أعلن الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) انتهاء عمليات البحث داخل سجن صيدنايا، الذي اشتهر بسمعته السيئة كواحد من أكثر مراكز الاعتقال وحشية أنشأه وأداره نظام حكم عائلة بشار الأسد المخلوع.
ومع إعلان توقف عمليات البحث، برزت خيبة الأمل لدى آلاف الأسر السورية والفلسطينية التي كانت تأمل العثور على أبنائها المفقودين في هذا المعتقل.
أكد الدفاع المدني في بيان صادر عنه، أن فرقه المختصة لم تعثر على أي زنازين أو سراديب سرية غير مكتشفة داخل السجن.
وأضاف البيان: أن عمليات البحث شملت جميع مرافق السجن وأقبيته، بالإضافة إلى تفتيش أنابيب الصرف الصحي وفتحات التهوية وكابلات المراقبة.
ورغم استخدام فرق متخصصة، بما فيها فرق الكلاب البوليسية المدربة (K9)، لم يتم العثور على أدلة جديدة بشأن مصير المعتقلين.
وكان سجن صيدنايا، الذي أُفرغ من المعتقلين خلال الأيام الماضية بعد سقوط نظام الأسد في 8 كانون الأول/ ديسمبر، يضم الآلاف من الأبرياء الذين أخفوا قسراً لسنوات.
ويقدّر أن بعضهم لم يخرج مع من أُطلق سراحهم بسبب وجودهم في مواقع محكمة الإغلاق، وفق روايات ذوي المفقودين.
وتقدر جهات حقوقية أن النظام السوري اعتقل ما بين 250 ألفاً إلى 300 ألف شخص، ما يزال مصير الغالبية العظمى منهم مجهولاً، ووفقاً لإحصائيات حملة الكشف عن مصير المعتقلين الفلسطينيين، بلغ عدد الفلسطينيين المعتقلين في السجون السورية 3108، بينهم 333 مفقوداً و633 شهيدًا تحت التعذيب.
وخلال اليومين الماضيين خرج بضعة معتقلين فلسطينيين من سجون النظام السابق، فيما لا يزال مصير آلاف الفلسطينيين مجهولاً وما زالوا في عداد المفقودين.
وعبّر الدفاع المدني عن تفهمه العميق لمعاناة ذوي المعتقلين، مؤكداً تضامنه معهم ودعمه الكامل في جهود الكشف عن مصير أحبائهم، وفي ذات الوقت، ناشد البيان المجتمع المحلي والدولي "بعدم الحفر أو العبث في مواقع السجون لتجنب تدمير الأدلة الفيزيائية التي قد تساعد في تحقيق العدالة وكشف الحقيقة."
كما دعا البيان إلى توخي الحذر عند تداول المعلومات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة فيما يتعلق بالمفقودين والسجون، للحفاظ على مشاعر ذوي الضحايا وتجنب التسبب بأذى نفسي إضافي لهم.
وطالب الدفاع المدني المؤسسات الدولية بتكثيف الجهود لدعم المجتمع المدني السوري في الكشف عن مصير المفقودين، مؤكدًا استعداده للمشاركة في عمليات الكشف عن المقابر الجماعية والتعرف على الجثث مجهولة الهوية.
اقرأ/ي ايضاً: تحرير بضعة فلسطينيين من معتقلات الأسد من أصل آلاف ما زالوا في عداد المفقودين