رحبت الأمم المتحدة ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" ومنظمات أممية بالتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وسط مطالبات بتدفق الإمدادات الإنسانية ضمن وصول آمن وسريع لقطاع غزة عقب 467 يوماً من حرب الإبادة التي قتل وشردت مئات الآلاف من الفلسطينيين وألحقت دماراً غير مسبوق في منازل ومحافظات وأحياء القطاع.

وأعلن رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن مساء الأربعاء 15 كانون الثاني/ يناير، التوصل رسمياً إلى اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة بين كيان الاحتلال وحركة المقاومة الإسلامية حماس على أن يبدأ تنفيذه الأحد المقبل.

الأمم المتحدة: "أولويتنا عقب الاتفاق تخفيف المعاناة التي ولدتها الحرب"

ورحب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بإعلان اتفاق وقف إطلاق النار والإفراج عن المحتجزين في غزة مشدداً على أولوية تخفيف المعاناة الهائلة التي تولدت نتيجة حرب الإبادة.

وقال غوتيريش في تصريحات صحفية: "أولويتنا يجب أن تكون تخفيف المعاناة الهائلة الناجمة عن هذا الصراع.

وأضاف:" الأمم المتحدة تقف مستعدة لدعم تطبيق الاتفاق وتوسيع نطاق تقديم الإغاثة الإنسانية المستدامة للأعداد التي لا تُحصى من الفلسطينيين الذين تستمر معاناتهم.

وأوصى غوتيريش بأن يزيل اتفاق وقف إطلاق النار العقبات الأمنية والسياسية الكبيرة أمام توصيل المساعدات بأنحاء غزة للتمكن من دعم الزيادة الكبيرة للدعم الإنساني العاجل المنقذ للحياة.

وأضاف غوتيريش أن الوضع الإنساني وصل إلى مستويات كارثية ودعا جميع الأطراف إلى تيسير الإغاثة الإنسانية العاجلة والآمنة بدون عوائق للمدنيين المحتاجين للمساعدة.

وأكد أن الأمم المتحدة ستفعل كل ما يمكن مع الأخذ في الاعتبار التحديات والعراقيل التي تواجهها، مع توقعات بأن القطاع الخاص والجهات الإنسانية الأخرى والمبادرات الثنائية سيضاهون جهود الأمم المتحدة.

واعتبر غوتيريش أن هذا الاتفاق يعد خطوة أولى مهمة، مشدداً على ضرورة حشد كل الجهود لتعزيز تحقيق الأهداف الأوسع بما في ذلك الحفاظ على وحدة واتصال وسلامة الأرض الفلسطينية المحتلة.

"أونروا": "لحظة انتظرها الكثيرون منذ 15 شهراً"

ومن جهته، رحب المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" فيليب لازاريني بإعلان التوصل إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة لافتاً إلى أنها لحظة انتظرها الكثيرون منذ 15 شهراً.

لازرايني يريحب بالاتفاق

وقال لازاريني عبر منصة (إكس): "هذا الاتفاق سيجلب أخيرًا الراحة التي تشتد الحاجة إليها الناس غزة وإطلاق سراح الرهائن".

وطالب المفوض العام بوصول إنساني سريع وغير مقيد ودون انقطاع، بالإضافة إلى إمدادات إنسانية لتخفيف المعاناة الهائلة التي تسببت بها هذه الحرب."

الجمعية العامة للأمم المتحدة: "لقد طال انتظار نهاية الحرب في غزة"

رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة فيليمون يانغ رحب بدوره بإعلان اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة وقال: "لقد طال انتظار نهاية الحرب في غزة".

وشدد على ضرورة تنفيذ الاتفاق وأن يؤدي إلى وقف دائم للقتال.

وأضاف يانغ: "إن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي لا يمكن أن يُحل عبر عنف واحتلال لا نهائيين". وشدد على ضرورة أن يقوم المجتمع الدولي بعمل ذي مغزى باتجاه تحقيق حل الدولتين بما يتوافق مع القانون الدولي ومـيثاق الأمم المتحدة وقراراتها ذات الصلة.

وأكد في هذا الصدد أهمية المؤتمر الدولي رفيع المستوى للتسوية السلمية لقضية فلسطين وتحقيق حل الدولتين، المقرر عقده في يونيو 2025.

الأمم المتحدة لحقوق الإنسان: ارتياح كبير بعد الآلام التي شهدتها غزة

مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك قال من جهته: "إن أنباء انطلاق المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار في غزة تبشر "بارتياح كبير بعد الآلام المبرحة والبؤس التي شهدتها الأشهر الـ15 الماضية"، ودعا الطرفين إلى تنفيذ التزاماتهما على وجه السرعة، وبشكل متزامن وبحسن نية.

فولكر تورك يرحب بالاتفاق

وحث المسؤول الأممي كل الدول ذات النفوذ على بذل كل ما في وسعها لضمان نجاح المراحل التالية من وقف إطلاق النار، بما في ذلك إطلاق سراح جميع المحتجزين وإنهاء الحرب كليا.

وشدد تورك على ضرورة المبادرة فورا إلى العمل لإنقاذ حياة من هم في أمس الحاجة إلى المساعدة في جميع أنحاء غزة، التي دمرها القصف "الإسرائيلي" المتواصل والقتال المستمر على مدى الأشهر الماضية، لا سيما في الشمال.

وأكد المفوض السامي لحقوق الإنسان ضرورة السعي إلى تحقيق المساءلة والعدالة عن الانتهاكات والتجاوزات الجسيمة التي تم ارتكابها.

وشدد على ضرورة إنهاء الوجود "الإسرائيلي" غير المشروع المستمر في الأرض الفلسطينية المحتلة، تماما كما أوضحته جليا مـحكمة العدل الدولية، وأن يصبح حل الدولتين المتفق عليه دوليا حقيقة واقعة.

الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط: "خطوة لتخفيف المعاناة"

ومن ناحيته، رحب مهند هادي نائب منسق الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط بإعلان الاتفاق بشأن وقف إطلاق النار والإفراج عن المحتجزين. وقال:" إنه خطوة أولى أساسية باتجاه تخفيف المعاناة الهائلة الناجمة عن الصراع".

وأكد أيضاً أن الأمم المتحدة تقف مستعدة لدعم الاتفاق وتوسيع نطاق الإغاثة الإنسانية للفلسطينيين الذين تحملوا لفترة طويلة ظروفا لا تُحتمل تهدد الحياة.

وبيّن أن الاتفاق خطوة أولى مهمة لكن السلام الدائم يتطلب تعزيز تحقيق الأهداف الأوسع بما في ذلك الوحدة الفلسطينية وحل الدولتين المتفاوض عليه.

نائب منسق الأمم المتحدة يرحب بالاتفاق

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد