دخلت مدينة جنين شمالي الضفة الغربية في إضراب تجاري شامل اليوم السبت 21 كانون الأول/ ديسمبر، احتجاجاً على استمرار حصار أجهزة أمن السلطة الفلسطينية للمخيم، والاشتباك مع المقاومين داخله، وسط دعوات واسعة أطلقها الأهالي لإنهاء حالة التوتر المستمرة منذ 17 عشر يوم.
وتواصلت المسيرات الشعبية التي نظمها أهالي المخيم للمطالبة بوقف الأزمة المستمرة التي بدأت منذ إعلان السلطة عن عملية "أمنية" أسمتها "حماية الوطن" هاجمت خلالها المقاومين في كتيبة جنين التابعة لسرايا القدس الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي حيث اندلعت اشتباكات أدت حتى اليوم لاستشهاد 3 فلسطينيين أحدهم قائد في كتيبة جنين على يد عناصر أمن السلطة.
وأغلقت المحال التجارية أبوابها في المدينة والمخيم، تعبيراً عن رفض الأهالي لاستمرار الأحداث التي تلقي بظلالها على المدينة والمخيم، ودعوة إلى إنهاء الحالة الأمنية المتأزمة بحسب مصادر محلية.
وأكدت المصادر ذاتها أن عدداً من أصحاب المحال التجارية لم يفتحوا محلاتهم خوفاً على حياتهم، في ظل احتمالية امتداد الاشتباكات من المخيم إلى المدينة، خاصة وأن المخيم ملاصق للمدينة، ويشهد حالة من التوتر المستمر.
ومجددا قمع عناصر أجهزة السلطة المسيرات الشعبية والأهلية التي خرجت اليوم في مدينة جنين، للمطالبة بحقن الدماء وفك الحصار عن المخيم.
وفي سياق متصل، أطلقت أجهزة السلطة النار بشكل عشوائي على منازل الفلسطينيين داخل المخيم الذي تحاصره وتقطع عنه الماء والكهرباء.
وتصاعدت حدة توتر الأوضاع في مخيم جنين على خلفية اعتقالات نفّذتها الأجهزة الأمنية بحقّ نشطاء من المخيم ينتمون لحركة الجهاد الإسلامي، تبعها استيلاء أفراد الكتيبة في الخامس من الشهر الجاري على مركبتين إحداهما تعود للارتباط العسكري الفلسطيني والأخرى لوزارة الزراعة.
وأعقب ذلك اعتقال أجهزة أمن السلطة لناشطين وذوي شهداء من المخيم ثمّ حصار قوات أمن السلطة للمخيم وإغلاق مداخله، فيما أدت الأحداث حتى الآن إلى استشهاد ثلاثة فلسطينيين برصاص أمن السلطة الفلسطينية بينهم شاب وطفل، وقائد كتيبة جنين يزيد جعايصة، علاوة على وقوع إصابات بين الطرفين.
وتصاعدت الإدانات الفلسطينية والدعوات الأممية للتحقيق في ما وصفته السلطة الفلسطينية بـ"العملية الأمنية" الجارية في مخيم جنين شمالي الضفة الغربية، وذلك بعد تحول المخيم إلى ساحة مواجهة أجهزة الأمن الفلسطينية وعناصر من كتيبة جنين.