يسود الهدوء في مخيم درعا للاجئين الفلسطينيين جنوبي سوريا، بعد انسحاب عناصر جيش النظام السوري من مدينة درعا والمناطق المحيطة بالمخيم دون وقوع أي اشتباكات، وفق ما أفاد به مراسل بوابة اللاجئين الفلسطينيين.
وشهدت مدينة درعا منتصف ليلة أمس الجمعة/ فجر السبت 7 كانون الأول/ ديسمبر، انسحاباً جماعيًا لجنود جيش النظام السوري من الحواجز الأمنية والعسكرية ، بالإضافة إلى انسحاب واسع للجيش من الثكنات المحيطة بالمدينة.
هذا التطور أتى دون تسجيل أي مواجهات مع فصائل المعارضة، ما ساهم في عودة الأوضاع إلى طبيعتها في مخيم درعا، الذي كان يعيش خلال الأيام الماضية حالة من الترقب والقلق بسبب تكثيف الحواجز الأمنية قربه.
وأشار مراسلنا إلى أن أقرب حاجز أمني كان يبعد نحو 200 متر فقط عن المخيم، ما أثار مخاوف لدى السكان من احتمالية وقوع معارك بالقرب منهم، أو تعرضهم للاعتقال أثناء المرور عبر تلك الحواجز.
ومع انسحاب قوات النظام، زالت تلك المخاوف، لكن السكان لا يزالون يواجهون تحديات اقتصادية وإنسانية، حيث أكد مراسلنا تضاعف أسعار السلع الغذائية والوقود ومواد التدفئة، وهو ما انعكس بشكل مباشر على سكان المخيم، الذين يعيشون ظروفاً إنسانية صعبة، وأعرب الأهالي عن أملهم في أن تسرع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" لتوزيع المساعدات الإغاثية التي باتت حاجة ملحّة.
وفي سياق التطورات الميدانية وانهيار المنظومة الأمنية للنظام السوري، أصدر المجتمع المحلي في مخيم درعا بياناً يدعو كافة اللاجئين الفلسطينيين المنخرطين في أجهزة النظام، خصوصاً عناصر وضباط جيش التحرير الفلسطيني، إلى "الانشقاق الفوري".
وجاء في البيان: "حرصاً منا على حقن الدماء وتجنب المزيد من المآسي، ندعو جميع ضباط وعناصر جيش التحرير الفلسطيني إلى الانسحاب الفوري من مناطق عملهم وتحييد أنفسهم عن أي تدخل في الشؤون الداخلية. إن النظام تاجر وقاتل باسم قضيتنا، وآن الأوان لعدم التورط في القتال ضد السوريين."
وأكد البيان أن "باب الأمان مفتوح لكل من يرغب في الانشقاق"، مع توفير قنوات للتواصل والتنسيق لضمان سلامة المنشقين"، كما وأكد البيان على عمق العلاقات بين الشعبين الفلسطيني والسوري، مشدداً على أهمية تجنب الانخراط في النزاعات الداخلية.