شهدت الساعات الماضية مع دخول اليوم الـ438 لحرب الإبادة على قطاع غزة، مجازر متتالية ارتكبها جيش الاحتلال "الإسرائيلي" في مناطق متفرقة باستهداف المنازل والشقق السكنية على رؤوس ساكنيها حيث مسحت أحياء سكنية بأكملها في عدة محافظات، يأتي ذلك فيما يحاصر الاحتلال في تصعيد جديد 15 ألف أسرة نازحة في "مواصي" رفح جنوبي القطاع.
وفي التفاصيل، ناشدت عائلات فلسطينية نازحة، الصليب الأحمر والجهات المختصة إجلاءها بعد أن حاصرت دبابات "إسرائيلية" تلك العائلات وسط إطلاق نار مكثف في منطقة المواصي غربي مدينة رفح، كما وقع عدد من المصابين.
ومن جهته، أكد جهاز الدفاع المدني أن 15 ألف أسرة نازحة محاصرة من قبل قوات الاحتلال "الإسرائيلي" في منطقة مواصي رفح، وهي لا تملك أماكن للاحتماء فيها من الهجمات التي يشنها جيش الاحتلال.
كما أفاد الدفاع المدني بارتقاء شهيد في محيط استراحة "الأكواخ" بمواصي رفح فيما لم تتمكن الطواقم الطبية لم تتمكن من الوصول له بسبب خطورة المكان.
وفي ذات السياق، واصل جيش الاحتلال شن غارات مكثفة وتدمير منازل وأحياء سكنية في محافظتي رفح وخان يونس جنوبي القطاع.
وعلى صعيد آخر، تصاعد الغارات "الإسرائيلية" وارتكب الاحتلال مزيداً من المجازر في مدينة غزة، حيث ارتقى 10 فلسطينيين جراء قصف استهدف منزلا في حي الدرج وسط مدينة غزة، وأكد الدفاع المدني أن جل الشهداء عبارة عن أشلاء وجثث مُتفحمة.
في حين وقعت عدة إصابات جراء استهداف طيران الاحتلال المسير لمجموعة من النازحين في حي الشيخ رضوان غرب مدينة غزة.
كما جرى انتشال جثامين 8 فلسطينيين إثر استهداف شقة سكنية بمنطقة ميدان فلسطين وسط مدينة غزة.
ووسط قطاع غزة، نقل عدد كبير من الإصابات إلى مستشفى العودة بالنصيرات إثر استهداف تجمع للفلسطينيين بمنطقة الحساينة بالنصيرات.
ويأتي ذلك فيما صعّد جيش الاحتلال عملياته العسكرية في إطار عدوانه المتواصل في شمال قطاع غزة المحاصر الذي يتعرض لإبادة جماعية للشهر الثالث على التوالي حيث تستمر عمليات تدمير ومسح المربعات السكنية وسط سياسة التجويع الممنهجة وحرمان الفلسطينيين من دخول المساعدات الإنسانية والأغذية والدواء.
وزارة الصحة في غزة: 45,059 شهيداً و107,041 جريحاً
وأعلنت وزارة الصحة في غزة، اليوم، أن الاحتلال "الإسرائيلي" ارتكب 3 مجازر جديدة بحق العائلات في قطاع غزة خلال الـ24 ساعة الماضية، أسفرت عن 31 شهيداً و79 إصابة وصلت إلى المستشفيات.
وأشارت الوزارة إلى أن عدداً من الضحايا لا يزالون تحت الركام وفي الطرقات، حيث تعجز طواقم الإسعاف والدفاع المدني عن الوصول إليهم؛ بسبب استمرار القصف الإسرائيلي.
وبحسب الإحصائيات الرسمية، ارتفعت حصيلة العدوان "الإسرائيلي" المتواصل منذ السابع من أكتوبر 2023 إلى 45,059 شهيداً و107,041 إصابة.
وفي سياق متصل، أكدت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي أن مليوني شخص يواجهون جوعا حادا في أنحاء غزة، داعية إلى وجوب ضمان الوصول الإنساني الآمن لإنقاذ الأرواح وتجنب المجاعة في غزة.
وكانت مصادر طبية، أفادت بأن النيران اشتعلت في الطابق الثالث بمستشفى كمال عدوان شمالي قطاع غزة، جراء استهدافه من قبل طائرات مسيرة "إسرائيلية" (كوادكوبتر) ألقت قنابل على المستشفى.
وأفادت المصادر بارتقاء أكثر من 15 شهيدا في منزل يؤوي نازحين من عائلتي الكحلوت والملفوح بمشروع بيت لاهيا، بعد استهدافهم حيث لم يتمكن أحد من الوصول إلى المنزل بسبب توغل الاحتلال.
وكشف جهاز الدفاع المدني أن جيش الاحتلال أجبر طواقمه على مغادرة محافظات شمال غزة بالقوة منذ أكثر من شهرين، بالإشارة إلى أنهم تواصلوا مع الكثير من الجهات الدولية لإعادتهم للعمل في الشمال لكن الاحتلال يرفض ذلك.
وأفاد مساعد مدير الدفاع المدني في غزة العميد سمير الخطيب بأن نحو 92 شهيدا من طواقم الدفاع المدني ارتقوا باستهدافات الاحتلال خلال العدوان، بالإضافة لأكثر من 300 جريح.
كما أكد أن الاحتلال قصف ودمر 18 موقعا للدفاع المدني في القطاع، حيث تعمل الطواقم الآن بدون مواقع رسمية لها مشدداً على عدم وجود مبرر لاستهداف طواقم ومقرات الدفاع المدني.
ومن جهته، أكد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان أن سلطات الاحتلال تتوسع في إبادة المدن في قطاع غزة في تجسيد لجريمة الإبادة الجماعية المستمرة منذ 14 شهرًا وأداة رئيسة لتنفيذها.
وأوضح أن جريمة الإبادة امتدت لتشمل إبادة المدن في غزة بالكامل بنسيجها المعماري والحضاري وما يتبع ذلك من تدمير للهوية الوطنية والثقافية للفلسطينيين واستئصال وجودهم من أراضيهم وفرض التهجير القسري الدائم.
وبيّن المرصد الحقوقي أن طواقمه جمعت إفادات وبيانات تظهر أن جيش الاحتلال ينتهج بشكل واسع منذ هجومه البري الثالث في شمال قطاع غزة منذ 5 أكتوبر الماضي عمليات محو شامل وتدمير كامل للمنازل والأحياء السكنية والبنى التحتية.
وأشار إلى أن المعطيات الأولية التي أمكن الحصول عليها من رفح عبر إفادات من السكان وصور للأقمار الصناعية ومقاطع فيديو نشرها جنود إسرائيليون تظهر أن المحافظة تم محوها بصورة شبه تامة.
كما كشف أن العديد من أحياء خان يونس مسحت بالكامل، وكذلك العديد من المربعات السكنية في حيي الشجاعية والزيتون جنوب غزة وشرقها، وكذلك المنطقة الواقعة على امتداد محور نتساريم من الجنوب والشمال.