مع سقوط نظام الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد، انكشف الستار عن مأساة إنسانية ضخمة، حيث تبين وجود أكثر من ربع مليون معتقل في سجون شديدة التحصين، فيما تواصل "إدارة العمليات العسكرية"، التي سيطرت على العاصمة دمشق منذ الأحد 8 كانون الأول/ديسمبر، جهودها لتحرير السجناء من تلك المعتقلات، وعلى رأسها معتقل صيدنايا سيئ السمعة.
لا تزال عمليات تحرير السجناء مستمرة، وسط آمال آلاف السوريين والفلسطينيين في رؤية أبنائهم الذين طال غيابهم في أقبية السجون. وخصصت إدارة العمليات هيئة خاصة للمعلومات في دمشق، لتسهيل عملية الاستعلام عن المعتقلين، بينما انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صور ومناشدات لأهالي المعتقلين الفلسطينيين للإبلاغ عن ذويهم في حال العثور عليهم.
وفقاً لإحصائيات حملة الكشف عن مصير المعتقلين الفلسطينيين والمختفين قسراً في سجون النظام السوري، بلغ عدد المعتقلين الفلسطينيين 3108، بينهم 333 مفقوداً و633 شهيداً تحت التعذيب، فيما كشفت عمليات التحرير عن عودة بعض المعتقلين الفلسطينيين إلى ذويهم، من بينهم اللاجئ الفلسطيني وليد أبو ريا من مخيم خان الشيح، الذي أمضى تسع سنوات في السجن، وعاد إلى عائلته التي كانت تعتقد أنه فارق الحياة. كما أطلق سراح المعتقل فراس شحادة دريبي من أبناء المخيم بعد اعتقال دام حوالي 9 سنوات.
كما تم تحرير عدة فلسطينيين من أبناء مخيم اليرموك، عرف منهم: محمد مرعي العلي، أبو جهاد محمد باكير، عبد الفتاح إبراهيم زيات، بسام حسن زغموت، وأبو جهاد القاضي، بالإضافة إلى المحرر ماهر ماجد دكاكني من مخيم اليرموك الذي قضى 16 عاما في السجون، وأسعد ياسين السعدي من مخيم حماة.
وكشفت العمليات أيضاً عن وجود سجناء فلسطينيين من الداخل الفلسطيني المحتل، وتحديداً من أبناء مخيم جنين. إذا تم تحرير كل من علي يحيى من جنين، الذي أمضى 40 عاماً في السجون، وراكان أبو يوسف من المخيم نفسه.
وتستمر إدارة العمليات العسكرية في تحرير السجناء من مختلف السجون المنتشرة في أنحاء سوريا، بما في ذلك معتقل صيدنايا وسجن المزة العسكري، إلى جانب الأفرع الأمنية التي عُرفت بسمعتها السيئة وأقبية تعذيبها المحصنة.
على صعيد آخر، تداولت صفحات عبر مواقع التواصل الاجتماعي قائمة بأسماء 2500 معتقل فلسطيني، قيل إنها حديثة، إلا أن "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" يؤكد أن هذه القوائم تعود إلى العام 2022، وهي توثيق قديم، ولا تعكس بالضرورة الوضع الحالي للمعتقلين.