ارتقى نتيجة سياسة الإهمال الطبي المتعمد

مؤسسات الأسرى تكشف تفاصيل جديدة حول استشهاد الأسير معتز أبو زنيد

الثلاثاء 14 يناير 2025
معتز أبو زنيد (35 عاماً)
معتز أبو زنيد (35 عاماً)

كشفت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني في بيان مشترك عن تفاصيل جديدة حول استشهاد الأسير معتز أبو زنيد (35 عاماً)، من مدينة الخليل، الذي ارتقى يوم الأحد الماضي في مستشفى "سوروكا الإسرائيلي"، بعد تدهور حالته الصحية نتيجة الإهمال الطبي المتعمد من إدارة سجون الاحتلال.

وأفادت عائلة الأسير أبو زنيد بأن الشهيد لم يكن يعاني أي أمراض مزمنة أو مشاكل صحية قبل اعتقاله. لكن وفقاً لإفادة أحد الأسرى الذين كانوا معه في سجن "ريمون"، بدأ أبو زنيد يعاني من مرض "الجرب" (السكايبوس) منذ عدة أشهر، وهو مرض جلدي معدٍ، إلا أن إدارة السجون تَجاهلت حالته، ولم تُقدّم له العلاج المناسب.

ومع مرور الوقت، تحول المرض إلى دمامل كبيرة تنبعث منها رائحة كريهة، ما أدى إلى ظهور انتفاخات في أطرافه وفقدان ملحوظ في الوزن، مما جعله غير قادر على تناول الطعام أو الوقوف أو أداء حاجاته الشخصية.

وفي تصريح للأسير الذي كان برفقة أبو زنيد، قال إنهم طالبوا مراراً إدارة السجن بنقله إلى المستشفى، أو على الأقل توفير العلاج المناسب له، لكن إدارة السجون تجاهلت هذه المطالب بشكل تام.وفي تاريخ 4 كانون الثاني/ يناير، فقد أبو زنيد وعيه تماماً، وتم نقله إلى المستشفى بعد يومين، حيث أُدخل في غيبوبة، وظل في حالة حرجة حتى ارتقى شهيداً في المستشفى.

وأكدت هيئة الأسرى ونادي الأسير أن ما جرى مع الأسير أبو زنيد يُعد جريمة طبية ممنهجة من قبل إدارة السجون "الإسرائيلية"، والتي تهدف إلى تصفية الأسرى ببطء، عبر منعهم من تلقي العلاج والرعاية الصحية اللازمة. وأشارت الهيئة إلى أن هناك العديد من الأسرى الذين استشهدوا نتيجة لهذه السياسات، والتي تشمل الإهمال الطبي المتعمد وانتشار الأمراض في السجون؛ بسبب سوء الظروف الصحية.

وأضاف البيان أن حالة الأسير أبو زنيد ليست الحالة الوحيدة التي يتم فيها تصفية الأسرى عن طريق الإهمال الطبي. فقد كان مرض الجرب أحد الأمراض التي عمدت إدارة السجون إلى نشرها بين الأسرى، إذ تُعدّ بيئة السجون "الإسرائيلية" بيئة خصبة لانتشار هذا المرض نتيجة قلة النظافة وعدم توفير الظروف الصحية السليمة. كما أن ضعف المناعة لدى الأسرى؛ بسبب سياسة التجويع التي تُمارس عليهم تساهم في تفاقم الأوضاع الصحية، مما يؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة، كما حدث مع الأسير أبو زنيد وغيره من الأسرى.

الهيئة والنادي أكدا أن مرض الجرب لم يتوقف عن الانتشار داخل السجون، حيث أُصيب به العديد من الأسرى الفلسطينيين الذين قدّموا شهادات تؤكد تعمد إدارة السجون نشر هذا المرض في صفوف الأسرى. ورغم مطالباتهم المستمرة لتحسين الظروف الصحية داخل السجون، إلا أن إدارة السجون لم تُقدّم أي استجابة لطلباتهم.

من جانب آخر، أشار البيان إلى حالات أخرى مشابهة لاستشهاد الأسرى، مثل الشهيد محمد منير موسى من مدينة بيت لحم، الذي استشهد في تشرين الأول/ أكتوبر 2024 بعد أن تفاقم وضعه الصحي بسبب مرض الجرب وتدهور حالته بسبب إصابته بمرض السكري. كما أُفاد البيان بأن بعض الأسرى من قطاع غزة استشهدوا مؤخراً بسبب تفشي مرض الجرب في السجون "الإسرائيلية".

وفيما يخص حالة الأسير أبو زنيد، شددت هيئة الأسرى ونادي الأسير على أن هذا النوع من الجرائم الطبية الممنهجة أصبح سمة من سمات إدارة السجون "الإسرائيلية"، التي تتعمد تعريض الأسرى للموت البطيء عبر إهمال حياتهم الصحية والتسبب في تفاقم الأمراض. وتستمر هذه السياسة رغم العشرات من التقارير والشهادات التي توثق الإهمال الطبي داخل السجون.

وفي ختام البيان، دعت الهيئة والنادي المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل للضغط على الاحتلال "الإسرائيلي" للحد من هذه الجرائم، ورفع الصوت عالياً لمحاسبة المسؤولين عن استشهاد الأسرى؛ بسبب الإهمال الطبي المتعمد. كما طالبا بتوفير رعاية صحية فورية لجميع الأسرى الفلسطينيين في السجون "الإسرائيلية" والضغط من أجل ضمان حقوقهم الإنسانية والصحية.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد