قتلت أجهزة "أمن السلطة" الشاب الفلسطيني يزيد جعايصة وهو أحد قادة "كتيبة جنين" التابعة لسرايا القدس الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، صباح اليوم السبت 14 كانون الأول/ ديسمبر، في مخيم مدينة جنين شمالي الضفة الغربية خلال اشتباكات بين مقاومين وعناصر السلطة أسفرت عن وقوع إصابات بعضها خطيرة بينهم نساء وأطفال.

ويعد الشاب جعايصة الذي قتل على أيدي عناصر أمن السلطة عقب إصابته بالرصاص، أحد أبرز قادة كتيبة جنين، وهو مطلوب لقوات الاحتلال "الإسرائيلي" منذ سنوات.

وكانت الاشتباكات قد اندلعت عند الساعة 4:30 فجراً بين عناصر السلطة ومقاومين من كتيبة جنين، بعد محاولة أفراد من السلطة التقدم نحو مخيم جنين من ثلاثة محاور رئيسية، وتصدى المقاومون لهذا التقدم باستخدام عبوات ناسفة محلية الصنع "كواع" بحسب المصادر المحلية.

وأشارت المصادر المحلية إلى أن قناصين من الأجهزة الأمنية أطلقوا النار على مارة في الشوارع وعلى المنازل، ما أوقع أربع إصابات من الأطفال والنساء، بينها حالات خطيرة.

من جهة أخرى، أطلق مقاومون داخل المخيم نداءات عبر مكبّرات الصوت لدعوة المقاومين في بلدات جنين المجاورة إلى التدخل والتصدي لمحاولات دخول أمن السلطة لمخيم جنين.

كما أشعل محتجون وسط مدينة جنين الإطارات المطاطية، تعبيراً عن رفضهم لسياسات الأجهزة الأمنية وتصعيدها ضد المخيم.

وكان الناطق الرسمي لقوى الأمن الفلسطيني أنور رجب، قال في بيان صحفي:"الأجهزة الأمنية بدأت فجر اليوم السبت (الساعة 5 فجراً) تنفيذ المرحلة ما قبل الأخيرة للعملية الأمنية (حماية وطن)".

وأشار إلى أن هذه العملية "تهدف إلى استعادة مخيم جنين من سطوة الخارجين على القانون"، حسبما جاء في وصفه.

ونددت الفصائل الفلسطينية بقتل أجهزة السلطة الشاب جعايصة القيادي بكتيبة جنين التابعة لـ"سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي.

ودعت حركة المقاومة الإسلامية حماس الفصائل والقوى الوطنية، وكل مكونات الشعب الفلسطيني ومؤسساته القانونية والحقوقية لاتخاذ موقف حاسم أمام ما تقوم به أجهزة السلطة، وخاصة في جنين وعموم الضفة الغربية، والضغط الجاد عليها لوضع حد لهذه التجاوزات الخطيرة التي تهدد النسيج الوطني والاستقرار المجتمعي.

و قالت الحركة خلال بيان لها: "ندعو قيادة السلطة للجم سلوك أجهزتها والوقف الفوري والتام عن كافة هذه الاعتداءات المشينة، والإسراع بإطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين من سجونها، وتصحيح بوصلتها الأخلاقية والوطنية نحو خيار الوحدة والمقاومة لردع الاحتلال وصد عدوانه".

وكانت أجهزة السلطة قد أقرت قبل عدة أيام مسؤوليتها عن قتل الشاب ربحي الشلبي (19 عاماً) برصاص عناصرها بعد عدة روايات سردتها على الشارع الفلسطيني في محاولة للتنصل من دمائه، إلا أن القضية تحولت إلى رأي عام، وأثارت ضجة كبيرة.

وجاء إقرار السلطة الفلسطينية بمسؤوليتها عن قتل الشاب الشلبي الذي يعمل على دراجة لتوصيل البضائع، في بيانها الثالث حول الحادثة، بعد إصدارها بياناً أول حاولت فيه اتهام مقاومين بقتله، لكن بعد انتشار تسجيلات لكاميرات المراقبة تفند ادعاء السلطة، أصدرت بياناً آخر قال فيه إنها تتابع التحقيق بالحادثة.

وأصدرت السلطة بياناً ثالثاً مساء الخميس، الذي أقرّت فيه بمسؤوليتها عن الحادثة تحت الضغط الكبير بعد انتشار فيديوهات وشهادات تؤكد بشاعة عملية قتل الشلبي.

وفي ذلك السياق، تصاعدت الإدانات الفلسطينية علاوة على الدعوات الأممية للتحقيق في سلوك أجهزة أمن السلطة الفلسطينية تحت ذريعة "العملية الأمنية" التي تقوم بها في مخيم جنين.

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان أكدت بأن عملية "الأمن الفلسطيني" في جنين تثير مخاوف من انتهاكات جسيمة للقانون الدولي الإنساني، ومنها القتل غير المشروع.

ودعت في بيان مقتضب السلطة الفلسطينية للتحقيق بسلوك الأمن في جنين، ومحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات الجسيمة هناك.

موضوعات ذات صلة: إدانات فلسطينية ودعوات أممية للتحقيق في اعتداءات السلطة على مخيم جنين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد