أعلن مدير المخابز السورية محمد الصيادي عن إطلاق خطة لإنشاء 160 مخبزاً جديداً موزعة على مختلف المناطق السورية، بما فيها مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين بريف العاصمة السورية دمشق، وذلك في خطوة تهدف إلى تخفيف الضغط على الأفران وتلبية احتياجات المواطنين.
وأوضح الصيادي، في تصريح لوكالة "سانا"، أن الخطة جاءت بعد دراسة شاملة لاحتياجات المحافظات وأريافها، شملت تقييم عدد السكان، كثافتهم الجغرافية، والمسافات التي تفصل المناطق عن الأفران الحالية.
وقال: إن التوزيع الجغرافي للمخابز الجديدة تم تصميمه بعناية لتخفيف الازدحام وضمان توفير الخبز بشكل سلس.
ومن بعد سيطرة نظام بشار الأسد على مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين عام 2018، وبدء عودة بعض الأهالي إليه، لم ينشأ النظام أي فرن في المخيم، ما جعل تأمين هذه العائلات للخبز اليومي مهمة صعبة، إذ يضطر الأفراد إلى الذهاب إلى المناطق التي تبعد عن المخيم كيلو مترات عدة والانتظار في طوابير لتسلم حصصهم وفق ما كانت تُسمى البطاقة الذكية.
وبعد سقوط النظام وعودة عدد من العائلات الإضافية إلى المخيم، صار يحتاج المخيم على الأقل لفرنين لتغطية توفير الخبز لهذه العائلات، التي قدّر مراسل بوابة اللاجئين عددها بنحو 2500 عائلة.
وقال مراسلنا: إن المخيم يحتاج بالحد الأدنى إلى فرنين، واحد في منتصف شارع اليرموك والآخر في منتصف شارع فلسطين، وأشار إلى أن عدد العائلات التي تقيم بشكل دائم في المخيم حالياً لا يتجاوز 2500 عائلة فقط، فيما تضم سجلات النظام السابق عودة 4 آلاف عائلة، موضحا ًأن كثيراً من العائلات سجلت لدى حواجز النظام وأفرعه الأمنية عودتها إلى المخيم لتثبت ملكيتها لبيوتها المدمرة، لكنها لم تقطن نظراً لصعوبة العيش فيه جراء دماره بنسبة تزيد عن 70 % وانعدام الخدمات فيه.
موضوع ذو صلة: مخيم اليرموك: عودة خجولة وسط انعدام مقومات الحياة
ويؤكد مراسلنا أن العائلات التي تقطن في المخيم اليوم هي من لا تستطيع دفع إيجارات منازل خارجه، ما يشير إلى بؤس أوضاعها المعيشية وحاجتها إلى مساعدات غذائية، إذ إنها بالضرورة لا تجد ما يكفي الحد الأدنى من الاحتياجات الغذائية.
وذكّّر بأنه قبل عام 2011 كان يوجد في مخيم اليرموك فرناً آلياً تابعاً للحكومة يوفر الخبز للاجئين الفلسطينيين، وما لا يقل عن خمسة أفران كبيرة خاصة أيضاً توفر الخبز لأحياء المخيم.
ووفقاً للقرار الجديد في دمشق، ستُنشأ الأفران الجديدة في مناطق القدم، مخيم اليرموك، جوبر، الدويلعة، القابون، المزة 86، والحجر الأسود. أما في ريف دمشق، فستشمل المناطق معضمية الشام، عرطوز، زاكية، سعسع، سوق وادي بردى، مخيم الوافدين، حجيرة، والنشابية، بالإضافة لعشرات الأفران في المحافظات الأخرى.
وأكدت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك أن المشروع سينفذ وفق مواصفات قياسية عالمية، تشمل تصميم المساحة، البناء، وتجهيزات خطوط الإنتاج. الهدف من ذلك هو ضمان إنتاج خبز عالي الجودة يلبي احتياجات المواطنين بكفاءة وسلاسة، مع التركيز على تلبية الطلب المتزايد في المناطق الأكثر كثافة سكانية.
تأتي هذه الخطوة في وقت تواجه فيه البلاد أزمة متصاعدة في توفير الخبز، وهو أحد المواد الأساسية لحياة السوريين، خاصة في المناطق التي تعاني من نقص حاد في الخدمات والبنى التحتية.