استشهد اثنين من الفلسطينيين، وأصيب آخرون برصاص قوات الاحتلال "الإسرائيلي" خلال مداهمات شنتها منذ صباح اليوم الخميس 12 كانون الأول/ ديسمبر لبلدات وقرى الضفة الغربية في الوقت الذي طالت فيه حملات الاعتقال العشرات بعد دهم منازلهم والاعتداء على ممتلكاتهم في سياق الانتهاكات اليومية المتواصلة بحق الفلسطينيين.
وفي مدينة قلقيلية، استشهاد الشاب الفلسطيني محمد عبد الكريم خالد براهمة (25 عاما) برصاص جنود الاحتلال "الإسرائيلي" الذين أطلقوا النار تجاه مركبته.
من جهتها أكدت وزارة الصحة الفلسطينية إبلاغها من قبل الهيئة العامة للشؤون المدنية باستشهاد الشاب براهمة واحتجاز جنود الاحتلال لجثمانه.
وبحسب شهود عيان ومصادر محلية، نكلت قوات الاحتلال بجثمان الشهيد، واحتجزته بعد اغتياله من قبل قوات "إسرائيلية" خاصة كانت قد تسللت إلى مدينة قلقيلية، وتصدى لها مقاومون خلال اشتباكات مسلحة اندلعت مع قوات الاحتلال.
وفي غضون ذلك، دفعت قوات الاحتلال بتعزيزات عسكرية اتجاه المدينة، وحاصرت منطقة اغتيال الشهيد، ومنعت طواقم الإسعاف من الوصول إلى المكان.
استشهاد شاب آخر في نابلس وإصابة ثلاثة برصاص الاحتلال
وفي سياق متصل، أعلنت مصادر طبية عن استشهاد الشاب الفلسطيني جهاد أبو سليم (27 عاما)، متأثرا بإصابته برصاص الاحتلال في الصدر خلال اقتحام الجيش "الإسرائيلي" مخيم بلاطة شرق نابلس.
وكانت قوات الاحتلال، قد اقتحمت مخيم بلاطة شرق نابلس، وسط إطلاق كثيف لقنابل الغاز والرصاص الحي، ما أدى إلى اندلاع مواجهات، أصيب خلالها الشاب أبو سليم بالرصاص الحي، ثم أعلن عن استشهاده.
وفي الوقت ذاته، أعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، عن إصابة شاب بالرصاص الحي بالفخد، ورجل (65 عاما)، وسيدة (60 عاما)، نتيجة الاعتداء عليهما بالضرب من قبل قوات الاحتلال، ونقلوا جميعاً إلى المستشفى.
وفي تلك الأثناء، عرقلت قوات الاحتلال عمل الطواقم الطبية، ومنعت مركبات الإسعاف من الوصول إلى الإصابات كما اعتقلت قوات الاحتلال خلال اقتحامها مخيم بلاطة الشاب محمد الأغبر.
اقتحامات مستمرة لبلدات الضفة واعتقال العشرات من الفلسطينيين
وشنت قوات الاحتلال الإسرائيلي، منذ مساء أمس الأربعاء وحتى صباح اليوم الخميس، حملة اعتقالات واسعة طالت أكثر من 40 فلسطينياً من الضفة الغربية، من بينهم أسرى سابقون.
وأفادت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير أن الحملة تركزت في محافظة الخليل، بينما توزعت بقية الاعتقالات على محافظات سلفيت، ورام الله، وقلقيلية، والقدس.
وأشارت المؤسسات الحقوقية إلى أن قوات الاحتلال استخدمت خلال حملات الاعتقال الرصاص الحي بشكل مباشر بهدف القتل، إلى جانب تنفيذ عمليات تحقيق ميداني لعشرات المواطنين في العديد من المخيمات والبلدات. كما عمدت قوات الاحتلال إلى تخريب منازل المواطنين وتدمير محتوياتها.
تأتي هذه الاعتقالات ضمن موجة واسعة من القمع المتواصل منذ بدء العدوان الشامل على الشعب الفلسطيني. ووفقاً للإحصائيات، بلغت حصيلة الاعتقالات في الضفة الغربية، بما فيها القدس، أكثر من 12,100 مواطن.
وفي سياق اقتحامات الاحتلال المستمرة لبلدات الضفة الغربية، اعتقل جيش الاحتلال 19 فلسطينياً من عدة بلدات وقرى داخل محافظة الخليل، بعد دهم منازل ذويهم وتفتيشها والعبث بمحتوياتها.
وأفادت مصادر محلية بأن الاحتلال اعتقل الفلسطينيين من عدة بلدات وهي: بلدة إذنا، بلدة يطا، بلدة دورا، بلدة السموع وبلدة دير سامت.
وفي الصدد، واصل جيش الاحتلال نصب الحواجز العسكرية عند مداخل الخليل وبلداتها وقراها ومخيماتها، كما أغلق عددا من الطرق الرئيسية والفرعية بالبوابات الحديدية والمكعبات الإسمنتية والسواتر الترابية.
ومن محافظة سلفيت، اعتقلت قوات الاحتلال ستة فلسطينيين من بلدة كفل حارس شمالاً كما داهمت منازل السكان، وأجرت عمليات تفتيش وتحقيقات ميدانية واحتجاز للفلسطينيين.
ومن محافظة رام الله، اعتقلت قوات الاحتلال 14 فلسطينياً أغلبيتهم من مخيم الجلزون وقرية كفر مالك، وذلك بعد مداهمة واسعة لمنازل الفلسطينيين.