توجهت حشود غفيرة من الأردنيين، إلى قبور الشهيدين عامر قواس وحسام أبو غزالة في العاصمة عمان، عقب دفنهما سرًا قبل صلاة الفجر، حيث اقتصرت مراسم الدفن على حضور أقارب الشهيدين من الدرجة الأولى، دون السماح بإقامة جنازة عامة، في ظل إجراءات أمنية مشددة.

وأثارت هذه الخطوة غضبًا شعبيًا واسعًا، وتفاعلات غاضبة عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث اعتبرها كثيرون "انتقاصًا من مكانة الشهداء".

وكانت وزارة الخارجية الأردنية قد أكدت في بيان مقتضب أمس الأربعاء، أنها "تسلّمت جثماني المواطنين الأردنيين عامر قواس وحسام أبو غزالة من إسرائيل، لإكمال إجراءات دفنهما بعد تسليمهما لذويهما".

وأفاد الناطق باسم الخارجية الأردنية سفيان القضاة بأن الوزارة تابعت عملية الإفراج عن الجثمانين وتأمين عودتهما إلى الأردن، مبينا أنه تُسُلِّم الجثمانين عبر جسر الملك حسين (معبر اللنبي).

ومن جهتها، كشفت عائلتا الشهيدين، عن قيام السلطات الأمنية باستدعائهما، في وقت متأخر من ليل الثلاثاء، ونقلهم إلى مكان دون إبلاغهم بحقيقته، ليكتشفوا أنه مقبرة "سحاب" جنوب العاصمة عمان.

وأكد شقيق الشهيد أبو غزالة عبر تغريدة نشرت في حسابه تحدث فيها عن ليلة عصيبة جدا تم أخذه فيها مع والده وأعمامه إلى موقع بعيد في مقبرة سحاب وتسليم الجثمان، وقال أبو غزالة لشقيقه الشهيد: "كنت تستاهل جنازة أرقى يا حبيب قلبي، لكنك عند ربنا الأفضل والأكرم من كل البشر".

وبدوره عبّر رئيس كتلة جبهة العمل الإسلامي البرلمانية صالح العرموطي استهجانه للطريقة التي استدعي فيها أهالي الشهيدين وللقرار الذي اتخذته الحكومة.

ووصف العرموطي قرار الحكومة بأنه غير مقبول وصرح بأنه كان ينبغي تسليم جثماني الشهيدين إلى ذويهما لإقامة مراسم التشييع لافتاً إلى أن الحكومة لم تشعر نوّاب دائرة الشهيدين باستلام الجثامين مشدداً على أن قرار دفنهم بالكتمان استهتار صريح بعقول الناس.

واحتجاجاً على هذه الإجراءات الصارمة في تقييد جنازة الشهداء توافدت جماهير الشعب الأردني إلى قبور الشهيدين عامر قواس وحسام أبو غزالة في مقبرة سحاب عصر أمس الأربعاء، استجابة إلى دعوات اللجان الشبابية الشعبية عبر منصات التواصل تطالب الأردنيين بالتجمع في المقبرة نفسها بعد صلاة العصر للصلاة على الشهيدين والوقوف أمام قبريهما.

وهتف المشاركون الغاضبون للمقاومة وللشهيدين، وعبروا عن غضبهم لمنع الأردنيين من تشييعهم كأبطال قاوموا الاحتلال.