أعلنت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني عن استشهاد أربعة معتقلين من غزة داخل سجون الاحتلال، اليوم الاثنين 30 كانون الأول/ ديسمبر، بعد يوم واحد من الإعلان عن استشهاد المعتقل أشرف أبو وردة، ليرتفع عدد الشهداء المعلن عنهم خلال الـ24 ساعة الماضية إلى خمسة شهداء.
والشهداء الأربعة هم: محمد رشيد عكه (44 عاماً)، وسمير محمود الكحلوت (52 عاماً)، وزهير عمر الشريف (58 عاماً)، ومحمد أنور لبد (57 عاماً).
وأكدت الهيئة والنادي تلقيهما نبأ استشهاد عكه عبر الهيئة العامة للشؤون المدنية، فيما تلقت عائلة الشهيد الكحلوت نبأ استشهاده عبر مؤسسة "هموكيد"، والشهيد الشريف من خلال محامٍ خاص حصل على ورقة تثبت استشهاده في سجن الرملة، والشهيد لبد عبر مؤسسة "هموكيد".
وبينت الهيئة والنادي أنّ جميع هذه الردود التي تلقتها المؤسسات المختلفة حصلت عليها من جيش الاحتلال أو إدارة سجون الاحتلال، مؤكدة أن هذه الطريقة هي الوحيدة المتاحة للكشف عن مصير معتقلي غزة وفق "التعديلات القانونية" الاحتلالية.
وأوضحت الهيئة والنادي أن الشهيد عكه اعتقل بتاريخ 15/11/2023 خلال نزوحه من شمال غزة إلى الجنوب، وهو متزوج وأب لعشرة أبناء. وبحسب عائلته، لم يكن يعاني أية مشاكل صحية، وقد ارتقى في سجن (النقب) يوم أمس.
ولفت بيان مؤسسات الأسرى المشترك إلى أن الشهيد الكحلوت اعتقل بتاريخ 25/10/2024 من مستشفى كمال عدوان، وكان قد خضع قبل اعتقاله لعملية استئصال لأجزاء من الكبد والكلى، وكان بحاجة إلى رعاية حثيثة. ورغم محاولة الأطباء منع الجنود من اعتقاله، إلا أنهم اعتقلوه بالقوة، وارتقى بتاريخ 3/11/2024، أي بعد أسبوع من اعتقاله، علمًا أنه متزوج وأب لثلاثة أبناء.
وأوضح البيان أن الشهيد الشريف معتقل منذ 7/10/2023، حيث اُعتقل خلال عمله في الأراضي المحتلة عام 1948، وهو متزوج وأب لستة أبناء. وبحسب عائلته، لم يكن يعاني أية مشاكل صحية، وقد ارتقى بتاريخ 18/10/2023.
وأشار البيان إلى أن جيش الاحتلال يحاول التلاعب في الردود التي تلت رد المحامي، رغم حصوله على ورقة تؤكد استشهاده في سجن (الرملة). وتمثلت عملية التلاعب بالردود بأن الجيش قدم ردًا آخر يفيد بأنه أُفْرِج عنه من سجن (عوفر)، وردًا آخر يفيد بعدم وجود صلاحيات لإعطاء رد بشأن مصيره. وهذه القضية تُعد واحدة من عدة قضايا تابعتها المؤسسات، وأظهرت تعمد جيش الاحتلال التلاعب في الردود.
كما بينت هيئة الأسرى ونادي الأسير أن الشهيد لبد اعتقل بتاريخ 18/11/2024 خلال نزوحه من الشمال إلى الجنوب برفقة عائلته. وهو متزوج وأب لثمانية أبناء. وقبل اعتقاله كان يعاني من تليف في الكبد ومرض السكري، وقد ارتقى بتاريخ 27/11/2024.
ووصفت هيئة الأسرى ونادي الأسير ما يجري بحق الأسرى والمعتقلين بأنه وجه آخر لحرب الإبادة، والهدف منه هو تنفيذ المزيد من عمليات الإعدام والاغتيال والتصفية بحق الأسرى والمعتقلين.
وحمّلت هيئة الأسرى ونادي الأسير، وكافة المؤسسات المختصة، الاحتلال المسؤولية الكاملة عن استشهاد الأسرى الخمسة، وجددتا مطالبتهما للمنظومة الحقوقية الدولية باتخاذ قرارات فاعلة لمحاسبة قادة الاحتلال على جرائم الحرب التي يواصلون تنفيذها بحق الشعب الفلسطيني.
كما شددتا على ضرورة فرض عقوبات على الاحتلال من شأنها أن تضعه في حالة عزلة دولية واضحة، وتعيد للمنظومة الحقوقية دورها الأساسي الذي وُجدت من أجله، ووضع حد لحالة العجز المرعبة التي طالتها في ضوء حرب الإبادة، وإنهاء حالة الحصانة الاستثنائية التي منحتها دول الاستعمار القديم لدولة الاحتلال "إسرائيل" باعتبارها فوق المساءلة والمحاسبة.
من جهتها، دعت مؤسسة الضمير لحقوق الإنسان، اليوم الاثنين، لتشكيل لجنة تحقيق أممية للتحقيق في ظروف استشهاد المعتقلين الفلسطينيين في سجون ومعسكرات الاحتلال "الإسرائيلي".
وأشارت المؤسسة في بيان لها إلى أن استشهاد المعتقلين نتيجة التعذيب والإهمال الطبي هو سياسة ممنهجة تعكس نهجًا رسميًا تمارسه قوات الاحتلال.
وسلط البيان الضوء على جريمة استشهاد المعتقل محمد فخري عبد أبو وردة من جباليا شمال قطاع غزة، الذي تعرض للتعذيب والإهمال الطبي منذ اعتقاله في 20 تشرين الثاني/نوفمبر 2023، ونُقل لاحقًا إلى مستشفى "سوروكا"، حيث أُعلن عن استشهاده في 27 كانون الأول/ديسمبر الجاري.
ودعت المؤسسة الهيئات الدولية، بما فيها اللجنة الدولية للصليب الأحمر، إلى التدخل العاجل وتكثيف الزيارات للاطلاع على أوضاع المعتقلين الفلسطينيين، وضمان توفير الحماية لهم من ممارسات الاحتلال القمعية.
يذكر أن عدد الشهداء بين صفوف الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال ارتفع منذ بدء حرب الإبادة إلى 54 شهيدًا، وهم فقط من عُرفت هوياتهم، في ضوء استمرار جريمة الإخفاء القسري بحق مئات من معتقلي غزة. ويُعد هذا العدد من شهداء الحركة الأسيرة الأعلى تاريخيًا في مرحلة هي الأكثر دموية، ما يزيد عدد شهداء الحركة الأسيرة منذ عام 1967، المعلومة هوياتهم، إلى 291 شهيدًا.
ويبلغ عدد الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الذين اعترفت بهم إدارة السجون حتى بداية شهر كانون الأول/ ديسمبر الجاري، أكثر من 10,300 أسير، فيما تواصل سلطات الاحتلال فرض جريمة الإخفاء القسري بحق المئات من معتقلي غزة في المعسكرات والسجون التابعة لجيش الاحتلال.