نظّمت في العديد من العواصم العربية والغربية فعاليات شعبية ووقفات تضامنية، تعبيراً عن دعم حقوق الشعب الفلسطيني ونضاله، تزامناً مع اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني الذي يوافق 29 تشرين الثاني/ نوفمبر. وعبّر المشاركون في هذه الوقفات، التي انطلقت منذ يوم أمس الجمعة، عن تضامنهم مع الفلسطينيين ورفضهم لجرائم الاحتلال وحرب الإبادة المستمرة على قطاع غزة.
واعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 29 نوفمبر/تشرين الثاني كيوم عالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني منذ عام 1979. ويرمز هذا التاريخ أيضا إلى قرار تقسيم فلسطين الصادر عن الأمم المتحدة عام 1947، والمعروف بالقرار رقم 181، الذي نصّ على إنشاء دولتين على أرض فلسطين، دولة عربية وأخرى يهودية.
وفي الجمهورية التركية، شارك مسؤولون أتراك وسفراء دول عربية وأجنبية وممثلي المجتمع المدني التركي في فعالية إحياء لـ"اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني"، الموافق 29 نوفمبر/ تشرين الثاني.
وخلال الفعالية جرى عرض فيلم وثائقي لقصة فلسطين تنزف الدماء في ظل صمت المجتمع الدولي والممارسات "الإسرائيلية" العدوانية على الشعب والأرض الفلسطينية، وكانت قد بدأت بالوقوف دقيقة صمت حدادا على أرواح الشهداء وبث النشيدين الوطنيين التركي والفلسطيني.
وشارك في هذه الفعالية التي أقيمت في العاصمة أنقرة عدد من الجرحى الفلسطينيين الذين استقبلتهم تركيا للعلاج إثر إصابتهم خلال حرب الإبادة "الإسرائيلية" المتواصلة بغزة منذ 7 أكتوبر 2023.
وفي دولة قطر، نظم مركز رعاية الأيتام (دريمة) بالتعاون مع مدرسة النهضة الابتدائية للبنات والمدرسة الفلسطينية في الدوحة، فعالية حملت عنوان "النهضة تصدح لفلسطين"، تزامنًا مع اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، وتخللت الفعالية أنشطة ثقافية وفنية تهدف إلى تعريف الأجيال الناشئة بالقضية الفلسطينية وتعزيز قيم التضامن معها.
وفي المملكة الأردنية الهاشمية، شارك أردنيون في وقفة شعبية حاشدة، أمس الجمعة أمام مسجد عباد الرحمن، بالقرب من السفارة الأميركية، بدعوة من الملتقى الوطني لدعم المقاومة وحماية الوطن، بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، وتنديداً بالمواقف الأميركية المناصرة والداعمة لدولة الاحتلال.
وفي تونس، تظاهر العشرات في مسيرة شعبية لدعم المقاومة والتضامن مع الشعب الفلسطيني، وانطلقت المسيرة التي نظمتها اللجنة الوطنية لدعم المقاومة في فلسطين (ائتلاف أحزاب وجمعيات)، من ساحة محمد علي الحامي بالعاصمة وصولا إلى شارع الحبيب بورقيبة وسط العاصمة.
وهتف المحتجون بشعارات "غزة غزة.. رمز العزة"، و "من تونس لفلسطين شعب واحد مش شعبين" و"مقاومة لا صلح لا مساومة".
وتشهد الساحة التونسية حالة تضامن مع الشعب الفلسطيني، إذ يتواصل تنظيم تظاهرات مساندة لفلسطين من جانب أحزاب وتلاميذ وطلاب وعمال.
عواصم غربية شهدت مظاهرات وفعاليات تضامنية مع الشعب الفلسطيني
في روسيا نظمت فعالية بحضور مئات من ممثلي الوزارات والمؤسسات والهيئات، والأوساط الثقافية والسياسية المؤثرة، وممثلي السلك الدبلوماسي العربي والإسلامي والأجنبي، وناشطين متضامنين مع حقوق الشعب الفلسطيني.
وأكد المشاركون في الفعالية على دعم الشعب الفلسطيني في مواجهة حرب الإبادة، وملاحقة مرتكبيها، وضرورة الوقف الفوري للعدوان على قطاع غزة، والدعوة إلى مؤتمر دولي لتجسيد الدولة الفلسطينية.
وفي الوقت ذاته، أحيت كاتدرائية أوسلو يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني، بحضور ملك النرويج هارالد الخامس، وولي العهد، إلى جانب رئيس الوزراء يوناس غار ستوره، ووزير الخارجية إسبن بارث ايدي، وعدد كبير من السفراء وممثلي الأحزاب السياسية والبرلمانيين، وأبناء الجالية الفلسطينية، وأصدقائهم.
اختُتم الحفل برسائل دعم ملهمة من المشاركين، عكست التزام المجتمع النرويجي بالوقوف مع الشعب الفلسطيني، ومطالبة المجتمع الدولي بمضاعفة جهوده لتحقيق العدالة والحرية.
في العاصمة البريطانية لندن، خرج أكثر من 125 ألف شخص في بريطانيا بتظاهرة داعمة لفلسطين، للمطالبة بوقف الإبادة في قطاع غزة.
وانطلقت المظاهرة بدعوة من المنتدى الفلسطيني في بريطانيا، بالشراكة مع حركة التضامن مع فلسطين، وتحالف "أوقفوا الحرب"، وتحالف "أوقفوا التسليح النووي"، ومنظمة أصدقاء الأقصى، والرابطة الإسلامية في بريطانيا وسط تأكيدات من المشاركين على أن الفعالية تأتي انتصارًا لغزة ورفضًا للعدوان على لبنان، وللمطالبة بمحاسبة مجرمي الإبادة وداعميهم.
وفي الولايات المتحدة الأميركية، شهدت عدة مدن تظاهرات حاشدة، لمناسبة يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني.
وعبر المتظاهرون عن غضبهم من استمرار حرب الإبادة التي تقودها دولة الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني، منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2003.
واستثمر النشطاء يوم التسوق الأهم في الولايات المتحدة "Black Friday" للتظاهر داخل المجمعات، والمراكز التجارية، عبر رفع العلم الفلسطيني، واللافتات المنددة باستمرار الحرب، في الواجهات الداخلية لهذه المجمعات.
كما اعتصم العشرات من النشطاء أمام المحال التجارية الشهيرة أمثال "Macy's"، و "Best Buy"، لمحاولة حث المتسوقين على مقاطعة الشركات الأميركية للضغط على إدارة الرئيس جو بايدن بوقف الحرب في غزة، حيث تمكنوا من إغلاق عدد من مراكز التسوق في بوسطن، ودالاس، ونيويورك.
وفي الوقت نفسه، تمكن النشطاء قبل يومين من تعطيل "الكرنفال السنوي" في نيويورك، لمناسبة عيد الشكر، عبر قطع الطريق امام المشاركين في المسيرة الاحتفالية، للمطالبة بإنهاء الإبادة الجماعية في قطاع غزة، وإيصال رسائل تكشف معاناة الشعب الفلسطيني بسبب الاحتلال.
وفي العاصمة البلجيكية بروكسل، شارك في الفعالية نخبة من البرلمانيين الأوروبيين من بينهم، لين بويلان (مجموعة اليسار)، التي سلطت الضوء على أهمية القانون الدولي، ودعت إلى إنهاء الإفلات من العقاب لتحقيق العدالة للشعب الفلسطيني.
كما شهدت مدينة ستراسبورغ مظاهرة حاشدة خارج مجلس النواب الأوروبي، حيث انضم آلاف المتضامنين إلى البرلمانيين الأوروبيين.
وشهدت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "يونسكو"، إحياء اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، في القاعة الرئيسية لقصر اليونسكو في العاصمة الفرنسية باريس، بحضور سفراء معتمدين لدى فرنسا واليونسكو وأعضاء السلك الدبلوماسي وسياسيين فرنسيين، ومتضامنين فرنسيين وعرب وأجانب.
تضمنت الفعالية عرض فيلم "من المسافة صفر" للمخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي، وهو مشروع توثيقي سينمائي يضمّ 22 فيلماً قصيراً استطاع صناع هذا العمل رواية قصصهم وتوثيق تجاربهم الإنسانية في ظل أقسى الظروف اللاإنسانية، ورغم جميع التحديات في قطاع غزة خلال حرب الإبادة.