعاف وغرف الطوارئ وباقي أقسام المستشفى لاستقبال الجرحى والمصابين في حال حدوث أي قصف.
وأشار إلى استعدادات شاملة تمت داخل مراكز الطوارئ والمستشفى مؤكداً على تواصلهم مع باقي المستشفيات بجوار المخيم لتنسيق عمل نقل الجرحى والمصابين في حال احتاج الأمر.
وشدد الحلاق على أن حركة نزوح الأهالي في مخيم الرشيدية بعد تهديدات الاحتلال، أمر طبيعي نظرًا لما شهده الناس من معاناة في غزة وجنوب لبنان، خاصةً لدى العائلات التي تضم أطفالًا، مسنين، أو حالات صحية خاصة. وأضاف: رغم ذلك، ما يزال بعض السكان متمسكين بالبقاء في المخيم، حيث عانى كثير منهم من النزوح مرارًا، وفضلوا البقاء في منازلهم.
يُذكر أن نحو 50% من سكان مخيم الرشيدية نزحوا منذ بداية التصعيد "الإسرائيلي" في لبنان، بينما عادت عشرات العائلات الأخرى بسبب نقص الخدمات الأساسية في مراكز النزوح التي خصصتها "أونروا" للنازحين، مفضلين المخاطرة بالعودة على البقاء في أماكن نزوح تفتقر إلى المقومات الأساسية للعيش الكريم.