تواصل أجهزة أمن السلطة الفلسطينية ما تسميها بـ "العملية الأمنية" في مخيم جنين بهدف ملاحقة مقاتلين كتيبة جنين في المخيم، وسط تشديد للحصار على المخيم وتفاقم معاناة السكان في ظل انقطاع الكهرباء والمياه وتحويل بعض من منازلهم إلى ثكنات عسكرية، ويأتي ذلك فيما تلاحق السلطة مقاومين بمدينة طولكرم وتطلق النيران عليهم.

وفي سياق عملية السلطة المستمرة في مخيم جنين، أصدرت اللجنة الإعلامية للمخيم تصريحاً صحفياً لوسائل الإعلام أكدت فيه أن مخيم جنين محاصر بالكامل من أجهزة أمن السلطة، حيث تم قطع الكهرباء والمياه ومنع دخول المواد الغذائية والطبية، مما جعل الحياة داخله شبه مستحيلة على حد وصفها.

وأوضحت اللجنة الإعلامية أن المستشفيات لم تسلم من الاقتحام وتحولت إلى ثكنات عسكرية، حيث يتم اعتقال المصابين والجرحى من غرف العمليات قبل إتمام علاجهم، ووصفته بأنه انتهاك صارخ لكل القوانين الإنسانية والدولية.

ومن جهتها، كشفت مصادر محلية داخل مخيم جنين أن أجهزة السلطة اعتقلت عدداً من المصابين في المخيم داخل المستشفيات كما وجهت تهديدات للصحفيين لوقف التغطية وعدم دخول المخيم.

وخلفت عملية السلطة على مخيم جنين 15 ضحية بينهم ثمانية من أهالي المخيم، أحدهم يزيد جعايصة من قادة كتيبة جنين، وسبعة آخرون بينهم الصحافية شذى الصباغ فيما قتل ستة عناصر من ضباط أجهزة أمن السلطة الفلسطينية.

ووثقت مصادر محلية اليوم السبت 11 كانون الثاني/ يناير، ملاحقة الأجهزة الأمنية الفلسطينية لمقاومين في بلدة بلعا شرقي محافظة طولكرم شمال غربي الضفة الغربية، كما أطلقت النار على إحدى السيارات التي تقلهم، في حين حاصرت مقبرة البلدة وأجرت عمليات تفتيش داخلها.

من جهتها قال القيادي في حركة "حماس" عبد الرحمن شديد: إن تزايد محاولات السلطة اغتيال المقاومين في الضفة الغربية مؤشر خطير إلى نواياها التي تتقاطع مع أهداف الاحتلال.

وأضاف في بيان مقتضب: "إن ما شهدته محافظة طولكرم من إطلاق أجهزة السلطة الرصاص على مركبة مقاومين بشكل مباشر في محاولة لقتلهم للمرة الثانية خلال أيام، يؤكد أن تعليمات صدرت من مسؤولين في السلطة بتصفية المقاومين في الضفة وقتلهم".

وعبّر: "أن قيادة السلطة وأجهزتها الأمنية، تستسهل إراقة دم الفلسطينيين كما يحدث في مخيم جنين منذ 38 يوماً قتلت خلالها تسعة فلسطينيين بينهم نساء وأطفال".

ووصف ما ترتكبه أجهزة السلطة بأنه جريمة وطنية وأخلاقية، وانتهاك لحرمة الدم الفلسطيني، مؤكداً أن ذلك يستدعي تحركاً وطنياً واسعاً يضع حدا لما يجري في الضفة الغربية من قتل وتهجير وتخريب على أيدي أجهزة السلطة.

كما حذر من أن الصمت على تلك الانتهاكات، سيتيح المجال أمام الاحتلال لتنفيذ مخططاته بضم الضفة ونهب الأراضي وتمرير مخططاته الخبيثة بحق القضية الفلسطينية.

وبدورها، وصفت حركة الأحرار الفلسطينية "ما تشهده مدينة جنين ومخيمها من استمرار أجهزة السلطة في حملتها الأمنية، وما تقوم به من عمليات إعدام ميدانية وقتل للأبرياء، راح ضحيتها حتى اللحظة 19 شهيدًا، في محاولة منها لإنهاء الحالة الجهادية والقضاء على المقاومين في جنين، ينذر بعواقب وخيمة على المشهد الوطني والمجتمعي الفلسطيني".

وطالبت الحركة في بيان لها فصائل المقاومة والشعب الفلسطيني بالخروج في حراك واسع لوقف سلوك أجهزة السلطة في ملاحقة المقاومين واستهداف المواطنين.

وطالبت جميع المؤسسات القانونية والحقوقية بالضفة المحتلة لممارسة دورها الوطني والأخلاقي والإنساني بالضغط على السلطة بوقف العربدة على أهالي مخيم جنين والنظر لحساسية الموقف الحالي والنظر لحقيقة المخططات "الإسرائيلية" بحق شعب فلسطين وأرضه.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد