شهد قطاع غزة ليلة دامية إثر غارات "إسرائيلية" مكثفة طالت مناطق متفرقة من محافظات القطاع، حيث واصل جيش الاحتلال استهداف المنازل الفلسطينية وتدميرها على رؤوس ساكنيها، مع استمرار حرب الإبادة لليوم الـ466.
واستشهد 19 شخصاً من النازحين إثر قصف طال منزل يأويهم في مدينة خانيونس، فيما تصاعدت الهجمات على مستشفى الإندونيسي شمال القطاع المحاصر.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية عن ارتكاب الاحتلال "الإسرائيلي" 4 مجازر بحق العائلات الفلسطينية في قطاع غزة، أسفرت عن استشهاد 61 شخصاً وإصابة 281 آخرين خلال الـ24 ساعة الماضية، ليرتفع إجمالي حصيلة العدوان إلى 46,645 شهيداً، بينما بلغ عدد الجرحى 110,012 منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
كما أفاد البيان بأن هناك العديد من الضحايا تحت الركام، وفي الطرقات التي لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليها.
واستهدفت غارات الاحتلال منازل وخيام تؤوي النازحين الفلسطينيين في وسط وجنوب القطاع، فيما أسفرت الهجمات عن استشهاد 28 شخصاً منذ فجر اليوم الثلاثاء 14 كانون الثاني/ يناير، مع استمرار تدمير المربعات السكنية في شمال القطاع. في جنوب القطاع، استهدفت غارة "إسرائيلية" منزلاً لعائلة "مسمح" في حي المنارة جنوب خانيونس، ما أسفر عن استشهاد 19 شخصاً وعشرات الجرحى.
وفي مدينة رفح، صعد جيش الاحتلال من وتيرة تفجير وتدمير المنازل والمربعات السكنية باستخدام الروبوتات المفخخة في مناطق متفرقة، منها شارع الطينة والشابورة وأحياء شمال المدينة. وتزامنت عمليات التفجير مع قصف جوي ومدفعي عنيف على مناطق متفرقة من المدينة. في مدينة غزة، استشهدت سيدة، وأصيب 5 آخرون جراء قصف شنته طائرات الاحتلال على منزل لعائلة سكيك في محيط موقف جباليا بحي الدرج وسط المدينة.
وفي استهداف آخر داخل مدينة غزة، ارتقى 6 أطفال، ووقع عدد من المصابين جراء قصف الجيش "الإسرائيلي" منزلاً يعود لعائلة أبو الشعر خلف منجرة العشي بحي الدرج. كما أفاد جهاز الدفاع المدني بارتقاء شهيد على الأقل ووقوع مصابين جراء قصف استهدف مجموعة من النازحين في مخيم الشاطئ غربي المدينة.
في سياق متصل، ارتقى الصحفي في وكالة صفا الإخبارية محمد بشير التلمس متأثراً بإصابته الخطيرة التي تعرض لها الاثنين جراء استهداف طائرات الاحتلال "الإسرائيلي" لتجمع فلسطينيين في حي الشيخ رضوان بمدينة غزة. كما ارتقت صحفية أخرى، وهي أحلام نافذ التلولي، مساء الاثنين إثر قصف "إسرائيلي" قرب مفترق الغفري بمدينة غزة، لتلتحق بشقيقتها المسعفة ووالدها وزوجته. في حين أصيب الصحفي بشير أبو الشعر جراء استهداف الاحتلال لمنزله بمدينة غزة.
وفي الشمال المحاصر، استمر جيش الاحتلال في استهداف المستشفيات والمراكز الصحية، وآخرها استهداف مستشفى الإندونيسي ما أحدث دماراً كبيراً في الطابق الثاني للمستشفى الواقع في بلدة بيت لاهيا. وأكد المدير الطبي للمستشفى الإندونيسي مروان سلطان أن نتيجة استهداف الجيش "الإسرائيلي" أصيب طبيب بجروح خطيرة لدى محاولته الخروج من باب المستشفى، بينما دمرت غارة إسرائيلية مولدات الكهرباء ومحطات الأوكسجين فيه.
وأضاف سلطان: "ليس لدينا مياه ولا طعام، والوضع تدهور وبات كارثياً منذ خروج مستشفى كمال عدوان عن الخدمة".
كما واصل الاحتلال عمليات نسف المباني والمربعات السكنية في مخيم جباليا ومنطقة جباليا النزلة، وسط قصف مدفعي وإطلاق نار من آلياته العسكرية في إطار عمليته المكثفة في المحافظة منذ أكثر من 3 أشهر.
وفي مناطق وسط قطاع غزة، شنت غارات "إسرائيلية" استهدفت خيام النازحين في محافظة دير البلح، ما أدى إلى اشتعالها، بالإضافة إلى استشهاد وجرح العديد من الفلسطينيين. وفي الوقت نفسه، قصف جيش الاحتلال بقذيفة واحدة برج العصار في مخيم النصيرات وسط القطاع، وأطلق نيراناً كثيفة شمال المخيم، الذي شهد في الوقت نفسه عمليات نسف لمبان سكنية.