طاولة حوار مركزية في لبنان

تحذيرات من استهداف وكالة "أونروا" وتأكيد على وحدة الصف الفلسطيني واللبناني

الإثنين 20 يناير 2025

نظّمت دائرة اللاجئين في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين طاولة حوار مركزية، في قاعة الشهيد أبو عدنان قيس بمخيم مار إلياس في بيروت تحت عنوان " وحدة الصف الفلسطيني واللبناني في مواجهة تهديدات الأونروا واستهداف حقوق اللاجئين".

 جمع اللقاء شخصيات بارزة من المجتمع الفلسطيني واللبناني، من ضمنهم ممثلو السفارة الفلسطينية، لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني، الهلال الأحمر الفلسطيني، الفصائل الفلسطينية، الأحزاب اللبنانية، النقابات، والمؤسسات الأهلية. وافتُتح بالوقوف دقيقة صمت على أرواح الشهداء، تلاه عزف النشيدين اللبناني والفلسطيني، وأكدت الكلمات الافتتاحية على أهمية "أونروا" كرمز سياسي وحقوقي مرتبط بالقضية الفلسطينية وحق العودة.

أركان بدر، رئيس دائرة اللاجئين ووكالة "أونروا" في الجبهة الديمقراطية، شدد على أن الوكالة ليست مجرد وكالة إغاثة، بل تمثل اعترافاً دولياً بحقوق اللاجئين الفلسطينيين، قائلاً: "محاولات تصفية الأونروا هي جزء من مخطط إسرائيلي ممنهج يهدف إلى شطب قضية اللاجئين وطمس القرار 194. لكننا هنا لنؤكد أن الأونروا خط أحمر، ولن نقف مكتوفي الأيدي أمام هذه المخططات".

أما نزيه شما، ممثل سفير السلطة الفلسطينية في بيروت أشرف دبور، وصف "أونروا" بأنها الضمانة القانونية والإنسانية لاستمرار قضية اللاجئين، مشيراً إلى أهمية تعزيز التحرك الشعبي والدبلوماسي في وجه الضغوط الدولية.

وأضاف: "الهجوم على الأونروا هو هجوم على حق اللاجئين في العودة. رسالتنا واضحة: لن نقبل بأي مساس بهذا الحق".

عبد الناصر الأيي، مدير لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني، أكد أن استهداف "أونروا" يعكس سياسة إسرائيلية تهدف إلى إضعاف المقاومة الفلسطينية في الشتات، قائلاً: "علينا تعزيز الوعي المشترك بين اللبنانيين والفلسطينيين، لأن الحفاظ على الأونروا هو جزء من النضال المشترك من أجل الحقوق والكرامة".

من جانبه، قال الدكتور جابر سليمان، الباحث في مجموعة "عائدون": "تقليص خدمات الأونروا لا يمكن قراءته إلا في سياق الضغط على اللاجئين لتهجيرهم مجدداً وإضعاف موقفهم القانوني". وأضاف: "يجب إطلاق حملة وطنية ودولية لحماية الوكالة وضمان استمراريتها".

من جانبه علي هويدي، مدير الهيئة 302 للدفاع عن حقوق اللاجئين، تناول الأوضاع المتدهورة داخل المخيمات الفلسطينية في لبنان، محذراً من العواقب الكارثية لتراجع خدمات "أونروا".

وقال هويدي: "كل يوم نتلقى شكاوى من اللاجئين حول نقص الخدمات الأساسية، خاصة في التعليم والصحة. هذه الأزمة ليست فقط نتيجة لضعف التمويل، بل جزء من مخطط يستهدف اللاجئين وحقهم في العودة".

أما سمير اللوباني، ممثل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، أعرب عن استيائه من تراجع أداء "أونروا"، وقال: "لا يمكن للأونروا أن تتهرب من مسؤولياتها بحجة نقص التمويل. المطلوب هو خطط طوارئ حقيقية تستجيب لمعاناة اللاجئين".

من جهته محمد الشولي من مؤسسة "شاهد"، سلط الضوء على التأثير النفسي والاجتماعي لتقليص خدمات الوكالة على اللاجئين، مشدداً على ضرورة تحرك المنظمات الحقوقية والإنسانية لمواجهة هذا التدهور.

أما النقابي محمد السيد قاسم دعا إلى توسيع الحراك الشعبي لدعم "أونروا"، قائلاً: "المخيمات الفلسطينية في لبنان تعاني من أوضاع معيشية كارثية. رسالتنا إلى الدول المانحة واضحة: اللاجئون الفلسطينيون ليسوا مجرد أرقام، بل بشر لهم حقوق وكرامة".

واختتمت الفعالية بمداخلة شاملة ليوسف أحمد، مسؤول الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في لبنان، الذي دعا إلى تعزيز الوحدة بين الفلسطينيين واللبنانيين لمواجهة الضغوط "الإسرائيلية" على الوكالة. وأكد أن حماية الوكالة ليست مجرد مسؤولية فلسطينية بل مسؤولية دولية.

وخرج اللقاء بتوصيات محورية، أبرزها: إطلاق حملة شعبية ودبلوماسية لدعم "أونروا" وضمان استمراريتها، مخاطبة الدول المانحة لتوفير تمويل مستدام للوكالة، وتعزيز التنسيق بين الأطراف الفلسطينية واللبنانية لمواجهة الهجمات "الإسرائيلية".

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد