تحسن الحياة تدريجياً في مخيم سبينة بعد سقوط النظام وسط تحديات خدمية

الجمعة 03 يناير 2025
مخيم سبينة - ريف دمشق
مخيم سبينة - ريف دمشق

يشهد مخيم سبينة للاجئين الفلسطينيين في ريف العاصمة السورية دمشق حالة من التغير الملموس بعد سقوط نظام الأسد في 8 كانون الأول/ ديسمبر الفائت، وبينما يعبر الأهالي عن ارتياحهم لانتهاء سنوات الخوف والقمع، فإن المخيم ما زال يواجه تحديات خدمية وأمنية تتطلب حلولاً عاجلة.

تحسن معيشي نسبي وتحرر من المخاوف الأمنية

أفادت مصادر محلية في المخيم لبوابة اللاجئين الفلسطينيين، أن الوضع المعيشي يسير بشكل أفضل، حيث بدأت أسعار السلع الأساسية في الانخفاض، وصار المازوت متوفراً بدرجة أكبر مما كان عليه في السابق بعد عودة عربات البيع الجوالة، كما عاد العديد من الأهالي المهجرين إلى منازلهم، واستأنف السكان أعمالهم اليومية، مشيرين إلى أنهم يشعرون بالتحرر من المخاوف الأمنية التي كانت تهيمن عليهم سابقاً، بما في ذلك خطر الاعتقال والخوف من السير في الشوارع.

اللاجئ حسام الشاويش من أبناء المخيم، أفاد لبوابة اللاجئين الفلسطينيين، أنّ توفر المواد الأساسية صار أفضل من السابق، بينما القدرة الشرائية مازالت متدنية، في حين حسّن من قدرة بعض الأهالي على شراء مستلزماتهم، السماح لهم باستقبال حوالاتهم الخارجية من أقاربهم المغتربين بالدولار من مراكز الصيرفة، مشيراً إلى أنّه في السابق كان هذا الأمر غير متاح في ظل النظام السابق، وكان يجري التسليم بالعملة السورية ما يقضم من قيمتها.

وأوضح اللاجئ الفلسطيني الشاويش، أنّ الوضع المعيشي والقدرة الشرائية يحتاجان الى دعم من قبل وكالة "أونروا"، مشيراً إلى أن الإهمال الخدمي الذي بدأ منذ سنوات حكم النظام السابق ما زال قائماً، وأعرب عن أمله في أن تعالج الإدارة السورية الجديدة هذه المشكلات وتحسن الخدمات في البلدة.

ورغم بعض التحسن، ما زال سكان مخيم سبينة يعانون من تدهور الخدمات الأساسية، لا سيما في قطاعات المياه، والكهرباء، والبنى التحتية.

وأضاف اللاجئ شاويش، أنّ هناك عدم انتظام في أسعار البنزين والخبز، إلى جانب ازدحام شديد بعد إلغاء نظام المعتمدين لتوزيع هذه المواد.

القبض على مروجي المخدرات

ولا يزال الأمن يشكل الهاجس الأكبر لسكان المخيم، بعد ازدياد عمليات السرقة وتجارة المخدرات في عهد النظام السابق، وامتداد أزمات المرحلة السابقة الى المرحلة الجدية، الّا أنّه وفي هذا السياق، جرى خلال الأسابيع الماضية تشكيل فرقة محلية لحماية المخيم، لاقت ترحيباً واسعاً من قبل الأهالي.

وبحسب شهادات محلية، تمكنت الفرقة من القبض على عدد من مروجي المخدرات واللصوص، وهو ما أدى إلى تحسن ملحوظ في الأوضاع الأمنية خلال الأسبوعين الأخيرين.

اللاجئ سامر الصالح من سكان المخيم، أفاد لموقع بوابة اللاجئين الفلسطينيين بأن الفرقة تمكنت، في الأيام العشرة الأخيرة فقط، من القبض على مروجي مخدرات بحوزتهم كميات من حبوب الكبتاغون.

وأوضح أن النظام السابق ومخبريه، بالإضافة إلى ميليشيات حليفة له، حوّلوا المخيم في سنوات سيطرتهم إلى سوق لترويج المخدرات، ما تسبب في انفلات أمني كبير وارتفاع في عمليات السرقة.

وأضاف اللاجئ الفلسطيني أن التنسيق بين فرقة حماية المخيم والإدارة السورية الجديدة ساهم في تحسين الأوضاع الأمنية، ما منح الأهالي شعوراً بالاستقرار النسبي.

يذكر أن مخيم سبينة تعرض لعدوان من قبل جيش النظام السوري والميليشيات الحليفة له بين عامي 2013 و2016، وأسفرت تلك الاعتداءات عن دمار في أجزاء واسعة من المخيم وتهجير عشرات العائلات، ما ترك بصمة مؤلمة في ذاكرة سكانه.

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد