قضت سيدة فلسطينية بالرصاص الحي خلال عملية السلطة الفلسطينية "الأمنية" المستمرة في مخيم مدينة جنين شماليّ الضفة الغربية لليوم السادس والثلاثين على التوالي وسط تجدد الاشتباكات مع مقاومي كتيبة جنين في ظل حصار خانق  مفروض على سكان المخيم.

وأكدت مصادر محلية قضاء السيدة سائدة محمد ياسين أبو بكر (50 عاماً) برصاص مجهول مصدره في منطقة قريبة من مخيم جنين، وتقع على مقربة من نقطة عسكرية لأجهزة السلطة الفلسطينية.

وذكرت مصادر محلية على صلة بالفقيدة لصحيفة العربي الجديد أن الضحية أنهت وجبة الإفطار مع زميلاتها، ووقفن أمام المشغل لبضع دقائق لاستنشاق الهواء قبل مواصلة عملهنّ، حيث كنّ في منطقة دوار الداخلية القريب من مخيم جنين.

 وقالت المصادر: "كانت العاملات يقفن عندما وقعت أبو بكر أرضاً، ولم يكن هناك أثر دماء عليها". ولاحقاً تبين أن أبا بكر أصيبت برصاصة استقرت في البطن، ونتج منها نزف حاد أدى إلى مقتلها.

ونعت عائلة أبو بكر فقيديتهم في بيان قالت فيه: تنعى عشيرة ال أبو بكر في الوطن والشتات ابنتهم الشهيدة المظلومة "سائدة محمد ياسين أبو بكر " والتي استشهدت على أرض جنين القسام اليوم الخميس (٩-١ - ٢٠٢٥)، وبهذا المصاب الجلل على قلوبنا جميعا".

وطالب العائلة "الجهات الرسمية ذات الاختصاص بتشريح الجثة حسب الأصول المعمول بها مهنياً وقضائياً وبمشاركة الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان، لبيان الحقيقة وإحقاق الحق".

كما طالبت ببيان رسمي مشترك لإظهار نتائج التشريح من كل الجهات ذات العلاقة مشيرة إلى نيتها بالاحتفاظ بحقها العشائري والقضائي والمعنوي، إلى حين صدور النتائج.

وعلى صعيد آخر، واصلت أجهزة السلطة الفلسطينية اعتقال الصحفي جراح خلف في ظروف مجهولة، حيث أطلقت عائلته مناشدة لأصحاب الاختصاص والأمر والمؤسسات الحقوقية والإنسانية الدولية في الكشف عن ظروف اعتقاله ومكان احتجازه.

ويأتي ذلك في سياق الحملة التي تقودها السلطة الفلسطينية في مخيم جنين لملاحقة ما أسمتهم بـ"الخارجين عن القانون"، حيث تشتبك خلالها مع مقاومي كتيبة جنين في مسعى لنزع سلاح المقاومة كما تمارس عمليات اعتقال بشكل عشوائي لفلسطينيين من منازلهم في الوقت الذي أحرقت فيه عدة منازل داخل المخيم.

ومن جهتها، اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية حماس استمرار أجهزة السلطة في حملتها الأمنية بمخيم جنين، وإيغالها في الدم الفلسطيني، وما تقوم به من عمليات إعدام وقتل راح ضحيتها 19 شهيداً، ينذر بعواقب وخيمة على المشهد الوطني والمجتمعي الفلسطيني.

وحذرت في بيان مقتضب من "تجاهل السلطة التام لكافة النداءات الوطنية والشعبية، والمطالبات الحقوقية بوقف ملاحقة أبناء شعبنا والكف عن ارتكاب ممارساتها القمعية التي لا تخدم سوى الاحتلال".

ودعت "كافة مكونات مجتمعنا في الضفة الغربية للتدخل الفوري لإيقاف نزيف الدم الذي ترتكبه أجهزة السلطة، وممارسة أقصى وسائل الضغط لمنع ارتكاب المزيد من الجرائم والانتهاكات بحق الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة".

وخلفت عملية السلطة على مخيم جنين 15 ضحية بينهم ثمانية من أهالي المخيم، أحدهم يزيد جعايصة من قادة كتيبة جنين، وسبعة آخرون بينهم الصحافية شذى الصباغ، إضافة إلى الفلسطينية أبو بكر، فيما قتل ستة عناصر من الأمن الفلسطيني وسط تفاقم معاناة سكان المخيم.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد