بعد توقف العدوان "الإسرائيلي" على لبنان يوم الأربعاء، 27 تشرين الثاني/ نوفمبر، جراء اتفاق على وقف إطلاق النار ضمن تسوية سياسية، بدأت العائلات الفلسطينية النازحة بالعودة إلى مخيم برج البراجنة، الواقع في الضاحية الجنوبية لبيروت، التي تعرضت لقصف مكثف خلال الحرب التي استمرت ما يزيد عن شهرين.
وبينما عبّر اللاجئون الفلسطينيون عن ارتياحهم لوقف إطلاق النار وعودة الأهالي إلى مدنهم وقراهم في جنوب لبنان، كان الحزن واضحاً على وجوههم؛ بسبب استمرار المجازر "الإسرائيلية" على قطاع غزة، الذي يعاني حرب إبادة متواصلة منذ أكثر من 420 يوماً.
"بوابة اللاجئين الفلسطينيين" رصد عودة الأهالي إلى المخيم وسط أجواء مختلطة بين الفرح بالسلام في لبنان وعودة أهالي الجنوب إلى مدنهم وقراهم، والغصة الناتجة عن استمرار معاناة أهالي غزة.
عيسى الغضبان، مسؤول اللجنة الشعبية في مخيم برج البراجنة، تحدث لبوابة اللاجئين الفلسطينيين قائلا: "مخيمنا عانى كثيراً خلال العدوان الإسرائيلي على لبنان، خصوصاً في الضاحية الجنوبية التي تعرضت لعدوان قاسٍ جداً".
وأضاف: "نحن فرحون بوقف إطلاق النار وعودة النازحين إلى ديارهم في جنوب لبنان، لكن غصتنا عميقة؛ لأن شعبنا الفلسطيني ما زال في الشتات ومشرداً، ولأن إخواننا في غزة يتعرضون لحرب إبادة ومجازر مستمرة من قبل الكيان الإسرائيلي المدعوم من الولايات المتحدة الأمريكية".
من جانبها، قالت إحدى اللاجئات العائدات إلى المخيم: "نحن محروقين، وكل من يقول لنا الحمد لله على السلامة نرد عليه: سلامتنا تكون حين يرتاح أهالي غزة. فرحتنا غير مكتملة طالما غزة تعاني".
وأكد لاجئ آخر: "كنا نتمنى أن تشمل الهدنة غزة، لدينا غصة على أهلنا هناك، وبذات الوقت نحن فرحون لأهل لبنان. مع بدء الحرب".
وأشار آخرون إلى أنه مع بدء الحرب، غادر نحو 80% من أهالي المخيم، وبقيت قلة قليلة فقط. والآن يعود الناس تدريجيًا مع وقف إطلاق النار، لكن الفرحة ناقصة بسبب الشهداء والخسائر التي تكبدها الأهالي هنا وفي غزة.
وأشار اللاجئ إلى أن معظم سكان المخيم سيعودون خلال الأيام القليلة المقبلة، لكنه أضاف: أهل المخيم يعودون إلى بيوتهم، وتبدأ حالة النزوح بالانتهاء، لكننا نتمنى أن تكتمل الفرحة قريبًا بالنصر الكبير وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم".
وفي سياق متصل، أعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" أن العائلات الفلسطينية التي لجأت إلى مراكز الإيواء الطارئة التابعة لها خلال الأسابيع الماضية بدأت في مغادرتها بعد وقف إطلاق النار.
وقالت "أونروا": بعد أسابيع من عدم اليقين والخوف بسبب تصاعد العنف في لبنان، بدأت العائلات الفلسطينية تعود تدريجيًا إلى منازلها، لكن الاحتياجات الإنسانية داخل المجتمع لا تزال مرتفعة للغاية".
وأكدت الوكالة أنها ملتزمة بمواصلة تقديم الخدمات الأساسية للاجئين الفلسطينيين في المناطق جميعها التي تعمل بها، وسط استمرار الضغوط الإنسانية الناتجة عن الحرب.
بوابة اللاجئين الفلسطينيين
