أغلقت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" اليوم الخميس 23 كانون الثاني/ يناير، مقراتها في مخيم السيدة زينب للاجئين الفلسطينيين بريف العاصمة السورية دمشق بشكل مفاجئ، وعلّقت جميع أنشطتها، بما في ذلك العيادة الصحية الوحيدة في المخيم، دون تقديم أي توضيحات حول أسباب هذا الإجراء، مما أثار حالة من الاستياء والقلق بين الأهالي.

وجاء هذا الإغلاق عقب اعتصام سلمي نظمه سكان المخيم يوم أمس الأربعاء أمام مقر الوكالة، رفعوا خلاله مطالبهم بتحسين الأوضاع المعيشية والخدمات الأساسية. وشملت المطالب، التي قُدمت في ورقة رسمية باللغتين العربية والإنجليزية، تعزيز الخدمات الصحية، وتطوير القطاع التعليمي، وتحسين البنية التحتية والبيئة، بالإضافة إلى توسيع برامج الإغاثة لتلبية احتياجات اللاجئين المتزايدة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة.

وأكد المعتصمون أن الاحتجاج كان سلمياً، ولم يتخلله أي تجاوزات أو أضرار بمرافق الوكالة. غير أن إغلاق المقرات بدا للبعض وكأنه رد سلبي على مطالبهم، وفق ما أفاد به مراسل "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" في المخيم، الذي أشار إلى استغراب الأهالي من توقيت القرار.

مخيم السيدة زبنب.jpg
اعتصام مطلبي في مخيم السيدة زينب بريف دمشق يوم أمس الأربعاء أمام مقر وكالة "أونروا"

ويعد مخيم السيدة زينب، الذي يضم أكثر من 22,000 لاجئ فلسطيني مسجل لدى "أونروا"، واحداً من المخيمات الأكثر تهميشاً في سوريا، حيث يعاني سكانه من نقص حاد في الخدمات الأساسية، بما في ذلك الرعاية الصحية والتعليم والبنية التحتية.

وتعتمد غالبية السكان على خدمات الوكالة في ظل غياب بدائل أخرى، إذ تشكل العيادة الصحية التابعة لها الملاذ الوحيد لتلقي العلاج في ظل ارتفاع تكاليف الخدمات الطبية الخاصة.

وتضمنت ورقة المطالب التي قدمها المعتصمون، باللغتين العربية والإنجليزية، تحسين الخدمات الإغاثية والصحية، وركزت على ضرورة تطوير القطاع الصحي، وعدم الاعتماد فقط على الفحص السريري وتقديم الدواء نفسه للمرضى، كما هو معتمد لدى الوكالة حالياً.

كما تضمنت المطالب، تطوير القطاع التعليمي، وتقديم نسخ جديدة من الكتب الدراسية. وتطوير القطاع الخدمي والبيئي، وأشار البيان إلى حق الأهالي بالعيش في بيئة نظيفة خالية من الأمراض، وإيجاد حل لظاهرة الكلاب الشاردة المنتشرة في المخيم.

كما شدد بيان المطالب الذي رفعه الأهالي، على ضرورة تطوير برامج المساعدات الإغاثية والمالية ليشمل اللاجئين جميعهم في ظل الأوضاع المعيشية المعدمة. وكذلك تطوير برنامج الإعاقة، وإيجاد مراكز متخصصة للأطفال المعاقين وأقسام علاج فيزيائي، وإقامة دورات مهنية للشباب المعاقين تناسب مهاراتهم وقدراتهم، وتطوير مراكز لكبار السن. 

مطالب أهالي مخيم السيدة.jpgويعود وجود اللاجئين الفلسطينيين في مخيم السيدة زينب إلى عام 1948، عندما لجأت عائلات من قرى سهل الحولة إلى المنطقة. وعلى مر العقود، عانى المخيم من تهميش كبير، تفاقم خلال السنوات الأخيرة بسبب الأوضاع الاقتصادية والسياسية في سوريا، فضلاً عن التضييق الأمني لكون المخيم يقع في منطقة كانت قاعدة للميليشيات الموالية للنظام.

ويؤكد سكان المخيم إلى أن تعليق خدمات "أونروا" يزيد معاناتهم اليومية، ويهدد بتفاقم الأوضاع الإنسانية، في وقت يعيش فيه اللاجئون ظروفاً معيشية قاسية تتطلب استجابة عاجلة لتحسين الخدمات الأساسية وضمان حقوقهم في حياة كريمة.

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد