تحذيرات فلسطينية من ارتكاب الاحتلال "إبادة" في المخيم

الأمم المتحدة تدين أساليب الحرب "الإسرائيلية" في جنين وتحذيرات من تهجير قسري

الجمعة 24 يناير 2025
جيش الاحتلال يحرق المنازل في محيط مخيم جنين بالضفة الغربية
جيش الاحتلال يحرق المنازل في محيط مخيم جنين بالضفة الغربية

يستمر جيش الاحتلال الإسرائيلي في فرض حصار شامل على مخيم جنين في شمال الضفة الغربية، ويهجر سكانه من منازلهم في إطار عملية عسكرية متواصلة لليوم الرابع على التوالي، بينما يخوض المقاومون اشتباكات ضارية في عدة محاور تصدياً للعدوان "الإسرائيلي" وسط سقوط عدد من الإصابات في صفوف الفلسطينيين.

وندّدت الأمم المتحدة، اليوم الجمعة 24 يناير 2025، باستخدام قوات الاحتلال "أساليب الحرب" في جنين بالضفة الغربية المحتلة، واستعانتها "غير القانونية بالقوة القاتلة".

 وقال ثمين الخيطان، المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان في جنيف، إن "العمليات الإسرائيلية القاتلة في الأيام الأخيرة تثير مخاوف جدية بشأن الاستخدام غير الضروري أو غير المتناسب للقوة".

وتصاعدت التحذيرات الفلسطينية من مخططات "إسرائيلية" تهدف إلى تهجير الفلسطينيين من منازلهم وأراضيهم، فيما يشبه حملة الإبادة التي ارتكبها الاحتلال في قطاع غزة، خاصة مع مغادرة مئات الفلسطينيين المخيم خلال اليومين الماضيين مع بدء العملية العسكرية "الإسرائيلية" تحت مسمى "السور الحديدي".

وذكر نائب محافظ جنين، منصور السعدي، في تصريح لوكالة الأناضول التركية أن ما يجري في المخيم هو مخطط لجيش الاحتلال "الإسرائيلي" لتنفيذ اجتياح كبير لوسط مخيم جنين شمالي الضفة الغربية المحتلة، مشبهاً ما قد ينتظر المخيم بحملة "الإبادة" التي نفذتها تل أبيب في شمال غزة. وقال السعدي: "إن قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي أغلقت المداخل الأربعة لمدينة جنين ومخيمها بالسواتر الترابية، ومنعت الدخول والخروج منها".

وحذر من مخطط "إسرائيلي" لتنفيذ اجتياح كبير لوسط المخيم في ظل عمليات هدم مستمرة للبنايات والمنازل المحيطة به. وشبه ما ينتظر المخيم في ظل هذا المخطط المرتقب بأنه قد يكون "تكراراً لما جرى في شمال قطاع غزة من حملة إبادة ممنهجة".

وأشار نائب المحافظ إلى الظروف الصعبة التي يواجهها المرضى والطواقم الطبية بمستشفى جنين الحكومي، في ظل قطع الكهرباء وإمدادات الوقود عنه جراء العدوان "الإسرائيلي". ولفت السعدي إلى عدم وجود إحصاء دقيق لعدد النازحين خلال الأيام الأخيرة. كما بيّن أن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" وثقت مغادرة نحو 2000 عائلة من مخيم جنين منذ منتصف ديسمبر/ كانون الأول الماضي، تزامنًا مع الحملة الأمنية التي نفذتها أجهزة أمن السلطة الفلسطينية بالمخيم آنذاك.

وكان جيش الاحتلال "الإسرائيلي" قد استقدم مزيد من التعزيزات العسكرية مع جرافات من نوع D10 المجنزرة إلى مدينة جنين لارتكاب المزيد من الاعتداءات الوحشية وتدمير منازل وأحياء الفلسطينيين في المدينة ومخيمها.

وملأت طائرات الكواد كابتر "الإسرائيلية" المسيرة، والتي زودت بمكبرات الصوت سماء مخيم جنين، وألقت منشورات تهدد فيها الفلسطينيين بمنع التحرك في وقت تشن فيه قوات الاحتلال حملة اعتقالات وهدم واسعة.

وأجبرت قوات الاحتلال المئات من أهالي المخيم على النزوح خارجه بالقوة، وبدأت بعمليات هدم لمنازل السكان حيث هدمت جرافات الاحتلال عدة منازل في الطرف الغربي للمخيم.

كما أحرق جنود الاحتلال أكثر من 5 منازل في شارع مهيوب وطلعة الغبز وخلف مسجد الأسير، فيما أعاق الاحتلال عمل طواقم الدفاع المدني في الوصول إلى المنازل المحترقة لإخمادها.

وقطعت الكهرباء عن كامل أحياء المخيم جراء العدوان، كما قطعت في أجزاء من مدينة جنين، ما أدى إلى انقطاعها في مستشفيي ابن سينا وجنين الحكومي، فيما منع الاحتلال إدخال الوقود لتشغيل مولدات الكهرباء في أقسام المستشفيات.

وكانت جرافات الاحتلال قد دمرت الشارع الرئيسي لمستشفى جنين الحكومي، وأغلقت مداخله بالسواتر الترابية ما جعل نقل الجرحى والمرضى إليه شبه مستحيل، كما طوقت محيط مستشفيي الرازي وابن سينا.

واعتقلت قوة خاصة من جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم، المطارد قيس السعدي من مخيم جنين، بعد اقتحامها بلدة بيت قاد شرق مدينة جنين. وذكرت مصادر محلية أن قوات الاحتلال شنت حملة مداهمات واسعة في المنطقة، حيث تم اعتقال السعدي بعد محاصرته في المكان.

كما اعتقل اليوم، الشابين علام وكريم عويس، بالإضافة إلى الناشط محمود أبو الطلال، من محيط مخيم جنين. وذكرت مصادر محلية أن قوات الاحتلال شنت حملة مداهمات واسعة في المنطقة.

من جهتها، أعلنت كتيبة جنين، في بيان لها، أنها خاضت معارك ضارية مع قوات الاحتلال "الإسرائيلي" الليلة الماضية وصباح اليوم، وذلك بعد عودة الاتصال بإحدى تشكيلاتها القتالية في مخيم جنين. وأضافت الكتيبة أنها شاركت في هذه المعارك برفقة كتائب القسام وشباب الثأر والتحرير.

وأوضح البيان أن مقاتلي الكتيبة فجروا عدداً من العبوات المضادة للأفراد في جنود الاحتلال، محققة إصابات مؤكدة في صفوف القوات "الإسرائيلية".

يأتي ذلك، فيما شن الاحتلال اقتحاماً لبلدة قباطية، وحاصر أحد المنازل، وطالب قاطنيها بالخروج منها عبر مكبرات الصوت.

ولاحقاً قصف الاحتلال المنزل بقذائف "اينيرجا" في الوقت الذي اندلعت فيه مواجهات عنيفة في البلدة، وعلى إثرها دفع الاحتلال بمزيد من التعزيزات العسكرية وسط تحليق طائرة مروحية في سماء البلدة.

وأسفر العدوان "الإسرائيلي" على مدينة جنين ومخيمها عن استشهاد 13 شخصاً بينهم طفل، وأكثر من 50 إصابة بجراح متفاوتة بينها خطيرة، علاوة على دمار هائل في البنى التحتية لأحياء وشوارع المخيم ومنازل الفلسطينيين.

 

بوابة اللاجئين الفلسطينيين/وكالات

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد