كشف الدكتور رياض أبو العينيين، مدير مستشفى الهمشري التابع للهلال الأحمر الفلسطيني في لبنان، لبوابة اللاجئين الفلسطينيين، عن الإحصائيات الصادمة التي خلفها العدوان "الإسرائيلي" الأخير على لبنان، والتي طالت اللاجئين الفلسطينيين داخل وخارج المخيمات والتجمعات الفلسطينية.
في مقابلة مع بوابة اللاجئين الفلسطينيين الثلاثاء 3 كانون الأول/ ديسمبر، أوضح الدكتور أبو العينيين أن العدوان أثر بشدة على المخيمات الفلسطينية، مثل عين الحلوة، الرشيدية، والبص، التي تعرضت لغارات مباشرة، ما أسفر عن عشرات الشهداء ومئات الجرحى.
ووفقًا لبيانات "جمعية الخدمات الطبية الفلسطينية" التابعة للهلال الأحمر الفلسطيني، فقد استشهد 38 فلسطينياً جراء القصف "الإسرائيلي" على المناطق اللبنابية ومنها المخيمات والتجمعات الفلسطينية، وأصيب 323 آخرون، تراوحت إصاباتهم بين الطفيفة والمتوسطة والخطيرة.
وكانت الجمعية قد قالت في بيان لها الأسبوع الماضي: إن من بين هؤلاء الجرحى، خضع 16 مصاباً لعمليات جراحية، ولا يزال أربعة منهم يتلقون العلاج في المستشفيات.
وارتفع عدد الشهداء هذا إلى 39 شهيداً أمس الثلاثاء بعد استشهاد الشاب سامر شحادة متأثراً بجراج أصيب بها الأسبوع الماضي، جراء غارة "إسرائيلية" استهدفت مخيم الرشيدية جنوبي لبنان قبل ساعات قليلة من الإعلان عن وقف إطلاق النار.
اقرأ/ي التقرير: استشهاد فلسطيني متأثراً بجراج جراء غارة "إسرائيلية" سابقة على مخيم الرشيدية
وبحسب أبو العينين، فمنذ الساعات الأولى للعدوان، سارعت الفرق الطبية والإسعافية في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إلى تفعيل خطة طوارئ شاملة، تضمنت توزيع نقاط إسعافية في كافة المخيمات والتجمعات الفلسطينية بلبنان.
ورغم الأوامر "الإسرائيلية" بإخلاء بعض المخيمات، مثل الرشيدية وبرج الشمالي، أصر العاملون في القطاع الصحي على البقاء إلى جانب الأهالي الذين رفضوا المغادرة.
ونتيجة لذلك، قدمت فرق الهلال الأحمر الفلسطيني خدماتها في المخيمات التي استُهدفت، وكان أبرزها استهداف مخيم الرشيدية، حيث انتشلت الفرق الشهداء ونقلت الجرحى إلى مستشفيات الهلال الأحمر مثل بلسم والهمشري.
صعوبة التعرف على جثامين الضحايا بسبب طبيعة الأسلحة "الإسرائيلية"
وتطرق الدكتور أبو العينيين إلى الصعوبات التي واجهها الطاقم الطبي خلال العدوان، قائلًا: "كان التعرف على بعض الجثامين صعباً للغاية بسبب التشوهات أو التمزق إلى أشلاء بفعل استخدام الأسلحة المحرمة دولياً".
وأشار إلى أن هذا الوضع تكرر في مخيمات مثل عين الحلوة ومنطقة عين الدلب بصيدا، ما زاد من صعوبة المهمة الإنسانية في ظل الظروف القاسية.
وأكد الدكتور أبو العينيين أن وكالة "أونروا" تكفلت بتغطية تكلفة علاج الجرحى بنسبة 100%، مضيفاً أن الطاقم الطبي بذل جهوداً كبيرة لضمان استمرار تقديم الخدمات الطبية رغم المخاطر، "ليبقى صوت الحياة حاضرًا في المخيمات الفلسطينية المتضررة".
وتعد الهجمات التي استهدفت المخيمات والتجمعات الفلسطينية، بالإضافة إلى اللاجئين الفلسطينيين المتواجدين خارجها، فصلاً آخر من المعاناة التي يتحملها الفلسطينيون في الشتات، وبينما يحاول الأهالي استعادة حياتهم وسط الخراب، تظل الجهود الإنسانية والطبية المستمرة شكلاً من أشكال المقاومة في وجه العدوان والدمار.
موضوع ذو صلة: النازحون من مخيم برج البراجنة يعودون وسط فرحة ناقصة وغصة مستمرة لأجل غزة