واصلت قوات الاحتلال "الإسرائيلي" ارتكاب المجازر بحق الفلسطينيين في غارات مستمرة استهدفت عدة مناطق في قطاع غزة، ما أسفر عن استشهاد 21 شخصاً منذ صباح اليوم السبت 30 تشرين الثاني/نوفمبر، وسط دمار واسع لمنازل السكان في الشمال المحاصر الذي يتعرض لعمليات نسف وإبادة وتطهير عرقي منذ أكثر من 50 يوماً.
ومع دخول حرب الإبادة يومها الـ421 على قطاع غزة، تراجعت آليات جيش الاحتلال العسكرية من محيط مستشفى الإندونيسي في بيت لاهيا شمالي قطاع غزة بعد أن دمّرت أجزاء منها. وفي وقت سابق تقدمت آليات جيش الاحتلال "الإسرائيلي" إلى محيط المستشفى تزامناً مع إطلاق نار وقصف مدفعي.
وفي السياق، واصل جيش الاحتلال نسف مباني سكنية غرب مشروع بيت لاهيا شمالي قطاع غزة، في حين فجر الجيش روبوت مفخخ بمحيط دوار الشيخ زايد.
وجنوب قطاع غزة، ارتفعت أعداد الشهداء إلى 5 بينهم 3 موظفين في منظمة "المطبخ المركزي العالمي" إثر قصف "إسرائيلي" استهدف مركبة في منطقة السطر الشرقي بمدينة خانيونس، جنوبي القطاع.
وفي مدينة غزة، انتشلت طواقم الدفاع المدني 7 شهداء وعدد من المصابين، بينما ما يزال 6 مفقودين تحت أنقاض منزل استهدفه الاحتلال "الإسرائيلي" في شارع الشهداء بمنطقة الرمال غربي مدينة غزة.
وغربي مدينة غزة في حي الشيخ رضوان، استشهد 10 فلسطينيين، وأصيب آخرون جراء قصف "إسرائيلي" استهدف منزلا في منطقة أبو إسكندر فيما تعمل طواقم الدفاع المدني على البحث عن مفقودين بين أنقاض المنزل.
وسط محافظة دير البلح، توفيت ثلاث نساء في غزة إثر تدافع للحصول على الخبز أمام مخبز المدينة دير البلح، وذلك في ظل تحذيرات من نقص حاد في هذه المادة، جراء حرب الإبادة "الإسرائيلية" واستمرار الحصار. وفي مخيم البريج أطلقت آليات الاحتلال "الإسرائيلي" نيرانها بشكل كثيف.
ومن جهته، أعلن جهاز الدفاع المدني بقطاع غزة استشهاد نحو 100 فلسطيني بمجازر "إسرائيلية" خلال الـ24 ساعة الماضية في جباليا وبيت لاهيا، ليصل الإجمالي إلى 2700 منذ تصعيد التوغل البري في 5 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
وقال متحدث الدفاع المدني، محمود بصل: "استشهد نحو 100 فلسطيني في مجازر إسرائيلية خلال الـ 24 ساعة الماضية في جباليا وبيت لاهيا، قرابة 75 منهم نتيجة قصف منزلين لعائلة أحمد والبابا، فيما استشهد الباقون بمناطق متفرقة".
وأضاف: "وصل عدد الشهداء منذ بدء العملية العسكرية الإسرائيلية في شمال غزة إلى 2700 فلسطيني، إضافة إلى 10 آلاف مصاب".
وتابع: "ما يجري كارثة وإبادة جماعية، حيث لا يوجد من يغيث المواطنين هناك".
وأشار إلى أن "عائلات كثيرة تقصف كل يوم ومصيرها مجهول، وكثير من الأحداث التي تجري لا نعلم عنها شيئا، إذ لا يستطيع المواطنون الخروج من هناك".
وبيّن بصل إن "الاحتلال يستهدف أي تحركات للفلسطينيين خارج المنازل، سواء كانت لتعبئة مياه أو البحث عن طعام أو جمع حطب".
ولفت إلى أنه "قبل ساعات ونتيجة قصف إسرائيلي استشهد الطبيب أحمد زياد الكحلوت رئيس قسم العناية المركزة في مستشفى كمال عدوان، بينما كان متجها إلى المستشفى لأداء مهامه الإنسانية".
وأوضح أن "الدفاع المدني ما يزال معطلا قسرا في كافة مناطق شمال قطاع غزة بفعل الاستهداف والعدوان الإسرائيلي المستمر، وبات آلاف المواطنين هناك دون رعاية إنسانية وطبية".
وأكد أن الجيش "الإسرائيلي" هاجم طواقم الدفاع المدني شمال قطاع غزة في 23 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، وسيطر على مركباته، وشرد معظم عناصره إلى وسط وجنوب القطاع، واختطف 10 منهم".