يستمر عشرات الناشطين الأردنيين في معركة الإضراب عن الطعام منذ عشرة أيام على أمل أن تستجيب حكومة بلادهم لمطلبهم بالضغط على الكيان "الإسرائيلي" من أجل إدخال 500 شاحنة مساعدات إلى شمالي قطاع غزة، حيث بدأت تنتشر المجاعة في ظل تصعيد العدوان "الإسرائيلي" عليه منذ نحو 50 يوماً.

ويأمل الناشطون من الحكومة الأردنية استخدام أوراق الضغط لديها مثل إلغاء اتفاقيات التطبيع مع "إسرائيل" ووقف الجسر البري الذي ينقل البضائع إلى كيان الاحتلال "الإسرائيلي" إلى الأردن، ولكن رغم مرور هذه الأيام وتدهور صحة عدد من الناشطين بشكل ملحوظ، لم تبد الحكومة الأردنية أي استجابة لهذه المطالب.

لم يتردد الناشط محمد خضيرات الطوباسي ورفاقه في تبني فكرة الإضراب عن الطعام كخطوة تصعيدية بعد أن لم يدخروا أي جهد في تنفيذ المبادرات وحملات المقاطعة وفعاليات دعم قطاع غزة في إطار التضامن الشعبي مع الفلسطينيين ضد ما يعيشونه من حرب إبادة متواصلة على مدار أكثر من عام تواصلت معها جهود النشطاء والمتضامنين داخل الأردن لإسناد ودعم أهالي قطاع غزة.

الإضراب عن الطعام فكرة صعبة هوّنها ردود أفعال أهلنا في قطاع غزة

في بادئ الأمر تبدو الفكرة "خطيرة" و "متهورة" للكثيرين كونها تتعلق بصحة الإنسان وحياته، برأي الطوباسي الذي قال لبوابة اللاجئين الفلسطينيين: "الإضراب عن الطعام فكرة عالمية لم نبتكرها إلا أننا قررنا خوضها، وهي صعبة بالطبع لأنها تتعلق بحياة الانسان وصحته وكل صعب يسهل في سبيل إخواننا في غزة".

ويؤكد الشاب المضرب عن الطعام منذ 10أيام برفقة عشرات الشبان أن ردود أفعال أهالي قطاع غزة على الفكرة أعطتهم الحماس وجعلت الفكرة تبدو أسهل، مشيراً إلى أنهم واجهوا داخل الأردن جمهوراً واسعاً منهم المؤيد بشدة ومنهم المعارض "الذي أبدى أيضاً آراء تحترم الفكرة" علاوة على بعض المخاوف التي اعترت أهالي المضربين عن الطعام.

يوضح الطوباسي أن حراك " المضربين عن الطعام لأجل غزة" قد تواصل مع أحزاب ونقابات تضمنت جلسات حوارية لكن لم تثمر عن نجاح الحراك، مشيراَ إلى أن مجمع النقابات رفض الاعتصام المفتوح ولم يحضر الاجتماعات التي وعد بعقدها مع الشبان المضربين عن الطعام.

مجمع النقابات المهنية - المضربون عن الطعام في الأردن.jpg

 

لا يتخوف الناشطون من عدم نجاح حراك الإضراب عن الطعام

ويخوض الإضراب في هذه الأثناء من 60 إلى 70 شاباً أردنياً ضمن حراك "مضربين عن الطعام لأجل غزة" ولا زالوا صامدين رغم ما أصاب بعضهم من إعياء صحي وأعراض استدعت نقل 3 منهم إلى قسم الطوارئ أمس الأول الجمعة، وأيضاً نقل اثنين منهم الخميس كنتيجة للإضراب المتواصل بحسب الطوباسي.

يؤكد الطوباسي أن أعداد المضربين هي أكثر من المعلن عنهم نظراً لإجراء بعض الترتيبات وحصر الأعداد التي تنضم إلى الحراك، لافتاً إلى أن أوضاعهم الصحية تبدو أسوء فأسوء يوماً بعد يوم إلا أنهم لا زالوا يتمتعون بالمعنويات العالية وصمود غير مسبوق.

ولا يتخوف الطوباسي من عدم نجاح فكرة الإضراب التي تعتبر تصعيداً من الشبان الأردنيين تجاه حكومتهم التي يطالبونها بالضغط على كيان الاحتلال لفتح المعبر وإدخال المساعدات.

وبات محمد الطوباسي يمتلك خبرة مطولة بما تؤول له أحداث الشارع باعتباره ناشطاً مخضرماً سعى لدعم غزة والتضامن معها برفقة شبان قد تعرف إليهم بعيد بدء حرب الإبادة "الإسرائيلية" على القطاع، وشكلوا معاً رابطة لتنظيم الفعاليات والنشاطات، منها مظاهرات يومية ومبادرات كـ "حملة ألبسة وأحذية" و"طرود أغذية" و"بازارات" وحملات مقاطعة وتبرع بالدم بالإضافة إلى فعاليات تبرع لإعادة إعمار قطاع غزة.

نقول للحكومة أن إضرابنا يهدف إلى رفع كفاءة الموقف الأردني

ويؤمن محمد الطوباسي أن "التضحية بحياتهم في سبيل هذا المطلب واجب" وأنهم يساهمون في رفع كفاءة الموقف الأردني للضغط بكل السبل على كيان الاحتلال "الإسرائيلي" لإدخال المساعدات ويعتبر أنه ورفاقه بهذه الحركة لا ينصرون قطاع غزة فقط بل "يدافعون عن الأردن".

ويوجه الطوباسي رسالة إلى الحكومة الأردنية والمسؤولين: "نقول للحكومة الأردنية نحن خط الدفاع الأول عن الأردن ووضعنا حياتنا ورقة ضغط بيديكم وليس ضدكم لفتح هذا المعبر وإدخال المساعدات نحن نضحي بصحتنا وربما حياتنا لرفع كفاءة الموقف الأردني للضغط بكل السبل على الكيان لإدخال المساعدات".

ويضيف: "نؤمن ان مطلبنا سوف يتحقق ونقدمه بإخلاص لوجه الله وأي فكرة معرضة للنجاح أو غير النجاح، لدينا أفكار أخرى نحن أبناء الشارع كمبادرات وحملات ومقاطعة ومظاهرات وسوف نستثمر أنفسنا في سبيل وقف الإبادة على إخواننا في غزة".

ومنذ 1 تشرين ثاني/ نوفمبر الحالي يخوض نحو 60 شاباً وناشطاً أردنياً إضراباً مفتوحاً عن الطعام وذلك لمطالبة الحكومة بإيقاف عمل المنافذ الحدودية مع كيان الاحتلال للضغط على سلطات الاحتلال من أجل إدخال المساعدات إلى قطاع غزة وتحديدا مناطق الشمال التي تهددها في هذه الأثناء مجاعة وشيكة.

بيان المضربين عن الطعام في الاردن.jpg


 

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد