مع دخول حرب الإبادة "الإسرائيلية" على قطاع غزة يومها الـ 450 على التوالي، واصل جيش الاحتلال "الإسرائيلي" شن هجمات برية وجوية وبحرية على مناطق عدة في القطاع، في حين أفادت مصادر طبية باستشهاد أكثر من 22 فلسطينياً في القطاع المحاصر منذ فجر اليوم الأحد 29 تشرين الأول/ أكتوبر وإصابة العشرات غالبيتهم شمالي القطاع، وهذا العدد لا يشمل 9 شهداء ارتقوا جراء قصف مدفعي "إسرائيلي" استهدف لاحقاً مخيم النصيرات وسط القطاع.
واستمر جيش الاحتلال في قصفه المدفعي للمستشفيات، حيث قصفت المدفعية "الإسرائيلية" الطابق العلوي في المستشفى المعمداني شرق مدينة غزة، وكذلك مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا رغم خروجه عن الخدمة كلياً، مع استمرار الانفجارات الناجمة عن عمليات تفجير متتالية للمباني السكنية في مناطق شمالي قطاع غزة.
وأعلنت وزارة الصحة في تحديثها اليومي أن جيش الاحتلال "الإسرائيلي" ارتكب خلال 24 ساعة ثلاث مجازر ضد العائلات في قطاع غزة، وصل من ضحاياها إلى المستشفيات 30 شهيداً و99 جريحاً، مع الإشارة إلى وجود عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لم تتمكن طواقم الإسعاف والإنقاذ من الوصول إليهم.
وبهذا يرتفع عدد الضحايا الذين وصلوا إلى المستشفيات منذ بدء حرب الإبادة في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 إلى 45 ألفاً 514 شهيداً و 108 آلاف و189 جريحاً، بحسب وزارة الصحة.
يأتي هذا فيما يواصل جيش الاحتلال تصعيد هجماته على مستشفيات قطاع غزة، لا سيما مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا، الذي لا يزال يقصفه بالمدفعية رغم إخراجه عن الخدمة واعتقال مرضى وكوادر طبية منه على رأسهم مديره الدكتور حسام أبو صفية.
وكذلك قصف الاحتلال بواسطة طائرة مسيرة الطابق العلوي لمستشفى الوفاء للمسنين وسط مدينة غزة ما أدى لاستشهاد 7 فلسطينيين وجرح العشرات.
وأطلق قذيفة مدفيعة على الطابق العلوي في أحد مباني المستشفى المعمداني بغزة، ما أثار حالة من الرعب بين صفوف المرضى في أقسامه، وألحق أضراراً بالطابق المستهدف.
ووصفت حركة حماس، الغارة الجوية على مستشفى الوفاء والقصف المدفعي على المستشفى المعمداني بأنهما "جريمتي حرب"، مضيفةً أن "على المجتمع الدولي التحرك لإرسال مراقبين أمميين وفرض حماية المستشفيات في غزة".
وبالمقابل، شمال قطاع غزة تسمع دوي انفجارات ضخمة ناجمة عن استمرار الاحتلال في عمليات تفجير المباني السكنية في تلك المناطق التي تتعرض للإخلاء والتهجير القسري وسط التجويع وجرائم التطهير العرقي التي يمارسها الاحتلال.
وفي سياق متصل، أطلق فلسطينيون محاصرون في بيت حانون شمالي قطاع غزة مناشدات لإنقاذهم مع اشتداد القصف "الإسرائيلي" بكثافة وعشوائية مؤكدين أن الكلاب الضالة تنهش جثامين الشهداء الملقاة في الشوارع، محذرين من مخاوف موتهم جوعاً بسبب قلة الطعام المتبقي لديهم.
من جهتها المديرية العامة لشرطة القطاع أكدت أن الاحتلال "الإسرائيلي" اغتال مدير مركز شرطة حي الرمال بمحافظة الشمال في غارة جوية أثناء قيامه بواجبه.
وقالت مديرية الشرطة في بيان مقتضب: إن اغتيال مدير مركز شرطة الرمال بمدينة غزة العقيد طلعت جودة، عبر غارة جوية أثناء القيام بواجبه في خدمة المواطنين غرب المدينة".
وأكدت أن تعمد الاحتلال باستهداف منتسبي جهاز الشرطة يهدف لنشر الفوضى في المجتمع الفلسطيني وتعميق المعاناة الإنسانية للفلسطينيين.
وطالبت المجتمع الدولي بالضغط على الاحتلال للتوقف عن استهداف منتسبي جهاز الشرطة في قطاع غزة، باعتباره جهاز حماية مدنية يقدم الخدمة الإنسانية للفلسطينيين في ظل الظروف الكارثية التي يعيشها الشعب الفلسطيني في القطاع.
وفي وقت لاحق اليوم، ارتفع إلى تسعة بينهم أطفال عدد الشهداء الذين ارتقوا جراء قصف مدفعي "إسرائيلي" طال مخيم النصيرات للاجئين الفلسطينيين وسط قطاع غزة وتسبب بإصابة آكثر من عشرين آخرين، كما ارتقى فلسطيني وأصيب آخرين بجروح بقصف استهدف منطقة السوارحة غربي مخيم النصيرات، في وقت سابق.
ويستمر ارتقاء الشهداء جنوبي القطاع حيث استشهد فلسطينيان وأصيب آخران جراء قصف "إسرائيلي" على منطقة قيزان شوان في خان يونس.
وأصيب شخص إثر قصف استهدف منزل في بلدة عبسان الكبيرة شرقي مدينة خان يونس، بينما استشهد شخص آخر متأثرًا بجراحه في قصف لمجموعة من الفلسطينيين في منطقة معن شرقي خان يونس، وفي مدينة رفح جنوبي القطاع، استشهد رجل وزوجته في قصف استهدف منزلاً ببلدة النصر.
في هذا الوقت، يعيش النازحون في منطقة "المواصي" التي تطل على شاطئ البحر ظروفا قاسية تسببت خلال الأيام الماضية بوفاة أربعة أطفال رضع، وانضم إليهم طفل رضيع خامس أعلنت عنه وزارة الصحة، داخل الخيام التي لجأ إليها النازحون في دير البلح وسط قطاع غزة، وذلك بسبب البرد القارس مع اشتداد الرياح التي تقتلع خيامهم المتهالكة، وسط افتقار النازحين للمأوى.