نظم لاجئون فلسطينيون من مخيم العائدين في حمص وسط سوريا، وقفة احتجاجية أمام مكتب وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في المخيم، مطالبين بتسريع تقديم المساعدات وتحسين الأوضاع المعيشية المتدهورة، وشددوا على ضرورة توفير وظائف للعاطلين عن العمل.

خلال الوقفة الاحتجاجية، شدد المشاركون على حق اللاجئين في الحصول على فرص عمل تلبي احتياجاتهم الأساسية، مؤكدين أن دور "أونروا" لا يقتصر على تقديم الإغاثة، بل يشمل أيضًا التشغيل.

إحدى اللاجئات أوضحت خلال الاعتصام: "نحن لاجئون فلسطينيون في المخيم، ومن واجب الأونروا علينا توفير الإغاثة والتشغيل، نطالب بتوظيف وتشغيل كل الشباب والفتيات الفلسطينيين الخريجين الذين لا يجدون فرص عمل".

كما أشار المحتجون إلى ضرورة تحقيق العدالة في توزيع الإعانات الإغاثية، حيث يعاني معظم سكان المخيم من فقر مدقع، ويفتقرون إلى الاحتياجات الأساسية.

من بين المطالب الأخرى التي رفعها المحتجون، تحسين البنية التحتية للكهرباء، التي تشهد تدهوراً مستمراً، وتطوير خدمات الرعاية الصحية في المخيم.

كما سلط المشاركون الضوء على معاناة المرضى، خاصة المصابين بالسرطان الذين يواجهون صعوبات في تأمين الأدوية الضرورية، بما فيها جرعات العلاج الكيميائي.

أحد المتظاهرين قال: "هناك الكثير من المرضى في المخيم، وخاصة مرضى السرطان، الذين لا يملكون تكلفة العلاج أو الأدوية. نطالب الأونروا بصرف الفواتير الصحية المتراكمة على العائلات التي تعاني من أوضاع مأساوية".

ويواجه مخيم العائدين، كسائر مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في سوريا، أزمة اقتصادية ومعيشية خانقة، حيث تعتمد غالبية الأسر على التحويلات الخارجية من أبنائهم وأقاربهم في الشتات. وتشير تقارير إلى أن نسب الفقر في المخيمات الفلسطينية في سوريا تتجاوز 90%، وسط استمرار التهميش وضعف الخدمات الأساسية.

تأتي هذه الوقفة الاحتجاجية في إطار سلسلة من التحركات المطلبية التي شهدتها معظم مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في سوريا عقب سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، حيث يسعى اللاجئون إلى تسليط الضوء على التحديات المعيشية التي تفاقمت عقب الحرب في البلاد، والتهميش الكبير الذي عانوه في السنوات السابقة.

وطالب المشاركون "أونروا" بتحمل مسؤولياتها الإغاثية والتشغيلية، مؤكدين أن تحسين أوضاع المخيمات هو حق أساسي للاجئين الفلسطينيين، وليس مجرد مطلب، ودعوا إلى تحرك دولي عاجل لدعم الوكالة وضمان استمرارية خدماتها الأساسية التي تمثل شريان الحياة بالنسبة لهم.