استياء فلسطيني واسع من ممثلي وفد السلطة الفلسطينية للقاء القيادة السورية

الأربعاء 29 يناير 2025
لقاء وفد السلطة مع أحمد الشرع في دمشق
لقاء وفد السلطة مع أحمد الشرع في دمشق

أثارت الشخصيات التي مثلت وفد السلطة الفلسطينية في الزيارة إلى دمشق، والتقت بالقيادة السورية الجديدة ممثلة بأحمد الشرع، موجة غضب واستياء بين أوساط اللاجئين الفلسطينيين في سوريا، الذين عبّروا أن هذه الشخصيات لا تمثلهم، متهمينها بالتواطؤ في معاناتهم خلال السنوات الماضية.

وضم وفد السلطة رئيسَ الوزراء محمد مصطفى، ومستشار رئيس السلطة محمود الهباش، وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير أحمد مجدلاني، وسفير السلطة في سوريا سمير الرفاعي، وياسر محمود عباس نجل رئيس السلطة، وجاءت زيارته تحت عنوان "تعزيز التعاون والتنسيق السياسي والاقتصادي"، وفق ما صرّح به مصطفى خلال اللقاء.

السلطة دعمت النظام السوري السابق في قمع فلسطينيي سوريا

اللاجئون الفلسطينيون في سوريا لم ينظروا إلى الزيارة بعين الترحيب، بل عدّوها استمراراً لنهج السلطة في دعم النظام السوري السابق الذي اتُهم بارتكاب انتهاكات واسعة بحق الفلسطينيين، خصوصًا خلال حصار مخيم اليرموك.

الحقوقي الفلسطيني السوري أيمن أبو هاشم، كتب منتقداً الزيارة قائلاً: "الوفد يضم أحمد مجدلاني، الذي كان خلال حصار مخيم اليرموك يروج لرواية النظام بأن المسلحين هم من يعيقون إدخال المساعدات، متجاهلاً قصف النظام وتدميره للمخيم".

وأضاف: أن "استمرار السلطة في إشراك شخصيات كهذه في وفودها دليل على عدم احترامها لتضحيات الفلسطينيين في سوريا."

بدوره، علّق الصحفي الفلسطيني ماهر شاويش مشككاً في شرعية تمثيل الوفد لفلسطينيي سوريا، وكتب: "شرعية التمثيل تحسمها صناديق الانتخابات وليس الزيارات الدبلوماسية، هناك أزمة ثقة حقيقية بين اللاجئين الفلسطينيين والسلطة، ولا يمكن لأحد أن يدعي تمثيلهم دون إرادتهم."

أما الناشط محمود زغموت، فقد وصف السلطة بأنها "سلطة أمر واقع فاقدة للشرعية"، مضيفًا أن "الزيارة تعكس مصالح الأوليغارشية الحاكمة في رام الله وليس مصالح اللاجئين الفلسطينيين".

الوفد لا يمثل فلسطين وشعبها

ردود الفعل الغاضبة لم تقتصر على اللاجئين الفلسطينيين في سوريا، بل امتدت إلى شخصيات فلسطينية وعربية خارج سوريا.

الكاتب السياسي ياسر الزعاترة انتقد الوفد قائلاً: "مؤسف أن يكون هؤلاء أول وفد فلسطيني يلتقيه أحمد الشرع، وهم الذين لم يتوقفوا عن مهاجمة المقاومة الفلسطينية."

من جهته، دعا الدكتور عبد الله معروف الشعب السوري إلى عدم الاعتراف بشرعية الوفد، مشدداً على أنه "لا يمثل فلسطين ولا شعبها، لا في الداخل ولا في الشتات."

تأتي هذه الزيارة في وقت تشهد فيه سوريا تغييرات سياسية بعد تولي أحمد الشرع قيادة البلاد، ما يثير تساؤلات حول طبيعة العلاقة المستقبلية بين السلطة الفلسطينية والنظام السوري الجديد.

وبالرغم من أن الوفد الفلسطيني شدد على دعم السلطة لسوريا قيادة وشعباً، إلا أن الرفض الشعبي لهذه الخطوة يعكس حجم القطيعة بين السلطة واللاجئين الفلسطينيين الذين رؤوا في الزيارة محاولة لإعادة تدوير شخصيات متورطة في معاناتهم.

كما أن هذه الزيارة تأتي في ظل سخط فلسطيني شعبي عام على السلطة الفلسطينية لتورطها في حصار مخيم جنين الشهر الماضي، وملاحقتها للمقاتلين في كتيبة جنين، وسط اتهامات لأجهزة أمن السلطة بأنها هي من مهدت الطريق لجيش الاحتلال "الإسرائيلي" في عدوانه المستمر منذ تسعة أيام على مدينة ومخيم جنين، تحت اسم "عملية السور الحديدي"، والذي ارتقى خلالها 16 فلسطينياً وهجر عدد كبير من سكان المخيم ودمرت عشرات المنازل وأحرقت على يد جيش الاحتلال الذي هدد اليوم، عبر وزير الحرب "يسرائيل كاتس" بأنه جيشه يخرج من مخيم جنين وأن المخيم لن يعود كمان، وأن جيشه سيوسع عملياته في الضفة الغربية المحتلة.

وكان قد تظاهر عدد من فلسطيني سوريا وسوريين خلال الشهر الجاري أمام سفارة السلطة في دمشق رفضاً لعملية أجهزة أمن السلطة ضد مخيم جنين وملاحقة المقاومين.

فيديو ذو صلة: هتافات ضد ممارسات السلطة من قبل ناشطين فلسطينيين وسوريين في دمشق

 

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد