تدخل حرب الإبادة على قطاع غزة يومها الـ429، حيث يواصل جيش الاحتلال شن غاراته على مناطق عدة في قطاع غزة استهدفت خيام النازحين ومراكز اللجوء ما أسفر عن استشهاد عشرات الفلسطينيين وجرح آخرين خلال الساعات الماضية، بينما تجدد القصف المدفعي لمستشفى كمال عدوان في الشمال المحاصر أدى إلى ارتقاء شهداء ووقوع إصابات في صفوف الكادر الصحي.
وأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، اليوم، أن العدوان "الإسرائيلي" المستمر على القطاع لليوم الـ429 قد أدى إلى ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 44,708 شهداء، في حين بلغ عدد الجرحى 106,050 منذ بدء العدوان في 7 أكتوبر 2023.
وأوضحت الوزارة أن قوات الاحتلال ارتكبت خلال الساعات الـ24 الماضية 4 مجازر جديدة ضد العائلات الفلسطينية، حيث وصلت إلى المستشفيات جثامين 44 شهيداً، إضافة إلى 74 إصابة.
وأكدت الوزارة أن فرق الإسعاف والدفاع المدني تواجه صعوبات بالغة في الوصول إلى العديد من الضحايا العالقين تحت الأنقاض، وفي الطرقات بسبب استمرار القصف العنيف وتعمد الاحتلال استهداف المناطق السكنية.
ومنذ صباح اليوم الأحد 8 كانون الأول/ ديسمبر استشهد 6 فلسطينيين، وأصيب آخرون في غارات "إسرائيلية" على مناطق متفرقة من قطاع غزة.
يأتي ذلك فيما تعرض مستشفى كمال عدوان إلى الاستهداف "الإسرائيلي" بالقذائف المدفعية ما أدى تدمير خزانات المياه والأكسجين وخزانات الوقود، حيث اشتعلت النار في المرافق، وانقطع التيار الكهربائي بشكل تام.
وبدوره، قال مدير مستشفى كمال عدوان في شمال قطاع غزة حسام أبو صفية:" إن المستشفى تعرض، مساء السبت، لوابل من القذائف المباشرة أطلقتها دبابات الاحتلال من جميع الاتجاهات أدى إلى وقوع شهداء وإصابات في صفوف الكوادر الصحية، وبعض المرضى".
وأكد أبو صفية أن الهجوم الأخير على المستشفى شمل أكثر من 100 قذيفة وقنبلة استهدفت مباني المستشفى، وتسببت بأضرار جسيمة.
وأضاف أن أحد مباني المستشفى بات بدون كهرباء أو أكسجين أو ماء وسط استمرار القصف في المنطقة المحيطة، مما يمنع من إجراء الإصلاحات على شبكات الأكسجين والكهرباء والماء.
وقال أبو صفية خلال بيانه:" لدينا مرضى في وحدة العناية المركزة وآخرون ينتظرون إجراء العمليات، ولا يمكن الوصول إلى غرف العمليات إلا بعد تأمين الكهرباء والأكسجين".
وأشار إلى أن المستشفى يعالج حاليا 112 مصابا، بما في ذلك 6 في العناية المركزة و14 طفلًا، كما أن هناك مرضى في غرفة الطوارئ بسبب القصف، وهم في انتظار الدخول للأقسام الممتلئة.
وتابع أبو صفية:" لا ندرك ما ينتظرنا وما يريده جيش الاحتلال من المستشفى. دعونا العالم لحماية النظام الصحي وعامليه، ومع ذلك لم نتلق أي استجابة من أي جهة، ما يُمثل كارثة إنسانية تحدث ضد العاملين في مجال الصحة والمرضى".
ومن جهته، أدان مركز حماية حقوق الإنسان الهجوم "الإسرائيلي" على مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة مطالبا بتوفير الحماية له.
وقال مركز حماية في بيان له:" إن جيش الاحتلال الإسرائيلي أمطر المستشفى وأقسامه ومرافقه بعشرات القذائف؛ مما أسفر عن اشتعال النيران فيها وتدمير بعضا الآخر وبما يشكل خطر داهم على المرضى والعاملين داخل المستشفى".
واعتبر المركز الحقوقي هذا الهجوم تكرار لنهج جيش الاحتلال "الإسرائيلي" تجاه مشافي قطاع غزة، والتي لم تسلم جميعها من الحصار والاقتحام والتدمير والتخريب واعتقال المرضى والعاملين والتسبب بخروجها عن الخدمة مرارا.
وفي السياق ذاته، يواصل الاحتلال "الإسرائيلي" عمليات العدوان على مناطق شمال قطاع غزة بتدمير المنازل وإحراقها في إطار تنفيذ مخططات التهجير القسري للسكان وسط سياسة التجويع والحرمان من الغذاء والدواء ومنع سلطات الاحتلال دخول المساعدات الإنسانية.
وشهد مشروع بيت لاهيا، إحراق القوات "الإسرائيلية" منازل سكنية في محيط جمعية التطوير بينما أطلق جيش الاحتلال النيران الكثيفة تجاه منازل الفلسطينيين في منطقتي التوام والصفطاوي.
وفي مخيم جباليا، أطلق جيش الاحتلال "الإسرائيلي" نيرانه بكثافة في المناطق الغربية للمخيم وشرقي منطقة جباليا البلد، في حين سمع دوي انفجار ضخم نتيجة تدمير الجيش منازل سكنية في المخيم.
ووسط قطاع غزة، أفاد مصدر طبي في مستشفى شهداء الأقصى بارتقاء 5 شهداء بينهم طفلان وسيدة ووقوع عدد من الإصابات جراء قصف طائرة مروحية "إسرائيلية" خيمة تؤوي نازحين في منطقة المشاعلة جنوب غرب مدينة دير البلح.
وفي مدينة غزة، استشهدت فلسطينية وأصيب آخرون جراء قصف طائرة مروحية "إسرائيلية" شقة سكنية تعود لعائلة الغفري، قرب مسجد اليرموك وسط المدينة.
وفي ذات الوقت، أكد شهود عيان أن الاحتلال أطلق قنابل الإنارة في أجواء جنوب حي الصبرة ومحيط الكلية الجامعية جنوبي مدينة غزة.
فيما استشهد ثلاثة فلسطينيين آخرين جراء قصف "إسرائيلي" استهدف منطقة الشوا في مدينة غزة، وشهدت أحياء في مدينة غزة منها حي الزيتون جنوباً غارات شنها جيش الاحتلال "الإسرائيلي" تجاه النازحين.
وجنوب قطاع غزة، دمر جيش الاحتلال مباني سكنية في منطقة المواصي الواقعة غربي مدينة رفح فيما استشهد فلسطيني، وأصيب 3 آخرون بقصف جوي "إسرائيلي" لخيمة تؤوي نازحين بمدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة.