بدأت العديد من العائلات الفلسطينية في سوريا من ذوي المعتقلين والمفقودين، بنعي أبناءهم المعتقلين في سجون نظام بشار الأسد البائد، وذلك بعد أسبوع من هروب رأس النظام إثر دخول المعارضة السورية المسلحة وتحريرها مدينة دمشق.
ووثقت جهات فلسطينية، وفاة وإعدام 20 معتقلاً فلسطينياً من أبناء مخيم خان الشيح، في حين يستمر البحث عن معتقلين آخرين من مخيم اليرموك ومخيمات أخرى، بينما نعت عائلات من مخيم اليرموك أبنائها بعد فقدان الأمل بالعثور عليهم أحياء، أو بعد توثيق وفاة أبنائهم.
محمد أبو حامد، ناشط في توثيق قضايا المعتقلين الفلسطينيين، وصف هذه الحقبة بالمأساوية، وقال: "للأسف، تكشف مراجعة دقيقة لسجلات الأفرع الأمنية عن استشهاد العديد من الفلسطينيين المعتقلين، سواء بالإعدام أو التعذيب الممنهج، ولم يسلم أبناء المخيمات الفلسطينية من هذه الجرائم".
مع دخول المعارضة المسلحة إلى السجون السورية، تم تحرير 48 فلسطينياً من قبضة النظام. وفقاً لمجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا، توزّع المحررون بين سجون حلب وصيدنايا، بالإضافة إلى سجون حماة وفرعي الخطيب وفلسطين في دمشق.
لكن التحرير لم يكن القصة الوحيدة؛ فقد عُثر على قوائم داخل الأفرع الأمنية توثق أسماء مئات المعتقلين المتوفين، هذه الوثائق، الموجهة إلى دوائر النفوس وشعب التجنيد، تضمنت أسماء لاجئين فلسطينيين قضوا داخل سجون نظام الأسد.
وتشير التقديرات إلى أن النظام السوري اعتقل بين 250 ألفاً إلى 300 ألف شخص، غالبيتهم ما يزالون مجهولي المصير. وبحسب حملة الكشف عن مصير المعتقلين الفلسطينيين، بلغ عدد المعتقلين الفلسطينيين في السجون السورية 3108 أشخاص، من بينهم: 333 مفقوداً. و633 شهيداً تحت التعذيب جرى توثيقهم خلال السنوات السابقة.
ورغم مرور أكثر من أسبوع على سقوط النظام، لا تزال الجهود مستمرة لكشف مصير المفقودين، وسط دعوات متجددة لمحاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم.