دخل الأسير القائد نائل البرغوثي، اليوم، الأربعاء 20 تشرين الثاني/ نوفمبر، عامه الـ45 في سجون الاحتلال "الإسرائيلي"، وهي أطول مجموع مدة اعتقال داخل سجون الاحتلال في تاريخ الحركة الوطنية الفلسطينية الأسيرة.

الأسير البرغوثي، البالغ من العمر 67 عاماً، من بلدة كوبر شمال رام الله، بدأ مسيرته النضالية والاعتقالية في عام 1978. قضى منها 34 عاماً متواصلة في السجون "الإسرائيلية"، حيث اعتُقل في بداية الأمر، وحُكم عليه بالسجن المؤبد و18 عاماً.

وفي عام 2011، أفرج عنه ضمن صفقة "وفاء الأحرار"، ولكن الاحتلال أعاد اعتقاله في عام 2014، بعد أن شملت حملة اعتقالات واسعة العديد من الأسرى المحررين ضمن صفقة التبادل، وأعاد حكمه المؤبد و18 عاماً بذريعة وجود "ملف سري".

وذكرت هيئة الأسرى ونادي الأسير الفلسطيني أن ذكرى اعتقاله تأتي "في وقت هو الأكثر دموية بحق شعبنا، حيث يستمر الاحتلال في تنفيذ إبادته الجماعية الممنهجة بحق الشعب الفلسطيني في غزة، وكذلك بحق الأسرى في سجون الاحتلال، الذين يواجهون وجهاً من أوجه الإبادة".

وأشارت إلى أنه منذ السابع من أكتوبر 2023، تعرض الأسرى الفلسطينيون بما فيهم القائد البرغوثي لعمليات تنكيل وعزل وسلب وتعذيب غير مسبوقة، حيث سعت سلطات السجون إلى تدمير كل ما أنجزه الأسرى عبر سنوات من التضحية والنضال.

وفقاً هيئة الأسرى ونادي الأسير، فإن الأسير البرغوثي يقبع حالياً في سجن "شطة" حيث تعرض لعمليات نقل وتنكيل مستمرة. لافتة إلى أن "هذه الإجراءات القمعية ليست وليدة اليوم، بل تشكل نهجاً مستمراً منذ احتلال الأرض الفلسطينية، حيث خضع مئات الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني لعمليات اعتقال وتعذيب غير إنسانية".

أبرز المحطات في حياة الأسير القائد نائل البرغوثي (أبو النور)

وُلد الأسير البرغوثي في بلدة كوبر في 23 تشرين الأول/ أكتوبر 1957، واعتقل لأول مرة في عام 1978. حُكم عليه بالسجن المؤبد و18 عاماً، وقضى منها 34 عاماً بشكل متواصل.

وفي 18 تشرين الأول/ أكتوبر 2011، تم الإفراج عنه ضمن صفقة "وفاء الأحرار" إلى جانب المئات من الأسرى، وكان من بينهم رفيق دربه المحرر فخري البرغوثي. وبعد الإفراج عن تزوج من الأسيرة المحررة أمان نافع.

وأعادت سلطات الاحتلال اعتقاله مجدداً في 18 حزيران/ يونيو 2014، وأصدرت حكماً مدته 30 شهراً. وبعد قضائه هذه المدة، أُعيد إليه حكمه السابق وهو المؤبد و18 عاماً بذريعة "الملف السري".

في عام 2018، اغتالت قوات الاحتلال ابن أخيه صالح البرغوثي، واعتقلت شقيقه عاصم وعدداً من أفراد عائلته. كما هدمت قوات الاحتلال منزلين لعائلة البرغوثي في إطار سياسة العقاب الجماعي.

وفي العام الجاري، اعتقل الاحتلال زوجته أمان نافع، التي أُفرج عنها بعد أن أمضت ثلاثة أشهر في الاعتقال الإداري، بالإضافة إلى شقيقته الوحيدة حنان البرغوثي التي ما زالت معتقلة إدارياً.

وفي عام 2021، فقد البرغوثي شقيقه عمر البرغوثي (أبو عاصف)، حيث لم يُسمح له بالوداع، كما فقد والديه في السابق، وحرمه الاحتلال من وداعهما.

وبحسب مؤسسات الأسرى، منذ أكثر من ست سنوات، بدأ محامو البرغوثي مساراً قانونياً من خلال تقديم استئنافات ضد إعادة حكمه السابق، لكن حتى الآن لم يصدر أي قرار بشأن ذلك.

ويعد الأسير نائل البرغوثي، صاحب المقولة الشهيرة "لو أنّ هناك عالماً حرّاً كما يدّعون، لما بقيت في الأسر حتى اليوم"، أيقونة فلسطينية في صموده أمام الاحتلال. لقد سطر البرغوثي أسمى معاني البطولة والكرامة الفلسطينية داخل سجونه، ليصبح رمزاً للنضال الفلسطيني المستمر ضد الاحتلال "الإسرائيلي". وفي رسائله المؤثرة، أكد قائلاً: "إن محاولات الاحتلال لقتل إنسانيتنا لن تزيدنا إلا إنسانية."

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد