يواصل جيش الاحتلال "الإسرائيلي" حرب الإبادة على قطاع غزّة، لليوم 411 على التوالي، مسجلاً مزيداً من الجرائم ضد المدنيين الفلسطينيين، وأفادت مصادر طبية بارتقاء 18 شهيداً منذ فجر اليوم، بينهم 13 شهيداً ارتقوا شمال القطاع.
من جهتها، أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، اليوم الثلاثاء، أن قوات الاحتلال "الإسرائيلي" ارتكبت خلال الساعات الـ24 الماضية مجزرتين جديدتين ضد عائلات فلسطينية في القطاع، أسفرتا عن وصول 13 شهيداً و84 إصابة إلى المستشفيات، فيما لا تزال فرق الإسعاف عاجزة عن الوصول إلى عدد من الضحايا العالقين تحت الأنقاض وفي الطرقات بسبب استمرار القصف.
وأوضحت الوزارة في تقريرها الإحصائي اليومي، أن الحصيلة الإجمالية للعدوان المستمر على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023، ارتفعت إلى 43,985 شهيداً و104,092 مصاباً.
وأفادت مصادر إعلامية فلسطينية بارتفاع عدد ضحايا القصف "الإسرائيلي" على منزل في جباليا البلد إلى أكثر من 10 شهداء، كما استشهد فلسطيني آخر في قصف مدفعي على جباليا النزلة شمال القطاع.
وفي جنوب القطاع، استشهد فلسطيني وأصيب آخرون جراء استهداف الاحتلال مجموعة من المدنيين قرب مدرسة المضخة شرق مدينة رفح، كما استشهد فلسطيني آخر في منطقة خربة العدس شمال رفح، إثر قصف استهدف المدنيين بشكل مباشر.
في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، أصيب عدد من الفلسطينيين إثر استهداف طائرة مسيّرة "إسرائيلية" لمجموعة من المدنيين بالقرب من مدخل المخيم، في تصعيد خطير يطال المناطق المكتظة بالسكان.
كما استهدف جيش الاحتلال مدفعياً أحياء الصبرة وتل الهوى في مدينة غزة، بالإضافة إلى قصف مكثف أسفر عن تدمير مربعات سكنية كاملة في مخيم جباليا شمالاً، ومربع آخر في الحي السعودي غرب رفح جنوباً.
كارثة صحية متفاقمة شمال القطاع
وفي ظل استمرار العدوان، حذر مدير عام مستشفى كمال عدوان، الدكتور حسام أبو صفية، من كارثة صحية متفاقمة في شمال قطاع غزة، وأوضح أبو صفية أن المستشفى يعاني من نقص حاد في الأدوية، والمستلزمات الطبية، والطواقم، وحتى الطعام ومركبات الإسعاف.
وقال أبو صفية: "ما زلنا تحت الحصار الشديد، ولا يسمح لنا بإدخال أي شيء. أمس تلقيت نداء استغاثة من عائلة الكحلوت بعد استهداف بيتهم، لكننا لم نستطع فعل شيء. للأسف، من نجا منهم أصبح شهيداً".
وأضاف: "لدينا حالياً 85 مصاباً، بينهم أطفال ونساء، يتلقون الخدمات الصحية بالحد الأدنى، فيما تضم العناية المركزة 6 حالات حرجة للغاية." وتابع:" بدأنا نرى حالات سوء تغذية تصل إلى الطوارئ، حيث استقبلنا منذ أمس 17 طفلاً يعانون من سوء التغذية، وتوفي رجل مسن بسبب الجفاف الحاد".
وأطلق أبو صفية نداءً عاجلاً للمجتمع الدولي وقال: الوضع أصبح كارثياً، ولا يوجد حتى وعود بفتح ممر إنساني يسمح بإدخال المستلزمات الطبية، وفرق طبية جراحية، وحليب الأطفال، والغذاء. كل يوم يمر يزيد من معاناة المرضى والمصابين".
يتزامن هذا الوضع الإنساني المتدهور مع تصعيد الاحتلال لعملياته العسكرية في كل أنحاء قطاع غزة، وسط استمرار القصف الجوي والمدفعي على المناطق السكنية والمرافق الحيوية، في ظل صمت دولي وتواصل المناشدات لوقف حرب الإبادة.