واصلت قوات الاحتلال "الإسرائيلي" عدوانها على مدينة جنين ومخيمها لليوم الثاني على التوالي، وصعّد عدوانه على أحياء المدينة ومخيمها من خلال عمليات الاعتقال والتجريف، بالتزامن مع تصعيد الاحتلال من اعتداءاته في مناطق أخرى من الضفة الغربية والقدس، عبر حملات اعتقال واسعة وهدم للمنازل والمنشآت، واقتحام للمسجد الأقصى.
ومع الساعات الأولى من فجر اليوم الأربعاء 20 تشرين الثاني/ نوفمبر، اقتحمت قوات الاحتلال مدينة جنين ومخيمها مدعومة بتعزيزات عسكرية وجرافات ثقيلة.
واندلعت مواجهات عنيفة في الحي الشرقي وأحياء المخيم، حيث دمرت جرافات الاحتلال خطوط الكهرباء، ما أدى إلى انقطاع شامل للتيار الكهربائي عن المدينة، كما اقتحمت القوات منازل في حارتي عبد الله عزام وجورة الذهب، وحوّلتها إلى ثكنات عسكرية، وسط تحليق مكثف للطائرات المسيرة.
وتركزت عمليات التجريف على ملعب البلدية في الحي الشرقي، الذي دُمرت أجزاء كبيرة منه، إلى جانب تدمير شارع المدارس بشكل كامل، حسبما أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".
وكان الاحتلال قد اقتحم مدينة جنين ومخيمها منذ فجر يوم أمس الأربعاء، وقام بعملية اغتيال لـ 3 شبان فلسطينيين، فيما استشهد شابين آخران جراء العدوان في وقت لاحق، ما رفع عدد شهداء العدوان المتواصل إلى خمسة شهداء وهم كلّ من: رامي الحويطي، فراس الجاسر، رائد عبد الرحمن صادق حنايشة، أنور نضال توفيق سباعنة، عدنان سليمان طزازعة، إضافة إلى إصابة 9 فلسطينيين بجراح.
وامتدت عمليات الاحتلال إلى مناطق متفرقة من الضفة الغربية منذ ساعات الصباح الأولى من اليوم الأربعاء، وشملت اعتقالات وعمليات هدم منازل طالت مخيمي الفوار في الخليل وشعفاط شمال القدس المحتلّة.
ففي مخيم الفوار جنوب الخليل، اعتقل الاحتلال الشابين عبد المجيد أبو طعيمة وأحمد يونس النجار بعد مداهمة منازلهم، إلى جانب احتجاز واستجواب فلسطينيين آخرين وتخريب ممتلكاتهم.
وفي بيت لحم، اقتحمت قوات الاحتلال بلدة تقوع، واعتقلت الشقيقين غيث إبراهيم نواورة (24 عاماً) ومحمد نواورة (20 عاماً)، وسط إطلاق قنابل الصوت والغاز.
وفي رام الله والبيرة، شنت قوات الاحتلال حملة اعتقالات شملت الطفل تيم محمود شلبي (11 عاماً) ووالده محمود شلبي في مزارع النوباني، إضافة إلى اعتقالات في ترمسعيا وسلواد وأحياء من البيرة ومخيم الجلزون.
وفي سلفيت، هدمت قوات الاحتلال منزلاً مأهولاً للسكن في بلدة دير بلوط، تعود ملكيته للمواطن عادل عبد الله، بالإضافة إلى منشأة تجارية (منجرة) دون إنذار مسبق. أسفر ذلك عن إصابة أربعة مواطنين، أحدهم بالرصاص الحي، وثلاثة آخرون بقنابل صوتية.
وفي القدس، أجبرت سلطات الاحتلال المواطن علاء مطر على هدم منزله ذاتياً في بلدة جبل المكبر، وهو مكون من شقتين سكنيتين تؤويان 14 فرداً. كما هدمت مدخل عمارة لعائلة زاهدة في مخيم شعفاط، واستكملت هدم مسجد الشياح في جبل المكبر، حيث كانت قد بدأت هدمه منذ يوم أمس الثلاثاء.
كما تعرض المسجد الأقصى لاقتحامات واسعة من قبل المستوطنين، بحماية مشددة من شرطة الاحتلال، وأدوا طقوساً تلمودية وجولات استفزازية في باحات الحرم الشريف، في تصعيد واضح لمحاولات فرض السيطرة على المسجد.