مع سقوط النظام السوري، برزت معاناة جديدة للاجئين الفلسطينيين السوريين المهجرين إلى خارج البلاد، حيث تواجه شريحة منهم صعوبات كبيرة في العودة إلى سوريا، خصوصاً عبر الأراضي اللبنانية، نتيجة حرمانهم من إصدار وثائق السفر السورية خلال فترة النظام المخلوع.
تعقيدات العودة تزداد تعقيداً بالنسبة للفلسطينيين السوريين الذين يقيمون في تركيا أو الدول الأوروبية، الذين اضطروا لاستخدام جوازات سفر السلطة الفلسطينية بدلاً من وثائق السفر السورية. هذه المشكلة تسببت في منع العديد منهم من العبور إلى سوريا عبر لبنان، بسبب رفض السلطات اللبنانية السماح بمرورهم دون وثائق السفر السورية الأصلية.
بوابة اللاجئين الفلسطينيين تلقت شكاوى متعددة من اللاجئين، تؤكد عدم قدرة حاملي جوازات سفر السلطة الفلسطينية على المرور عبر الأراضي اللبنانية للعودة إلى سوريا، وكذلك صعوبات واجهوها في تركيا.
أحد اللاجئين أشار إلى توقيفه من قبل السلطات التركية لمدة 48 ساعة؛ بسبب محاولته العودة إلى سوريا مستخدماً جواز سفر السلطة الفلسطينية، دون امتلاكه وثيقة سفر سورية أو أي أوراق ثبوتية صادرة عن النظام السابق، الأمر الذي منعه من إتمام رحلته.
وكانت السلطات التركية خلال السنوات السابقة، قد أوقفت منح فيزا قانونية لحاملي الوثائق السورية، ما أجبر اللاجئين الفلسطينيون السوريين على تسجيل بياناتهم باستخدام جوازات سفر السلطة الفلسطينية للحصول على الإقامة، وهذه الإجراءات تعكس مأزقاً قانونياً جديداً يزيد تعقيد وضع اللاجئين الذين فقدوا أوراقهم الثبوتية.
في المقابل، اتخذ لبنان خطوات لتسهيل خروج فلسطينيي سوريا المقيمين فيه عبر وثائق الهوية، أو إخراجات قيد فردية، وحتى عبر وثائق سفر سورية منتهية الصلاحية. ومع ذلك، يبقى اللاجئون الفلسطينيون السوريون الذين فقدوا أوراقهم الثبوتية الفلسطينية السورية، ويعتمدون على جوازات السلطة الفلسطينية، غير قادرين على العودة إلى سوريا؛ بسبب رفض السلطات اللبنانية السماح بمرورهم.
أمام هذه التحديات، ناشد اللاجئون الفلسطينيون السوريون الجهات المعنية، بما في ذلك السفارات السورية في الخارج، لتسهيل إصدار وثائق سفر لهم تمكنهم من العودة إلى مخيماتهم في سوريا. كما دعوا السلطات اللبنانية والتركية إلى السماح لهم بالمرور عبر أراضيها باستخدام جوازات سفر السلطة الفلسطينية، كخطوة ضرورية لتمكينهم من العودة إلى وطنهم.
وبعد خلع النظام السوري على يد المعارضة السورية المسلحة بتاريخ 8 كانون الأول/ ديسمبر الجاري، ازدادت حركة عودة السوريين المهجرين من بلادهم إلى سوريا، وكذلك فلسطينيي سوريا الذين عانوا مرارة التهجير في دول مثل تركيا ولبنان والأردن وسواها، وسط آمال بتبديد العراقيل للكثيرين ممن لديهم إشكاليات في أوراقهم الثبوتية.