شيّع آلاف اللاجئين الفلسطينيين في مخيم نهر البارد شمالي لبنان، اليوم الاثنين 27 كانون الثاني/ يناير، الشهيد رواد شوقي كريم، الذي ارتقى خلال التصدي للعدوان "الإسرائيلي" على لبنان قبل شهرين، حيث عُثر على جثمانه يوم أمس بعدما كان في عداد المفقودين.

وسط مشاهد مهيبة، استقبل أهالي المخيم الشهيد برش الأرز والورود والزغاريد، مردّدين الهتافات الداعمة للمقاومة والمعبّرة عن الفخر بالشهداء وتضحياتهم.

بدأت مراسم التشييع بعد صلاة العصر في مسجد القدس داخل المخيم، وانطلق المشيّعون حاملين جثمان الشهيد إلى مثواه الأخير في المقبرة القديمة للمخيم، حيث وُوري الثرى وسط أجواء مشحونة بالمشاعر الوطنية والحزن الممزوج بالفخر.

خلال مراسم التشييع، ألقى الشيخ الدكتور محمود أبو شقير كلمة تناول فيها معاني الشهادة وأهميتها في النضال الفلسطيني، وهنّأ عائلة الشهيد على هذه الكرامة التي نالها ابنهم. كما دعا فضيلة الشيخ أحمد عطية للشهيد، متمنياً له الرحمة ولذويه الصبر والسلوان.

ووُلد الشهيد رواد كريم في مخيم نهر البارد في 21 آب/ أغسطس 1999. عاش يتيم الأم في كنف عائلة مكوّنة من خمسة إخوة وأخوات، التي غرست فيه حب فلسطين منذ نعومة أظفاره. كان الشهيد مُحبًّا للعمل الوطني والكفاحي، فانضم إلى الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي.

إلى جانب عمله النضالي، عمل الشهيد كمونتير في قناة فلسطين اليوم الفضائية، حيث برع في التصوير والمونتاج، خصوصًا في توثيق الأحداث المرتبطة بالقضية الفلسطينية.

ونعت سرايا القدس الشهيد رواد شوقي كريم يوم أمس الأحد، مؤكدة أنه كان أحد مقاتليها في كتيبة الشهيد أبو حمزة المجذوب. وأوضحت السرايا أن الشهيد ارتقى على حدود فلسطين المحتلة أثناء مشاركته في معركة "طوفان الأقصى"، خلال تصديه للعدوان "الإسرائيلي" على لبنان.

وذكرت ان الشهيد كان في الصفوف الأمامية بمنطقة بنت جبيل اللبنانية، حيث فُقد الاتصال به منذ تلك المعركة. وتم انتشال جثمانه يوم أمس بعد أكثر من شهرين من فقدانه.

يُذكر أن مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين سبق أن ودّع أربعة من أبنائه الذين ارتقوا خلال معركة طوفان الأقصى، ومن بينهم شهداء الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين: نضال عبد العال، وعبد الرحمن عبد العال، وعماد عودة، الذين استُشهدوا في عملية اغتيال نفّذها الاحتلال "الإسرائيلي" في العاصمة اللبنانية بيروت. كما شيّع المخيم الشهيد محمد الرنتيسي أبو علي، أحد أبناء حركة الجهاد الإسلامي، الذي ارتقى خلال مشاركته في التصدي لعدوان الاحتلال جنوب لبنان.